قامت ''دائرة الاستثمار'' بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، بالحكم بوقف بث قناة 'الجزيرة مباشر مصر" بداعي 'خروجها عن الحياد. وقال مصدر قضائي بمجلس الدولة إن الحكم سيسلم لهيئة الاستثمار وإدارة النايل سات في غضون يومين، مبينا أن الحكم يصبح نافذا بمجرد إخطار الجهات السالف ذكرها. وأضاف المصدر ل"مصر العربية" أن الطعن على الحكم لا يوقف تنفيذه، مرجحا أن تتوقف القناة عن البث بدءا من الأسبوع المقبل. وأشار إلى أن هيئة الاستثمار وإدارة النايل سات هما المعنيتان وحدهما بتنفيذ الحكم، وليس مدينة الإنتاج الإعلامي لأنها غير معنية بالأمر. النايل سات يفقد مشاهديه من جانبه قال الدكتور ياسر عبدالتواب، الخبير الإعلامي، إن هيئة الاستثمار المفترض أنها منطقة حرة للقنوات ولا يجوز للحكومات التدخل في سياساتها أو منع قنوات بها وفقا للأعراف الدولية بعيدا عن التعليق على أحكام القضاء. ورأى عبدالتواب أن الخاسر من منع بث قناة الجزيرة هو قمر النايل سات نفسه وليس القناة، وذلك لأنه يفقده مصداقيته بإغلاق القنوات المخالفة للنظام واحدة تلو الأخرى. وتوقع عبدالتواب أن يتحول المشاهدون المتابعون لقناة الجزيرة إلى قمر العرب سات بعد هذا الحكم، وحينها سيفقد النايل سات قطاعا كبيرا من متابعيه. وأشار عبدالتواب إلى أن قطاعا كبيرا في مصر لا يتابع سوى قناة الجزيرة التي تعتبر بالنسبة لهم المصدر الوحيد للمعلومة، وهؤلاء سيكون يسيرا عليهم البحث عن قمر آخر يتابعون من خلاله القناة، خاصة بعد إطلاق عدة أقمار صناعية جديدة تنافس النايل سات في الآونة الأخيرة. وأوضح أن خسارة النايل إن لم تظهر على المدى القريب، فهي ستظهر بالتأكيد على المدى البعيد، بحسب قوله. الاثنان يخسران بنسب فيما ذهب الدكتور يسري عزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات - وحدة قياسات الرأي العام والنظام المصري، إلى أن الخسارة سوف تطال كل من قناة الجزيرة وقمر النايل سات، وإن كان يرى أن خسارة الجزيرة ستكون أكبر. وأوضح عزباوي أن النايل سات سيخسر قطاعا من المشاهدين، ولكنه يعتقد أن هذا القطاع هو المنتمون أو المؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين وعزوفهم عن متابعة النايل سات لا تعني الكثير لإدارة القمر، كما أن للحكومة اعتقادا مسيطرا عليهم يقول إن الخسائر المالية التي تطال النايل سات من جراء فقد أموال بث قناة الجزيرة أقل من الخسائر المادية التي تعيشها الدولة بسبب التوترات السياسية والاضطرابات التي تسببها القناة من تأثيرها على المشاهد بتغيير الحقائق وتحريضهم. وبين عزباوي أن خسارة قناة الجزيرة أكبر من النايل سات لأنها ستفقد كثير من متابعي القناة على النايل سات، لأن من اعتاد متابعة قنوات النايل سات سيكون من الصعب عليه تغييره من أجل قناة واحدة. وأردف عزباوي: "إذا ترتب على تغيير قمر النايل السات أي تكاليف مادية سواء بشراء ريسيفر جديد لقناة الجزيرة أو أي سبيل آخر سوف يعدل معظم المصريين عن تغيير قمر النايل سات".