كشف تقرير المركز المصرى لحقوق الإنسان حول أوضاع التعليم ومسار حقوق الإنسان فى المدارس للعام الخامس على التوالى فى التقرير الأول للعام الدراسى 2013/2014 20/9/2014، وحتى 19/10/2014 تنامى الجرائم التى شهدتها المدارس والمؤسسات التعليمية خلال الشهر الأول، وسقوط عشرات التلاميذ؛ بسبب تراخى المسئولين عن التعليم فى مصر فى القيام بدورهم، وعدم توفير وسائل الأمان اللازمة؛ من أجل منح التلاميذ مناخ مناسب للتعليم، وهو ما يبشر بمزيد من المشكلات خلال الفترة المقبلة، وتعرض العشرات بل والمئات من التلاميذ لمخاطر عديدة خلال الفترة المقبلة، فى ظل تكاسل المسئولين، وعدم اتخاذهم ما يلزم من إجراءات تكفل بمعالجة الأوضاع الراهنة؛ حيث رصد التقرير 7 حالات قتل، و6 وفيات، و4 حالات اغتصاب و27 حالة إصابة، و 6 حالات انتهاك للطلاب بيد المعلمين، محاولتين انتحار، و38 حالة تحرش، و10 اعتداءات على المعلمين. 129 مدرسة بلا أسوار، و 31 مدرسة آيلة للسقوط، وخمسة انفجارات؛ والمدارس أصبحت مقابر للتلاميذ. وإليكم نص التقرير و ما جاء به من حقائق مفجعة: من خلال عملية الرصد التى قام بها المركز خلال الفترة من 20 سبتمبر 2014، وحتى 19 أكتوبر 2014 كُشف عما يأتى: رصد التقرير عدد من حالات القتل، والتى بلغ عددها (7)، ويأتى فى مقدمتهم حالة الإهمال الجسيم التى أودت بحياة التلميذ "مصطفى محمد سلامة"، بمدرسة الراعى الصالح بمدينة بورفؤاد فى بورسعيد؛ عندما لفظ أنفاسه الأخيرة بعد إصابته بحالة من الإعياء وسقوطه مغشيًّا عليه، و"الطفل يوسف محمد " ، إثر سقوط زجاج نافذة بأحد فصول مدرسة عمار ياسر الابتدائية – بالمطرية، عليه مما تسبب فى ذبح رقبته، وسقوط بوابة مدرسة الزغيرات الابتدائية بمركز النخيلة، مما أسفر عن مقتل طالب حال لهوه فى الفسحة، وقيام اثنين من الطلاب بالمشادة بمحطة مصر، وعلى آثارها قتل أحدهم الآخر، وقيام عاطل بطعن طالب بآلة حادة أردته قتيلاً؛ بسبب تدخله للدفاع عن فتاة، كذلك تصدى طالب بالمرحلة الثانوية أمام من يعاكسون زميلاته، فقاموا البلطجية بقتلة؛ كما رصد التقرير قيام طالب بقتل معلم؛ نظرًا لخطوبة المعلم من حبيبة الطالب، وحاول طالب بالثانوية اغتصاب ربة منزل بمنطقه العبور، وبعد رفضها ذبحها. وتأكيدا على زيادة حالات الاغتصاب؛ رصد التقرير تعرض طفلة بمدرسة الحجايزة الابتدائية بالسنبلاوين للاغتصاب، وفى قنا قام تلميذين بالصف السادس الابتدائى باغتصاب تلميذ بالصف الأول الابتدائى بمدرسة قوص الابتدائية ، كذلك قيام نجار بالاعتداء الجنسى على طالب بالصف الأول الابتدائى بالخانكة . أما عن الإصابات، رصد التقرير إصابة تلميذ بمدرسه جمال عبد الناصر الثانوية بالفيوم، بإصابات بالغه الخطورة إثر انفجار جسم غريب فى يده " قنبلة بدائية"، كذلك إصابة ثلاثة تلاميذ بمدرسة التحرير فى بولاق الدكرور، إثر سقوط مروحة السقف عليهم، وإصابة مُدرّسة فى رأسها وذراعها بكسور بمدرسه الأمل الابتدائية بمدينه الخارجة الوادى الجديد؛ لسقوط مروحة السقف عليها أثناء قيامها بالشرح للتلاميذ . ومن ضمن ما رصده التقرير أيضا، تعدى مدير المدرسة الإعدادية الشواحى بالدقهلية، بالحذاء على طالب أمام زملائه، وانتهاك مدرس الأنشطة الرياضية بمدرسة الأطرون الابتدائية بطوخ، بالتنكيل بالأطفال والطلاب، وإجبارهم على الوقوف؛ مرتكزين بقدم واحدة بالأرض، وإجبارهم على ترديد عبارات للتسفيه