من الغرائب والعجائب أن اتهمت حركة "فتح" عدد من الشهداء والأسرى في سجون الاحتلال من حركة "حماس" بالمشاركة في تنفيذ التفجيرات التي استهدفت منازل قادتها في قطاع غزة قبل أسبوع تقريبًا. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئيس حركة "فتح" اتهم قيادة حركة "حماس" بالوقوف وراء هذه التفجيرات، مؤكدًا أنهم يعرفون من نفذ هذه التفجيرات بالاسم. وأوردت مواقع إلكترونية تابعة لحركة "فتح" أسماء عدد من الذين شاركوا في هذه التفجيرات ناسبة ذلك لمصادر أمنية مطلعة وأنها جاءت بعد تحريات دقيقية. وبحسب المواقع الفتحاوية فإنه من بين الذين شاركوا في وضع العبوات الناسفة الشهيد عماد عباس، والأسير في سجون الاحتلال عماد البل، وحسني (حسن) نادي الديري وهو عميد عائلة الديري في قطاع غزة واحد قادة حركة "حماس" ورجال الإصلاح والذي قضى برصاص مجموعات محسوبة على فرق الموت التي كانت تعمل لصالح جهاز الامن الوقائي الفلسطيني سابقا الذي كان يقوده القيادي المفصول في الحركة محمد دحلان، قبل ثماني سنوات. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة-بحسب وكالة قدس برس-: "إنه بعد تحليل الأسماء التي أوردتها حركة "فتح" عبر مواقعها تبين أن هناك اسم الشهيد عماد جحا (عباس)، وهو احد قادة "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس" والذي اغتالته طائرات الاحتلال برفقة خبير المتفجرات في الكتائب عدنان الغول في تشرين أول (أكتوبر) من عام 2004 بقصف السيارة التي كانت تقلهم في غزة". وأضافت: "أن من بين الأسماء حسني نادي الديري، حيث لا يوجد في السجل المدني اسم كذلك، إنما هناك اسم مشابه له وهو (حسن نادي الديري) هو عميد عائلة الديري واحد قادة حركة "حماس"، ومن رجال الإصلاح المعروفين، والذي اغتيل في (يناير) من العام 2007 برفقة نجله احمد، وصهره محمد، بعدما تعرض لكمين نصبه لهم عناصر من فرقة الموت التابعة لجهاز الأمن الوقائي، والمحسوبين على إحدى العائلات". وأشارت إلى نه انه ورد في التقرير اسم الأسير عماد البل من حي الزيتون بمدينة غزة والمعتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2008. وأوضحت المصادر انه ورد كذلك اسم الأسير المحرر في صفقة شاليط رائد الحلاق بأنه كان ممكن وضع العبوات، وانه ممن شارك بشراسة خلال أحداث الانقسام التي وقعت في (يونيو) 2007 حيث كان الحلاق آنذاك يقبع في سجون الاحتلال قبل تحريره في صفقة التبادل عام 2010. واستهدفت فجر الجمعة (7-11)، عدة انفجارات منازل عدد من قادة حركة "فتح" في قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح وسط استنكار كبير من قبل الفصائل الفلسطينية، على رأسها حركة حماس، فيما أكد محللون ومتابعون أن التفجيرات تعود إلى الخلافات الداخلية في حركة فتح. وكانت صحيفة "العربي الجديد" نقلت عن مصادر مقربة من حركة "فتح"، أنّ رئيس السلطة وزعيم الحركة محمود عباس، طلب إلغاء مهرجان الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي كان مقرراً إقامته للمرة الأولى منذ الانقسام، قبل التفجيرات التي استهدفت منازل قيادات فتحاوية في مدينة غزة وشمالها فجر الجمعة الماضية. وألغت "فتح" مهرجان عرفات يوم الثلاثاء الماضي في ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة، بعد أن اعتذرت الأجهزة الأمنية في غزة عن تأمينه، عقب سلسلة الاتهامات التي طالت حركة حماس ومحاولة إلصاق التفجيرات بها. وقالت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، إن تقريراً وصل إلى عباس من مقربين منه في غزة، يشير إلى مخاوف بشأن سيطرة تيار القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان على مجريات المهرجان، بعد أن تأكد تجهيز هذا التيار كل شيء للسيطرة على المهرجان وتحويله إلى استفتاء داخلي بين الرجلين. وذكرت المصادر في تقريرها لعباس، أن تيار دحلان، أو ما يطلق عليهم ب"المتجنحين تنظيمياً"، قاموا بطباعة مليون صورة لأبو عمار مع دحلان، وكان سيتم رفعها في المهرجان. كما أشارت المصادر إلى أنّ التقرير ذكر أن جميع باصات المواصلات في غزة تم حجزها من قبل هذا التيار، إلى جانب توزيع مبالغ مالية على الفتحاويين المحسوبين على دحلان للمشاركة الفاعلة في المهرجان. وأوضحت المصادر، أن التقرير خُتم بتوصية بإلغاء المهرجان، لأن المعطيات التي تجمعت وهي كثيرة، تشير إلى أن الاحتكاك بين عناصر التيارين سيكون حتمياً، وأنّ أنصار دحلان، جهزوا أنفسهم جيداً لهذا اليوم لإظهار نفوذهم الداخلي على الحركة في القطاع.