كشف منتصر الزيات -رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين- في قضية حزب الله عن أن أجهزة الأمن قدمت للنيابة إسطوانة غاز من الحجم الكبير تم ملؤها بالمتفجرات بزعم أن موكله اللبناني سامي شهاب -عضو حزب الله-كان يخطط لاستخدامها في التفجير وهو ما نفاه بشدة سامي شهاب مؤكدًا أنه لم يعمل أبدًا أو يخطط لاستهداف أي أهداف أو منشآت مصرية ، مشيرًا إلي أن حزب الله لم يطلب منه أبدًا القيام بأي نشاط يضر بالأمن القومي المصري بل علي العكس كانت التعليمات واضحة أن أمن مصر واستقرارها هو خط أحمر لا يجب الاقتراب منه. وقال شهاب في التحقيقات : إنه كان يعمل فقط علي دعم المقاومة الفلسطينية وتقديم الدعم اللوجيستي لها وأن التعليمات كانت واضحة في هذا الصدد من حزب الله له وقد شهدت التحقيقات فجر أمس الأحد احتكاكات شديدة ومشادات بين وحدة مكافحة الإرهاب التي تحتل مبني نيابة أمن الدولة العليا في التجمع الخامس بصفة دائمة منذ بدء التحقيقات في قضية حزب الله وبين هيئة الدفاع عن المتهمين، حيث اشتبكت عناصر وحدة مكافحة الإرهاب مع المحامين محمد هاشم ورمضان العربي عندما طلب مسئولو وحدة مكافحة الإرهاب عدم التحرك أو التجول في الطرقة الموصلة بين الحجرات التي يوجد فيها المتهمون وهو الأمر الذي رفضه المحامون الذين أصروا علي أن هذه التصرفات هي محاولة للتأثير في سير التحقيقات ومنع هيئة الدفاع من القيام بمباشرة مهامها في الدفاع عن موكليهم الموجودين في أكثر من غرفة بمقر النيابة . وقد أكد الزيات أن احتلال وحدة مكافحة الإرهاب مبني نيابة أمن الدولة ومحاولتها الحد من حركة المحامين بالإضافة إلي إصرار النيابة علي أن تتم التحقيقات ليلاً هو تكريس لمناخ الإكراه والخوف والذعر لدي المتهمين مشيرًا إلي أن التحقيقات تتم في جو يسوده الإرهاب والضغط النفسي مؤكدًا أن إجراء التحقيقات في الليل واستمرار احتجاز المتهمين في مقر مباحث أمن الدولة هو أمر مخالف لجميع قواعد ومبادئ العدالة وإرهاب وتخويف للمتهمين وهو ما يجعل أي اعتراف يدلون به هو محل شك وطعن من هيئة الدفاع. وقد تم التحقيق فجر يوم الأحد مع المتهمين عبد المنعم السحراوي ومسلم إسماعيل مسلم وتم توجيه اتهام لهما بالانضمام لجماعة أُسست علي خلاف القانون والدستور والتخابر مع منظمة أجنبية هي حزب الله وهي الاتهامات التي رفضاها وأنكراها. وقد كشف مسلم في التحقيقات عن أنه تقابل مع سامي شهاب في ميدان التحرير وطلب منه المساعدة في نقل أسلحة ومتفجرات إلي فلسطين وعمل مسح ميداني للحدود الشرقية لمصر مع فلسطين للتعرف علي الأماكن التي يمكن من خلالها تهريب الأسلحة مؤكدًا أنه تقابل في إحدي المرات مع القيادي في حزب الله محمد قبلان بصحبة سامي شهاب. وقال المحامي مبروك عبد المقصود إن موكله قام بممارسة هذا النشاط ليحصل علي دخل مالي يعيش منه خاصة أنه كان يعمل في تجارة الآثار في سيناء ودخل السجن عدة مرات، وأنه اضطر للتعاون مع سامي شهاب خاصة أنه كان يعطيه 100 دولار في كل مقابلة كان ينفق منها علي أسرته . وأضاف عبد المقصود أن أحد عناصر حركة فتح ويدعي إياد القشاش وعنصرين من حماس اسمهما محمود عبد الرؤوف وإسماعيل عبد الله تقابلوا أثناء وجودهم في السجن في مصر مع مسلم إسماعيل مسلم وكانوا ينفقون عليه في السجن في محاولة منهم لاستقطابه للعمل لحساب فتح وحماس. وقال مبروك إن التحقيقات كشفت عن أن سامي شهاب كان معروفًا لأجهزة الأمن منذ عام 2006 ورغم ذلك تركوه ولم يقبضوا عليه ووضعوا تحركاته واتصالاته تحت المراقبة ليكون خيطًا يتم من خلاله رصد ومعرفة جميع المتورطين معه والمتعاونين في عملية تهريب الأسلحة والمتفجرات إلي فلسطين. علي نفس الصعيد، أكد عبد المنعم عبد المقصود -محامي المتهمين- أن العضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين نصار جبريل خضع لتحقيقات مكثفة وأسئلة من النيابة عن علاقة الإخوان المسلمين في مصر بحزب الله، حيث أكد جبريل أنه لا توجد أي علاقات بين الإخوان وحزب الله. وقال عبد المقصود إن المتهم السيناوي موسي أبو سرحان الذي يمتلك أراضي بشمال سيناء تقابل مع سامي شهاب الذي طلب منه تهريب صفقة أسلحة من السودان إلي فلسطين عبر مصر مقابل 25 ألف جنيه للعملية الواحدة ولكن موسي أبو سرحان طلب مبلغ 100 ألف جنيه مقابل كل عملية وهو الأمر الذي أدي إلي عدم إتمام الاتفاق بعد أن اختلفا علي المقابل المادي . أكد عبد المقصود أن النيابة واجهت موكله ناصر أبو عمرة بالمضبوطات التي تم تحريزها بعد ضبطها أثناء القبض عليه وأن المضبوطات تشمل فلاشتين عليهما رموز فك التشفير وكتب «الولاء والبراء»، وكتاب عن الإيمان وكتب أذكار كما تم مواجهة ناصر أبو عمرة مع سامي شهاب وقد اعترف أبو عمرة بحيازة أسلحة والعمل علي تسفير عدد من المواطنين إلي لبنان للتدريب علي السلاح تمهيدًا لتسفيرهم إلي فلسطين عقب عودتهم من التدريب في لبنان إلا أن السفر لم يتم في آخر لحظة. وقد انتهت التحقيقات نهائيًا مع ناصر أبو عمرة الذي يأتي في الأهمية بعد سامي شهاب بعد أن تمت مواجهته مع عدد من المتهمين الآخرين الذين تقابل معهم أثناء الاتفاق علي بعض المهام، كما تم مواجهته بعضوي كتائب شهداء الأقصي التابعة لحركة فتح واسمهما «نضال ومحمد» اللذان كانا مكلفان بعمليات استشهادية في العمق الإسرائيلي. يأتي هذا في الوقت الذي توقع فيه منتصر الزيات وعبد المنعم عبد المقصود أن تنتهي التحقيقات نهائيًا مع المتهمين في حزب الله هذا الأسبوع ما لم تحدث مفاجآت وأكدوا أنه بعد انتهاء التحقيقات سيقوم النائب العام بإصدار لائحة الاتهام ضد المتهمين وإحالتهم للمحاكمة أمام القضاء.