أصدرت دار نشر فرنسية كتاب عن حرب العراق وصلتها بالقضاء على يأجوج ومأجوج والكتاب تحت عنوان "لو كررت ذلك على مسامعى فلن أصدقه " ويقع فى 300 صفحة و يباع فى المكتبات ب 9,18 يورو . فلم يكن الرئيس الفرنسى السابق جاك شيراك يتخيل أن نظيره الأمريكى جورج بوش الذى يترأس أقوى دولة فى العالم يمكن أن يحاول إقناعه بالمشاركة فى الحرب التى شنها على العراق فى مارس2003 بالتأكيد على أنها حرب تستهدف القضاء على "يأجوج و مأجوج" من منطقة الشرق الأوسط . ولم يصدق شيراك أذنه عندما اتصل به بوش قبل الحرب على العراق لإقناعه بالتراجع عن معارضته الشرسة للحرب مؤكدا له ان هذه الحرب تستهدف القضاء على يأجوج و مأجوج اللذين يعملان على تشكيل جيش اسلامى من المتطرفين فى الشرق الأوسط لتدمير إسرائيل والغرب الذى يساندها معتبرا ان هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 التى استهدفت نيويورك وواشنطن هى بداية لهذه الحرب المدمرة. وكشف الصحفى الفرنسى كلود موريس فى كتابه بعنوان " لو كررت ذلك على مسامعى فلن اصدقه " ان شيراك شعر بالفزع عندما حدثه بوش عن يأجوج ومأجوج لتبريرالحرب على العراق فبادر باستدعاء مجموعة من اقرب مستشاريه لجمع كل المعلومات المتاحة عن يأجوج و مأجوج الذين تحدث عنهما بوش فى المكالمة الهاتفية . وأضاف كلود موريس الذى ترأس تحرير صحيفة " لوجورنال دوديمانش" الفرنسية الأسبوعية فى الفترة من 1999 الى 2005 أن شيراك كان يعلم ان بوش لديه ميول دينية غير انه لم يكن يتخيل و لو للحظة واحدة ان تدينه يمكن ان يصل به الى حد تبرير حرب مدمرة ستكون لها تداعيات رهيبة على أمريكا و المنطقة و العالم بيأجوج و مأجوج . وقال المؤلف الذى التقى بشيراك أكثر من عشر مرات فى لقاءات منفردة فى الفترة التى سبقت الحرب الأمريكية على العراق ان شيراك ازداد فزعا عندما كرر بوش من جديد اسم يأجوج و مأجوج فى احد مؤتمراته الصحفية التى كان يتناول فيها سياسته حيال دول محور الشر. وأضاف المؤلف ان شيراك لم يكتف بالمعلومات التى قدمها له مستشاريه لكونها معلومات لا تزيد عن معلوماته عن يأجوج و مأجوج فطالب بمعلومات اكثر دقة من متخصصين فى التوراة على ان لا يكونوا من الفرنسيين لتفادى حدوث اى تسريب فى المعلومات لاجهزة المخابرات الامريكية او للموساد . وكشف الصحفى الفرنسى كلود موريس فى كتابه بعنوان / لو كررت ذلك على مسامعى فلن اصدقه / عن ان قصر الاليزيه وجد ضالته فى احد علماء الفقه اليهودى فى جامعة "لوزان" السويسرية يدعى البروفسير توماس رومر الذى اكد للاليزيه انه ورد ذكر يأجوج و مأجوج" فى "سفر التكوين " مشيرا الى ان يأجوج و مأجوج وردا بالتحديد فى الفصلين الاكثر غموضا فى سفر التكوين . واوضح البروفسير توماس رومر ان سفر التكوين اشار عند ذكره ليأجوج و مأجوج الى ان اسرائيل ستواجه جيشا سيحاول تدميرها و محوها من الوجود فى حرب يريدها الرب و عندئذ ستهب قوة عظمى لحماية شعب الله مختار اى اليهود بالقضاء على يأجوج و مأجوج و جيشهما ليبدأ العالم بعدها حياة جديدة وكشف المؤلف عن ان شيراك وجه قبل و بعد الحرب على العراق انتقادات لاذعة لبوش و المجموعة المحيطة به ووصفهم بأنهم قوم لا يعلمون شيئا عن منطقة الشرق الاوسط و طبيعة شعوبها محذرا من ان هذه الحرب ستكون حرب مدمرة للشعب العراقى و ستفتح ابواب العراق امام التيارات الاسلامية المتطرفة التى يحول نظام الرئيس صدام حسين ودون اشتداد عودها . واعتبر شيراك ان مشكلة الأمريكيين تكمن فى جهلهم بشعوب المنطقة مستشهدا فى ذلك بأنه لو طلب من اى مسئول أمريكى فى إدارة بوش ذكر اسم شاعر عربى واحد فانه لن يعرف. والمعروف ان شيراك كان يقرأ باللغة العربية و يجيد اللغة الانجليزية إجادة تامة غير انه كان يتظاهر دائما بجهله باللغات الأجنبية احتراما للغة الفرنسية التى تتحدث بها العديد من دول العالم . وذكر الكتاب ان شيراك توقع ان يحقق الجيش الأمريكي نصرا سريعا على جيش صدام حسين غير انه توقع أيضا أن ينسحب الجيش الامريكى ليترك العراق فريسة لتنظيم القاعدة التى برر بوش الحرب باستئصالها من العراق .