اعتبر خبراء تربويون وسياسيون، أن ما تضمنته المناهج الدراسية هذا العام من مغالطات تاريخية تتعلق بوصف انقلاب يونيو بالثورة الشعبية، واعتبار بعض الشخصيات الانقلابية رموزا وطنية، محاولة صريحة لتزييف التاريخ وتغييب وعى الطلاب. مؤكدين أن التلاعب فى المناهج، هو أبرز الوسائل التى تعتمد عليها كل الأنظمة المغتصبة للسلطة بهدف شرعنة وجودها وتشويه معارضيها. مشددين أن جميع محاولات الانقلابيين لتزييف التاريخ مصيرها الفشل، وأن الجيل المستهدف منها، هو الجيل الأكثر وعيًا وإدراكًا بما يحاك حوله من مخططات، وأنه هو القائد الحقيقى للحراك الثورى المناهض لهذا الانقلاب الدموى. و اعتبر ضياء الصاوى، (أمين التنظيم المساعد بحزب الاستقلال، والمتحدث الرسمى باسم حركة "شباب ضد الانقلاب) أن سعى الانقلابيين لتزييف الواقع عبر المناهج الدراسية، هو إحدى حلقات الثورة المضادة التى يهدفون من ورائها تقويض ثورة يناير بكل رموزها، والعودة إلى نظام كامب ديفيد . أكد "الصاوى" أن كل الحكام المستبدين والمغتصبين للسلطة على مدار التاريخ دائما ما يتخذوا من تزييف التاريخ وسيلة لتحسين صورتهم القبيحة، وتشويه المعارضين لهم؛ معتبرًا أنهم بتعجلهم فى طرح موضوعات عن انقلاب يونيو فى المناهج يسابقون الزمن قبل أن يتناول المؤرخون حقيقية انقلابهم، ويكشف زيف ادعاءاتهم الكاذبة بأنها كانت ثورة شعبية. وأضاف بأن حساباتهم خاسرة، وليس أدل على ذلك من أن الشباب والطلاب المستهدفين من هذه المناهج المشبوهة، هم أول الواعين والمدركين لهذا المخطط، بل إنهم هم القادة الحقيقيون للثورة، ويؤكد ذلك حراكهم الثورى الذى بدأ منذ اليوم الأول للدراسة، وقاد ه طلاب الإعدادى والثانوى. وتابع : محاولات الانقلابيين المتعددة لتزييف الواقع، وطمس ثورة الشعب الحقيقية، والاستهانة بدماء من سقطوا فيها من شهداء لن تستمر طويلاً؛ وذلك لأن الثورة لاتزال مستمرة فى الشوارع والميادين على الرغم من بشاعة الممارسات القمعية ضد الثوار . ومن جهته، قال الدكتور حسان عبد الله -الخبير التربوى-: "إن إصرار وسرعة الانقلابيين فى أن تتضمن المناهج الدراسية موضوعات دراسية عن انقلاب 30 يونيو، ووصفه بأنه ثورة شعبية، هو محاولة يائسة لتثبيت أركان هذا الانقلاب الهش، التى فشلت كل مساعى الانقلابيين فى ترسيخها. وأضاف: "إنه فى مقابل فرد مساحات وموضوعات فى المناهج لانقلاب يونيو، وبعض رموزه الانقلابية، كمحمود بدر "بانجو"، وأحمد عبد العزيز، وغيرهما، فإنه على الجانب الآخر هناك طمس متعمد لثورة ال25 من يناير فى المناهج، بما يؤكد حقيقية الثورة المضادة، والتى لم تقُم سوى للانقضاض على ثورة الشعب الحقيقية". وتابع: "ما يحدث هو قنص متعمد لوعى الأجيال الجديدة، وأنه أمر متوقع؛ لأن الانقلاب لا يعرف معايير الموضوعية، وإنما يعتمد على ترزية المناهج، كما يعتمد على ترزية القوانين".