"كيف سنمنع استئناف تهريب الأسلحة من سيناء عبر أنفاق "فيلادلفيا"؟.. كيف سنجبر المصريين على تغيير سياسة "لا أرى" التي تنتهجها؟.. ما أهدافنا من قصف شمال قطاع غزة؟ هل هو استعراضٌ للقوة أم للسيطرة على معاقل "حماس"؟.. كيف استغللنا هذه العملية في الإفراج عن الجندي "جلعاد شاليط"؟. كانت هذه الأسئلة التي سألها الجنرال في الجيش الصهيوني "شلومو جازيت" للمجتمع الصهيوني ولنفسه حول الفائدة التي جناها الكيان من عدوانه الأخير على قطاع غزة. وأكد "جازيت" أن نتائج العدوان على القطاع كانت أسوأ بكثيرٍ مقارنةً بنتائج حرب لبنان الثانية. وقال الجنرال "شلومو جازيت"، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية "أمان"، في مقالةٍ نشرتها صحيفة "معاريف" : "إن حرب غزة قد انتهت بشروطٍ في غاية السوء، شروط لم تشهدها "إسرائيل" عقب انتهاء حرب لبنان الثانية، والتي حصلت فيها على قرار "مجلس الأمن" 1707". يُذكر أن القرار 1701 الذي صدر عن في أغسطس 2006، نص على وقف العمليات العسكرية بين الكيان الصهيوني وحزب الله، والتي اندلعت في يوليو من نفس العام، إضافة إلى نزع سلاح الحزب، وإطلاق سراح جنديين صهيونيين أسرهما حزب الله مقابل الإفراج عن أسرى لبنانيين معتقلين في الكيان الصهيوني. ثم يضيف "جازيت": "أما في غزة، فليس لدينا أملٌ في الوصول إلى توقيع اتفاق كهذا، وليس لدينا أية وسيلة ضغط نمارسها"، مؤكدًا أن الجيش الصهيوني قد فشل في تحقيق الأهداف الإستراتيجية وكذلك العسكرية على حدٍ سواء. وتطرق الجنرال المتقاعد إلى الأهداف التي حددها الكيان لعدوانه على قطاع غزة، مشددًا على أن الهدف لم يكن الرد على صواريخ المقاومة بقدر ما كان إظهارًا لقوة الردع الصهيونية. ثم يقول: "ربما كان الجيش الصهيوني مستعدًّا لهذه الحرب عسكريًّا، إلا أن حكومته فشلت في تحديد أهدافها؛ الأمر الذي أدى إلى نتائج في غاية السوء". ويتساءل الخبير العسكري عن "كيفية منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وكيف ستجبر الحكومة "الإسرائيلية" مصرَ على تغيير سياسية "لا أرى" التي تنتهجها مصر -على حد زعمه-؟ وما أهداف الحكومة "الإسرائيلية" من قصف شمال القطاع؟ هل هو استعراضٌ للقوة أم للسيطرة على معاقل "حماس"؟". ويختم "شلومو جازيت" باستيائه من أداء الحكومة الصهيونية تجاه هذه اتساؤلات قائلاً: "إن الحكومة "الإسرائيلية" لم تكلف نفسها مناقشة هذه المحاور المهمة، ولا حتى قدمتها كتوجيهاتٍ واقتراحاتٍ يمكن مناقشتها في ما بعد".