أصدر كل من "المؤتمر القومي العربي" و "المؤتمر العام للأحزاب العربية "و"المؤتمر القومي- الاسلامي" بيانا مشتركا أمس الأثنين 10-11 للتنديد بالجرائم الصهيوينة التي ترتكب في فلسطين وفي حق المسجد الاقصي وأدان البيان الموقف الرسمي للجميع الحكومات العربية والإسلامية التي وقفت عاجزة عن ردع هذا العدوان الغاشم علي المقدسات الإسلامية وتصعيد نتانيهو ومحاولته المستمرة لتهويد القدس والتضييق المتناهي على من يسمح له بالصلاة ،في المسجد الأقصي واستخدام كل وسائل الارهاب للشعب الفلسطيني ودعا البيان في نهايته لتفعيل التحركات الداعمة لانتفاضة القدس، بما فيها عقد مؤتمر عربي عام حول القدس باسرع وقت ممكن. وإليكم نص البيان
ما كانت حكومة نتنياهو لتتجرأ على وضع خطة تقسيم الصلاة بين اليهود والمسلمين في المسجد الأقصى موضع التنفيذ لولا الموقف العربي الرسمي من حرب العدوان الذي شنته على قطاع غزة في صيف 2014 . فهذا الموقف الذي تراوح بين التواطؤ والصمت أو الاستنكار الخجول اطال أمد الحرب إلى 51 يوما وأنقذ نتنياهو من السقوط بسبب الهزيمة العسكرية الميدانية التي مني بها العدوان أمام مقاومة عظيمة خرجت منتصرة بكل المقاييس ، كما بسبب الصمود الشعبي الأسطوري في مواجهة القصف الوحشي الذي دمر آلاف البيوت وأسقط أكثر من ألفي شهيد واثني عشر ألف جريح. واستمر هذا الموقف العربي لإعفاء نتنياهو من الخضوع لشروط وقف اطلاق النار. فحصار غزة ما زال مستمرا ولم تتقدم عملية اعادة البناء خطوة واحدة إلى الأمام. ولهذا راحت حكومة نتانياهو تصعد الاستيطان في الضفة الغربية ، والتهويد في القدس ، وانتقلت إلى تنفيذ مخطط اقتسام الصلاة في المسجد الاقصى . وقد تأكد ذلك بإحكام السيطرة الأمنية والتضييق المتناهي على من يسمح له بالصلاة ، وراحت تشجع العصابات الصهيونية على اقتحام باحات المسجد. فعلى التأكيد لولا ما واجهته قوات الاحتلال وتلك العصابات من مقاومة واشتباكات لكانت الخطة قد نفذت وفرضت أمراً واقعاً كما حدث مع الحرم الابراهيمي في الخليل. على أن المواجهات الشعبية في المقابل لم تقتصر على باحات المسجد وداخله فحسب وإنما أيضا امتدت إلى ما يصل إلى حد الانتفاضة في أحياء القدس وضواحيها لا سيما في شعفاط وسلوان والثوري والطور وأبوديس والعيزارية والعيسوية وبيت حنينا ومخيم قلندية وغيرها. فالقدس أصبحت بكل أبنائها وبناتها وشيوخها وفتياتها كتلة موحدة في انتفاضة شعبية لم تتمكن قوات الاحتلال من اخمادها طوال اربعة اشهر وما زالت تتصاعد بالرغم من البطش والاعتقالات باستخدام كل وسائل الارهاب. الأمر الذي راح ينذر بانتقال لهيب الانتفاضة إلى الضفة الغربية وتحريك كامل الجسم الفلسطيني في كل أماكن تواجده فضلا عن بداية تحركات شعبية عربية وتعاظم ضغوط الرأي العام على الحكومات العربية التي لم تقم بواجبها في الرد على هذا التمادي الذي بلغ حد الاعتداء على المصلى ومنبر صلاح الدين وتدنيس سجاد المسجد الأقصى بأحذية الجنود. من هنا إن مؤتمراتنا الثلاثة، المؤتمر القومي العربي والمؤتمر العام للأحزاب العربية و المؤتمر القومي- الاسلامي وهي ترسل تحية الاكبار وتشّد بحرارة على أيدي المنتفضين في القدس وضواحيها وتحّيي حماة المسجد الأقصى ولا سيما من أبناء المناطق الفلسطينيةالمحتلة في ال 48 ، تدعو إلى عقد قمة عربية عاجلة ، كما عقد قمة اسلامية ، واتخاذ قرارات واجراءات حاسمة تُفهم الكيان الصهيوني أنه من غير المسموح بقاء الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس والمساس بالمسجد الأقصى أو بأي من المقدسات الاسلامية والمسيحية كما من غير المقبول أن يستمر حصار قطاع غزة وحرمانه من إعادة البناء ، وكان قد أهدى العرب والمسلمين وأحرار العالم انتصاراً عظيماً في حرب ال51 يوما في تموز آب 2014 . هذا وتحّذر مؤتمراتنا الثلاثة من الركون إلى تراجع حكومة نتانياهو أمام انتفاضة القدس بإعلانها عدم احداث تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى ، فهذا التراجع يعطي دليلاً جديداً على مأزق الكيان الصهيوني الداخلي والعالمي ، وعلى صحة استراتيجية المقاومة والانتفاضة والصمود الشعبي وامكان انتصارها. لهذا فإن التراجع الجزئي والمؤقت خوفا من الانتفاضة لا يكفي لأن الحل الأساسي يكمن في مواصلة الدعم العربي والاسلامي والعالمي للمقاومة والانتفاضة حتى دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات وتحرير الضفة والقدس واطلاق كل الاسرى والمعتقلين بلا قيد أو شرط ، وذلك من أجل مواصلة التصميم والتهيئة لتحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر. وفي هذا الإطار، فقد بدأنا في المؤتمرات الثلاث سلسلة من الاتصالات مع الاتحادات والهيئات المعنية بالقدس خصوصاً، وفلسطين عموماً، لتفعيل التحركات الداعمة لانتفاضة القدس، بما فيها عقد مؤتمر عربي عام حول القدس باسرع وقت ممكن. بيروت 10/11/2014 أمين عام المؤتمر القومي العربي عبد الملك المخلافي المنسق العام للمؤتمر القومي - الاسلامي منير شفيق أمين عام المؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح