قول تعالى:يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ. هذه آية من آيات الزمان الذي يُظلنا، نزلت في الوعد ببدر الكبرى.الآية تقول إن الله ينتقم من الذين طاردوا المؤمنين، وتقول إنه منتقِم من الذين صادروا أموال المؤمنين بعد إذ هجّروهم منها ، واضطروهم للخروج ، والهجرة ، والبعاد. الآية تصرخ بغضبة الجليل سبحانه على الذين عذبوا المؤمنين ، وأجلوا المؤمنين من قراهم ، وبيوتهم ، وشتتوا شملهم ، وحرموهم الأمان ، ومنعوهم السلام، وضيقوا عليهم! الآية تعالن بتمدد الانتقام الإلهي ، وتقرر وقوعه ، وتفشّيه وانتشاره في أوساط الذين قهروا المؤمنين ، وقمعوهم واستذلوهم ، وأهانوا معتقداتهم ، ومنعوهم حرية العبادة ، وقصفوهم ، واستأصلوا ألسنتهم، ومنعوهم حرية التعبير ، وحرية الدين!ولأجل ذلك استعملت الآية : نبطش البطشة لتوسع من جغرافية الانتقام بدليل التفشي والانتشار الذي تخلقه الشين في الكلمتين ، وبسبب الإطباق الموجود في الطاء في الكلمتين! الآية تقول إن بطشة الله تعالى بقريش المجرمة وقعت ومعهم الحليف الإقليمي الداعم ! الآية تقول إن المؤمنين انتصروا في بدر ، وآزرتهم بطشة الله تعالى الكبرى على الرغم من رضى النظام العالمي القديم ، ومباركته للدم المسلم المسفوك ، ولتهجير المسلمين ، ولحصار المسلمين! الآية تعلن أن البطشة الكبرى ، والهزيمة المروّعة المفاجئة نزلت بقريش وهم أكثر عددد ، وأعلى عتادا، والمؤمنون مستضعفون ، مهاجرون ، والدعم الإقليمي مؤازر لعدوهم ، والنظام العالمي يبارك وحشيتهم ، ويسكت عن ظلمهم ، وافتراهم ، واستبدادهم! إن الذي أوقع البطشة الكبرى بقريش يوم بدر مازال هو الله مولانا ،ومولى كل مستضعف ، ومولى كل مطارد ، ومولى كل مغدور ! يا أهل الإيمان الله قادر وبطشته الكبرى ما تزال ممكنة! الآية تورد الخبر مؤكدا حتى لا يتشكك أحد، والآية تورد التهديد بصيغة الجمع ( إنا منتقمون) تشديدا ، وتوكيدا ، وتغليظا، وتخويفا للذين عَذبوا ، وطاردوا ، وضيقوا ، وأخرجوا المؤمنين ! الانتقام في خزينة السماء وهو واقع بكل قريش ، في كل زمان! الانتقام في خزينة السماء ومفاتيح خزائن السماء في يد الله الجليل العادل الرحيم بالمؤمنين ، الجبار على الظالمين الذين قتلوا ، وسفكوا الدم ، وطاردوا الخلق ، وهجروا الناس ، وآذوا أهل الطهر والبراءة والنقاء، وصادروا أموال الناس من الذين آمنوا ! الانتقام باق في خزائن السماء!