منهم وتحقيرهم ومنها: "أنا مرأة واسمى عائشة"، كذلك تطاول معلم مدرسة طه حسين الابتدائية بالغردقة، وقيامه بسب تلميذا أمام الجميع، وأيضا توعد مدرس اللغة الإنجليزية بمدرسة كفر شلشمون الابتدائية بالشرقية الأطفال قائلا لهم: "اللى مش هيسدد المصاريف، ويجيب المستلزمات هطحنه واجلده واعلقه فى الفلكة"، فيما طردت الأخصائية الاجتماعية بمدرسه إعدادية بالأقصر طالب يدعى يوسف حجاج؛ نظرًا لعدم توافق لون بنطالونه مع الزى المدرسى، مما دفعه للبكاء خارج المدرسة. أما على صعيد التعدى على المدرسين، رصد التقرير قيام ولى أمر طالب بمعاونة بلطجية بالاعتداء على معلم، بمدرسة محمد أنور السادات؛ مستخدمين صاعق كهربائى، واعتداء فلاح بمحافظة بنى سويف على مدير مدرسة سنور الابتدائية، مما أدى لكسر ذراع المدير وشج بالرأس، وفى مدرسة حلوة الابتدائية بمطاى فى محافظة المنيا، تعدت أسرة طالب بالمدرسة على معلم؛ نظرًا لمعاقبة الطالب فى وقت سابق لخطأ ما بالدراسة، مما أسفر عن إصابة المدرس بجروح ، إلى جانب قيام والدة طالب بمدرسة البيرونى الابتدائية، غرب الإسكندرية بضرب معلم بالحذاء أمام جموع المتواجدين بالمدرسة. كما تضررت عدد من الأسر المصرية؛ نتيجة ارتفاع المصاريف المدرسية، وكان من نتيجة ذلك أقدَمَ عامل بمصنع ملابس بمنطقه الوراق على الانتحار؛ نظرًا لعدم قدرته على شراء المستلزمات المدرسية لأبنائه الطلاب، كذلك قيام معلم بمدرسة الشيخ حسين بعزبة أبوصت بمركز أبو تشت، التهديد بالانتحار وإلقاء نفسه من أعلى المدرسة؛ نظرًا لتعنت المدير إعطائه خطابًا للتأمين الصحى؛ لإجراء استئصال كلية، وحال عدم إجراء تلك العملية يؤدى به لفشل كُلوى. وتأكيدا على تردى الأوضاع الأخلاقية فى المدارس، فوجئ أولياء الأمور بمدرسة الشيخ خضر بمدينه الشعراء بدمياط، بكميات كبيرة جدًّا من حقن المكس بداخل فناء المدرسة فى أول يوم دراسة. كما رصد التقرير أيضا ما شهدته عدد من المدارس من أعمال بلطجة وترهيب، ومنها مدرسة الحسن بن على الإعدادية، والتى يحمل طلابها الأسلحة البيضاء، وكذلك مدرسة التجارية بذات الاسم بالعامرية، والتى يقوم طلابها بالاعتداء على المعلمين، كما تحولت مدرسة الحسن بن على الابتدائية بالعامرية أيضا إلى " لوكاندة" للمجرمين، وساتر لمتعاطى المخدرات، والذين يتسللونها ليلًا؛ للمكوث فيها . وأيضا رصد التقرير محاولات لتعطيل وإفساد العملية التعليمية، وتهديد حياة الطلاب، ومنها انفجار خط السكة الحديد بنها الإسماعلية، والذى استهدف طلاب المدارس، ونجاة الطلاب من تلك الكارثة، وأيضًا انفجار قنبلة صوت بجوار حى تانى المحلة. كذلك رصد التقرير محاولات للتحرش بالفتيات والمدرسات، منها محاولة ل 6 عاطلين أمام المدرسة الثانوية التجارية البنات بحى الزهور الشعبى، حال تحرشهم بالطالبات، وقيام طفل 6 سنوات بالتحرش بزميله داخل أتوبيس المدرسة، ورصد 5 حالات تحرش تتعرض لهم الإناث والطالبات بالميادين، وكذلك ضبط 9 متحرشين أمام مدرسة حمدى الشحات الثانوية التجارية بنات، بمدينه أبو حمص؛ كما رصد المركز 8 حالات تحرش أمام مدرسة أحمد زويل الإعدادية بنات بالمنصورة، وأيضا شكت معلمة من طالب بمدرسة العدوة التجارية المشتركة، حال القيام بتصويرها من أسفل المقعد، وقيام 4 طلاب بالتحرش بطالبات مدرسة أحمد زويل بالدقهلية.
