قالت نشرة "جلوبس" الاقتصادية الخاصة بقطاع الأعمال فى إسرائيلGlobes Israel business news : "إن الصناعات العسكرية الإسرائيلية ستكون هى الرابح الأكبر من الحرب على غزة".، ونقلت عن مصدر كبير فى شركة صناعة عسكرية إسرائيلية بأن شركات الصناعة العسكرية ستكون الرابح الأكبر من العملية العسكرية فى قطاع غزة بسبب الإيرادات المتوقعة الناجمة عن تحديث الجيش الإسرائيلى معداته التى اكتشف أنها غير كافية فى ظل تطور حركة حماس عسكريا، وكذا شراء معدات جديدة بدل التى استنفدت بسبب الحرب أو ثبت فشلها. وقالت النشرة الاقتصادية فى تقرير بعنوان:Israel's defense cos will be Gaza conflict's big winners أو (الصناعات العسكرية الإسرائيلية الرابح الأكبر من الحرب على غزة) بثته 20 أغسطس الجارى نقلا عن هذا المسئول الكبير فى شركة لصناعات السلاح الإسرائيلية أنه "من المرجح ولادة مفهوم أمنى جديد فى قطاع غزة، فى الأساس، بسبب تهديد الأنفاق؛ حيث سيحتاج الجيش الإسرائيلى بالتأكيد إلى أنظمة لكشف الأنفاق، وإلى أنظمة جديدة فوق سطح الأرض على طول الحدود". ويقول "يوفال أزولاى" Yuval Azulai المحلل الاقتصادى ل "جلوبس": "إن معارك غزة وخصوصا معركة الشجاعية التى قتل فيها العديد من الجنود الإسرائيليين بعد تفجير مدرعاتهم، سوف تفتح الباب أمام شركات السلاح الإسرائيلية، والجيش الإسرائيلى؛ للبحث عن عمليات "تصفيح" جديدة للمدرعات بعدما طالتها قذائف القسام ودمرتها". وفى الماضى، امتنعت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن تنفيذ خطة تقضى بتدريع آلياتها من ناقلات الجنود المدرعة القديمة الطراز من طراز نَمير(Namer)؛ لتقليل الميزانية، والآن هناك حاجة لذلك وهناك شركة صناعة عسكرية إسرائيلية قادرة على القيام بهذا العمل. وأنه سيتوجب على وزارة الدفاع الإسرائيلية أيضًا سد الثغرات، فيما يتعلق بتدريع ناقلات الجنود، فعلى الرغم من التهديد الذى تتعرض له ناقلات الجنود منذ سنوات عديدة، لم يُستكمل التزوّد بآليات مدرعة بشكل كافٍ، وسلطت المعركة التى خاضها لواء غولانى فى حى الشجاعية فى بداية العملية العسكرية البرية فى قطاع غزة، حيث سقط سبعة جنود قتلى من جراء إصابة ناقلة جنود مدرعة من طراز (M-113) APC القديم المفتقر إلى التدريع الملائم، الضوء على ضرورة توسيع استخدام الآليات الشديدة التدريع. وقال: "إنه إذا كانت الحملات العسكرية السابقة، ولا سيما حرب لبنان الثانية، عاملاً مسرعا لتطوير نظام "تروفى" [معطف الريح] لحماية الدبابات وناقلات الجنود المدرعة، فإن الحملة العسكرية على قطاع غزة ستكون عاملاً مسرعا لتطوير تكنولوجيات لم تشهدها أى من ساحات القتال فى العالم، وستساهم هذه التكنولوجيا فى جمع أموال طائلة للشركات، خصوصًا عندما يتم بيعها فى جميع أنحاء العالم". زيادة ميزانية الجيش الإسرائيلى. ويقول "جلوبس": "إنه بجانب زيادة ميزانية الدفاع للعام 2015 بشكل دراماتيكى، فإن "مليارات الشيكلات ستتدفق إلى قيادة أركان الجيش الإسرائيلى لتغطية تكاليف معارك الصيف فى قطاع غزة، وأن المؤسسة العسكرية ستقوم بزيارات إلى الصناعات العسكرية بهدف شراء أسلحة، وفى جعبتها الكثير من المال، ولن تعود بسلة فارغة، وستزداد قائمة التسوق طولاً بقدر ما يطول أمد القتال فى الجنوب". ويشير التقرير الاقتصادى الإسرائيلى إلى أن توقيت القتال فى غزة جاء ملائمًا جدًّا للصناعات العسكرية فى إسرائيل، بسبب شكوى الرؤساء التنفيذيين والمدراء الماليون فى شركات السلاح الإسرائيلية على تحميل مسئولية