القاهرة - أعلن الدكتور عبد الرحمن شاهين، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، عن اكتشاف ثلاث إصابات جديدة بفيروس الوباء العالمي AH1N1المعروف بأنفلونزا الخنازير، لترتفع حالات الإصابة فى مصر إلى 26حالة، فيما وصل إجمالي عدد المرضى الذين تماثلوا تماماً للشفاء إلى12حالة. وقال شاهين، فى بيان صحفي أمس، إن الحالة الأولى لسيدة كندية الجنسية من أصل سوداني22سنةووصلت إلى مطار القاهرة الدولي قادمة من كندا يوم11يونيو الجاري، مشيراً إلى أنها أم الحالة المصابة رقم20 وأضاف: أما الحالة الثانية فهي سيدة سودانية الجنسية «24 عاماً» وكانت مخالطة للحالتين 20 و24، بينما الحالة الثالثة لطفلة مصرية أمريكية «8 سنوات» وصلت إلى مطار القاهرة قادمة من الولاياتالمتحدة يوم 13 يونيو الجاري،
وبعد وصولها بيوم واحد ظهرت عليها أعراض حمى وكحة واحتقان بالحلق يوم 14 يونيو، مشيراً إلى نه تم تحويل الحالات الثلاث إلى المستشفى وإعطاؤهم عقار التاميفلو، مؤكداً أن حالتهم الصحية مستقرة.
فى سياق متصل نفى الدكتور كمال صبرة، مساعد وزير الصحة لشؤون الصيدلة، أن يكون عقار التاميفلو المعالج لمرض أنفلونزا الطيور والخنازير المهرب فى بعض الصيدليات، تم تسريبه من وزارة الصحة أو أي من الشركات التابعة للشركة القابضة للأدوية التي تنتج أو تستورد الدواء من الخارج.
وأعلن صبرة عن تكوين لجنة مشتركة بين وزارتي الصحة والداخلية لمطاردة العقار المهرب، مؤكداً أن هناك خطة لكشف الصيدليات التي تتاجر فيه، موضحاً أن الخطة اعتمدت على مفتشين غير معروفين.
ومن ناحية أخرى أعلن الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر «خالية تماماً» من مرض الطاعون، الذي انتشر خارج حدود مصر الغربية، مؤكداً أنه يتابع الموقف بصفة مستمرة أولاً بأول.
وصرح الدكتور مجدي راضى، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، بأن نظيف تلقى تقريراً، أمس، من الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة، تضمن الإجراءات المشددة التي اتخذتها وزارة الصحة للحيلولة دون وصول هذا المرض للحدود المصرية، كما تضمن التقرير إعلان حالة الطوارئ فى منطقة الحدود بين مصر وليبيا، تحسباً لأي تطورات.
وقال راضى – فى تصريحات أمس – «إن رئيس الوزراء يتابع الموقف أولاً بأول بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية».
من جانبه أجرى الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة، اتصالاً هاتفياً، أمس، بنظيره الليبي الدكتور محمد الحجازي اطمأن خلاله على الموقف بالنسبة لاكتشاف حالات إصابة بمرض الطاعون.
وقال الجبلي «إن الوزير الليبي أبلغني بأن عدد حالات الإصابة بالطاعون بلغ 12 حالة، توفيت حالة واحدة، وتم شفاء سبع حالات، ومازالت أربع حالات أخرى تحت العلاج».
وأكد الجبلي ضرورة التزام الحذر من جانب مصر، وقال: «هناك اتصال مع القوات المسلحة المصرية، بحكم تواجدها فى المنطقة، حيث بدأت تساعدنا فى عمليات رش واسعة النطاق على الحدود»، لافتاً إلى أنه تم إرسال لجنة من الطب الوقائي بوزارة الصحة إلى الحدود تعمل بجانب اللجنة التي تتابع أنفلونزا الخنازير.
فى المقابل، تسود حالة من الرعب بين بدو السلوم بسبب انتشار «الجناطيش» - وهى فئران جبلية بلغة البدو – خاصة أنها قد تتسبب فى نقل المرض لأنها تتواجد بأعداد كبيرة – حسب تأكيداتهم - بين مدينتى السلوم المصرية ومساعد الليبية، وتتكاثر فى مخازن البضائع المنقولة بين البلدين.
فيما كثفت وزارة الصحة من تواجد فرقها الطبية بمنفذ السلوم ووصل فريق طبى إلى المنفذ لمتابعة إجراءات مكافحة المرض.
وفي السياق نفسه قررت وزارة الزراعة من خلال الهيئة العامة للخدمات البيطرية والإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية تكثيف لجان المرور على المناطق الحدودية بمحافظتي مطروح والوادي الجديد والبدء فى استخدام المبيدات والسموم اللازمة للانتهاء من أعمال المكافحة فى هذه المناطق.
وقرر أمين أباظة وزير الزراعة تكليف الجهات المعنية بمكافحة القوارض بإعداد تقرير يومي عن أعمال المكافحة لاستعراض نتائج أعمال لجان مكافحة الفئران والقوارض الأخرى، للوقاية من مرض الطاعون بعد ظهور حالات إصابة بالمرض فى ليبيا، والتنسيق مع وزارة الصحة للقيام بأعمال التقصى والمسح للقوارض المتواجدة فى المناطق الحدودية والمناطق السكنية وتحليل عينات منها بمعرفة وزارة الصحة للتأكد من خلوها من مرض الطاعون وإعدامها بمعرفة الأجهزة المعنية.
وأكد الدكتور حامد سماحة، رئيس هيئة الخدمات البيطرية، أن الهيئة عكفت خلال الأيام القليلة الماضية على وضع تصور للمكافحة الوقائية ضد انتشار أو ظهور مرض الطاعون، التي تتسبب فيه القوارض بأنواعها، فى مصر، وذلك من خلال التنسيق مع مديريات الطب البيطري بالمحافظات، خاصة مطروح التي تقع على الحدود مع ليبيا.
وأضاف سماحة أن المذكرة التي بعث بها إلى وزير الزراعة شملت وضع تصور عن السبل الوقائية وحملة الهيئة ضد انتشار المرض، وذلك من خلال إجراءات لرش الحدود بالمبيدات لمنع نقل أي حيوانات من القوارض إلى الحدود المصرية.
وأبدى عدم استبعاده دخول قوارض وفئران إلى مصر، لأن الحدود مفتوحة، ومن الممكن أن تدخل من بلد لآخر تماماً مثلما تدخل من بيت لآخر، وهنا يقع مكمن الخطورة فى انتقال المرض.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد توفيق، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة، إمكانية دخول القوارض الليبية إلى الحدود المصرية، باعتبارها الناقل الأول للعدوى، قائلاً: لم نتخذ إجراءات خاصة للوقاية من المرض القادم من ليبيا، لأننا بالفعل نقوم بأعمالنا على أكمل وجه طوال العام.
وأضاف: «مفيش محافظة أفضل من محافظة فى أعمال الوقاية، فمطروح مثلها مثل الوادي الجديد وشمال سيناء وسائر المحافظات».
ولفت إلى أنه تقرر تكثيف مرور اللجان المختصة بأعمال المكافحة فى المناطق الحدودية الغربية بمحافظتي مطروح والوادي الجديد واستخدام السموم اللازمة للقضاء على القوارض ومنها الفئران.