وهناك أيضا مشكلات صحية وبيئية، بعد رصد 29 مدرسة، تعانى التلوث البيئى؛ حيث تم رصد عددًا من المخلّفات الصحية التى تؤثر سلبًا على الطلاب، منها انتشار القمامة أمام معهد أولاد نصير، ومدرسة التجارة، والمدرسة الابتدائية بأولاد نصير، ومدرسة المحامدية البحرية، ومدرسة القنابرة، ونجع الشمندى، ومدرسة عبد القادر جزيرة شندويل، وتحويل فناء المدارس لمياه الصرف الصحى؛ حيث أغرقت مياه الصرف فناء مدرسة السلام الثانوية بنين، وكذلك انتشار القمامة بمحيط مدارس الصباح ومدينه المستقبل، ومحيط جامعة السويس، كما شهدت محافظة الجيزة انتشار لتلال من القمامة بمحيط المدارس، ومنها: مدرسة النهضة الإعدادية؛ ومدرسة يوسف السباعى الابتدائية المشتركة، كذلك انتشار المأكولات المعرضة للتلوث، و التى تباع أمام المدارس، ومنها: مدرسة النيل الابتدائية، وطه حسين، أحمد زويل، رفاعة الطهطاوى، محمد نجيب، كما تنتشر القمامة بمحيط المدارس . كذلك تم رصد تواجد "رشاح" أمام مدرسة عمار بن ياسر بالمرج، ويقوم الأطفال بعبور "ماسورة "؛ للوصول إلى الطريق المؤدى للمدرسة، مما يعرض حياتهم للخطر؛ ولاسيما أن مدينة كفر الدوار شهدت انهيار للكوبرى العائم الذى يمر منه الأطفال لعبور ترعة المحمودية؛ للوصول للمدرسة، مما كاد أن يعصف بأرواح الأطفال . وهناك أيضا مخاطر تهدد التلاميذ؛ بسبب مدارس متهالكة، بعد رصد 31 مدرسة آيلة للسقوط. ونتيجة الإهمال هناك ضحايا تكشف عنها هذه الجرائم المسكوت عنها، ومنها المدرسة الثانوية التجارية المشتركة بإدارة شبين؛ حيث تتساقط قطع خرسانية منها، ووجه مديرها خطابات لهيئة الأبنية ولكن دون جدوى، كما يأتى فى مقدمة المدارس المهددة بالانهيار، والسقوط منذ سبعة أعوام مدرسة التمريض بأشمون؛ نظرًا لتآكل جدرانها؛ بسبب مياه الصرف الصحى؛ ناهيك عن انتشار الحشرات ، وهناك مدرسة كفر الحمام بالشرقية التى شاخت وتهالكت، وكذا المدرسة الإعدادية المشتركة التى تغرق فى مياه الصرف مهددان بالانهيار، إلى جانب 20 مدرسة بمحافظة الدقهلية آيلة للسقوط، بمركز ميت غمر، شربين، والمطرية، منها: مدرسة مصطفى حكم الإعدادية، ومدرسة محمود الشناوى. توصيات: يوصى التقرير بتحمل وزارة التربية والتعليم مسئولية مقتل وإصابة التلاميذ؛ نتيجة التقصير فى متابعة المدارس وأعمال الصيانة، إلى جانب غياب تزويد المدارس بأدوات الإسعافات الأولية. ضرورة تخفيف العبء عن الأسرة المصرية، من خلال تقليل نفقات المصروفات المدرسية سواء فى المدارس العامة أم الخاصة، ووضع حد أقصى للمصروفات فى المدارس الخاصة والأجنبية؛ تقديرا للظروف المجتمعية، ووقف العشوائية التى بدأت تظهر فى السنوات الأخيرة فيما يخص المدارس الخاصة . تحمل مسئولى المدارس كل ما يحدث داخل المدرسة، وتحريك الدعاوى الجنائية ضدهم فى حال تقاعسهم عن القيام بدورهم فى توفير الحماية للتلاميذ والمعلمين، وعدم الاكتفاء بالقرارات الإدارية الهزيلة. تأهيل المدرسين على التعامل مع التلاميذ واحترام آدميتهم، ومحاسبة كل من يثبت تورطه فى القيام بأعمال تنتهك حقوق الإنسان، وأهمية تشكيل لجنة بكل مدرسة، تعمل على متابعة أوضاع حقوق الإنسان، المدارس، ومحاسبة المدرسين على هذه الانتهاكات. تواصل وزارة التعليم مع وزارة البيئة بشأن وقف جرائم تلوث البيئة أمام المدارس، وما يهدد صحة التلاميذ وأولياء الأمور. يوصى التقرير بتعزيز احترام حقوق الإنسان قولا وعملا داخل المدارس، وعدم اقتصارها على مناهج غير مفعلة فى الواقع العملى.