عادت أيام ما قبل ثورة يناير المجيدة بتفاصيلها التي أغرقت الشعب المصري في فيضان الفساد؛ حتي خرج المارد عن صمته وخلع رأس الفساد مبارك، إلا أن الرأس السامة التي لم تنقطع وأياديها الأخطبوتية أعادت مصر إلي نقطة الصفر لما قبل الثورة، وعاد كل شيئ بتفاصيله الكريهة بنفس الوجوه بعد تثبيت الانقلاب وتكريسه للفساد؛ ليجلس بجواره علي عرش الدم. وقد كنا نقول بالأمس إن ابن مبارك الثالث سيخرج من محبسه لا محالة، وإن أحكام القضاء التي حكمت عليه بالسجن ما يقرب من نصف القرن ستتحول إلي حبر علي ورق، وسوف يخرج بعد أن أنفق من أمواله الحرام المليارات لدعم الثورة المضادة، فلم يصدقنا أحد وعلق البعض بأننا نهذي.. وتدور الأيام ولا يكتفي أحمد عز إمبراطور الحديد بالخروج من السجن وحسب، بل خرج؛ ليدخل في دهاليز السلطة من جديد، وكنا أول من كشفنا علي الإطلاق تحركات أحمد عز؛ لإعادة الحزب الوطني للصدارة في تقرير بعنوان (أحمد عز يؤكد: السيسي وضع مؤقت وجمال مبارك قادم) وبعد أسابيع من نشر تقريرنا جاءت صحف الانقلاب لتبث لدولة الفساد البشري الكبرى بترشح جمال مبارك للرئاسة في 2018.. وكأن الشعب المصري في حالة غيبوبة حتي يسمح بهذا المسلسل أن تنتهي حلقاته كما يريدون!! ورغم أن كل المؤشرات تؤكد علي عودة الابن الضال محتكر الحديد الذي كان يقول علنا كما كشفنا أيضًا من قبل أنه يقول للرئيس المخلوع يا بابا، وأن مبارك يعتبره بمثابة الابن الثالث له!! عودة أسطول العز: وقد عاد العز بالفعل بقوة لعهده القديم، وخاصة في محافظة المنوفية التي شهدت عودة نشاطه القديم بحذافيره من تبرعات لإحدي المستشفيات الخاصة بمنوف إحدي مدن دائرته الانتخابية، ودفع نصف تكاليف الكشف والعلاج، وكذلك دفع مصاريف تلاميذ المدارس، ويستعد حاليًا أسطول أتوبيسات عز للعمل والانطلاق لتوصيل الطلاب من مدنهم إلي جامعة المنوفية بشبين الكوم، وكان العز في السابق يشترط علي الطلاب الانضمام للحزب الوطني أولًا، واستخراج كارنيهات العضوية؛ لكي يتمكنوا من استخدام مواصلاته المجانية، وكثيرًا من هذه الأنشطة التي يحاول العز بها أن يظهر كرجل يقدم أعمالًا خيرية لقبول نجاحه في عضوية مجلس الشعب، في الوقت الذي لم يستطع أن يصمد أمام مرشح الإخوان المهندس إبراهيم حجاج في انتخابات عام 2005، وحينما وجد النظام أن تمرير نجاح عز بالتزوير سيكون مكشوفًا للشعبية الجارفة لحجاج أجبروا حجاج علي الانسحاب بتفاصيل كشفناها وقتها!! العز يقضي علي أحلام عواجيز السيسي: في الاجتماعات التي حضرها عز؛ أوعز إلي معاونيه أن يستعدوا بقوة لدخول معترك الانتخابات، واختار بنفسه الشخصيات الفلولية الأصيلة التي تعيش علي الفساد كمنهج حياة؛ وتعتبره أمرًا عاديًّا؛ وقال أعوان عز بمحافظة المنوفية - حينما سألهم البعض عن التكتلات التي يقودها عواجيز الانقلاب من أمثال عمرو موسي وكمال الجنزوري- إن العز قال لهم إن هؤلاء مجرد بالونات سيتم فرقعتها حينما تدخل الانتخابات في مرحلتها الجادة، وإذا ترشح أحد لن يمكنه دخول البرلمان إلا بموافقة الملياردير الحديدي، وإنه لن يقبل دول موسي أو أي أحد من حزبه ولا الجنزوري، وأكد أنهم سيبتعدون تمامًا علي ضمانته حينما يتم الإعلان رسميًّا عن إجراء الانتخابات، وأكد العز لهم أن دولة مبارك عادت أقوي مما كانت عليه، وأن وظيفة الانقلاب هي في الواقع بمثابة حجز الكراسي لهم؛ لأنهم هم صناع دولة مصر الحديثة حسب زعمهم، وقال إن مؤامرة يناير (قاصدًا ثورة يناير) عطلت انطلاقة مصر!! وعلي غير ما أعلنت صحف الانقلاب من أن عز قد قرر الترشح للانتخابات البرلمانية؛ قال رجاله بالحزب الوطني الذي كان قد انحل في جزء صغير من اللعبة المسرحية علي الشعب المصري إن هذا الأمر غير مؤكد حتي الآن، وسوف يتم الانتظار لما بعد تاريخ 25 يناير القادم.