الأداء الضعيف، وتدن إيرادات شركات الصناعة العسكرية إلى الركود الذى يعانى منه سوق السلاح العالمى، مؤكدا أن الحملة العسكرية الحالية فى غزة مفيدة للصناعات العسكرية الإسرائيلية على المدى المتوسط والبعيد. حيث سيترتب على الجيش الإسرائيلى عقب الحرب تجديد مخزون السلاح لديه، ففى بداية الحملة العسكرية فى الجنوب، فُتحت مخازن الطوارئ وجرى استنفاد المخزون، وشهد الطلب على الصواريخ، وقذائف المدفعية وذخائر الأسلحة الخفيفة وما إلى ذلك، ارتفاعًا حادًا. وبحسب "جلوبس"، ففى الأشهر التى ستعقب نهاية القتال، سيقوم الجيش الإسرائيلى، والمؤسسة العسكرية بتحليل كل معركة من معارك الحملة العسكرية بهدف استخلاص النتائج وإغلاق الفجوات، وسيكلف هذا الإغلاق للفجوات مليارات الدولارات، ومن الواضح أنه ستنفق مبالغ كبيرة فى المستقبل القريب بحثًا عن حل للأنفاق الهجومية المكتشفة إبان الحملة العسكرية الحالية. وقريبًا ستُجرى المؤسسة العسكرية بالتنسيق مع إحدى شركات الصناعة العسكرية الكبرى، تجربة مهمة لمنظومة أسلحة مُصمَّمة للكشف عن مثل هذه الأنفاق، وإذا ثبت نجاحها، سيكلف نشر المنظومة فى الميدان أكثر من مليارى شيكل جديدين، من دون احتساب نشرها على طول الحدود مع لبنان. غزة ميدان اختبار للسلاح الإسرائيلى. وعندما يتسلح الجيش الإسرائيلى بأنظمة أو بسلاح جديد، فإن هذا بمثابة أكبر عملية ترويج لهذا المنتج الإسرائيلى، بحسب "جلوبس"، فقد طوّرت شركة "الصناعات العسكرية الإسرائيلية" (IMI) فى الأعوام الأخيرة قذيفة دبابة دقيقة التسديد استخدمت بكثافة إبان عملية "عمود سحاب" [2012]، وهذا سيسهّل عملية تسويقها عالميًّا؛ لأنها اختبرت فى المعركة. وبحسب قول مصدر كبير فى شركة صناعة عسكرية إسرائيلية : "نحن نعيش فى حقل تجارب، ويجرى تقييم منظوماتنا باستمرار فى ميدان القتال تحت أنظار العالم والدول التى تواجه تهديدًا مشابهًا للتهديد الذى تواجهه إسرائيل، تأتى إلى هنا لتتعلم مفاهيم جديدة، ولمشاهدة أداء الأسلحة، ولشرائها أيضًا. ويضيف : "ليس لدى شركات الصناعة العسكرية العالمية اليوم استعداد لتوظيف رؤوس أموال كبيرة فى أعمال البحث والتطوير، ولذا هى تفضّل شراء منظومات أسلحة منا، أو القيام بمشاريع مشتركة مع شركة إسرائيلية بوصفها شركة مقاولات مساعدة، وما بدأ، كمواجهة محدودة فى قطاع غزة سينتهى بصفقات مربحة فى السوق العالمية"!. ويقول تقرير "جلوبس": "إن الصناعات العسكرية الإسرائيلية غير مهتمة بالإدانات الموجهة إلى إسرائيل من جانب بعض الدول فى أعقاب المواجهات فى قطاع غزة"، فقد صدرت مثل هذه الإدانات إبان جولات القتال السابقة". وعلى سبيل المثال سجلت فى الأيام الأخيرة عمليتا اقتحام لمصنعين تابعين لشركة "إلبيت سيستمز" (Elbit Systems Ltd) فى بريطانيا وأستراليا من متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين، وفى الحالتين، تعطل سير العمل فى المصنع بضع ساعات، ولم يحدث ضرر فعلى، وحصل المتظاهرون على الصور التى أرادوها، ووضعوا الصور على "تويتر" ثم غادروا. وعندما يتعلق الأمر بخبرة ومعرفة حربية مصدرها إسرائيل، لا تبدى الدول، حتى المعادية لإسرائيل ظاهريًّا، استعجالاً لقطع الجسور، وبحسب قول مصدر كبير فى إحدى شركات الصناعة العسكرية: "هناك مفارقة متمثلة فى أن الدول التى تديننا فى العلن، تتعاون معنا فى السر فى تجارة الأسلحة، ليس حبًّا بنا أو إيمانًا بالدولة اليهودية، وإنما بسبب حاجتها تحديدًا إلى أنظمة السلاح التا يستخدمها الجيش الإسرائيلى حاليًا فى قطاع غزة".