استنكرت عدة منظمات وهيئات فلسطينية وعربية وإسلامية الإجراءات التي تسعى من خلالها سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى ترحيل حوالي 1500 فلسطيني من حي سلوان بمدينة القدسالمحتلة وهدم منازلهم، معتبرة ذلك خطرا على مستقبل المدينة وسعيا لتهويدها. وقد دانت منظمة المؤتمر الإسلامي الإجراءات الإسرائيلية في القدس، واعتبر الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو في بيان له "أن المخطط الإسرائيلي يهدف إلى تغيير واقع المدينة العمراني والسكاني ويسعى إلى العبث بهويتها العربية الإسلامية بهدف تهويدها". وقال البيان إن الإجراءات الإسرائيلية لترحيل الفلسطينيين من المدينة تعد "خرقا لاتفاقية جنيف الرابعة" مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تشكل "خطرا على مستقبل القدس" وتقود إلى نتائج "لا تحمد عقباها". ودعا الدول ال58 الأعضاء في المنظمة ولجنة القدس إلى التحرك العاجل لدى الهيئات والأطراف الدولية من أجل "وقف هذا العدوان السافر على مدينة القدس، وحمل إسرائيل على الكف عن تنفيذ مخططاتها غير الشرعية ضد المدينة". دعوات للتحرك وكانت البلدية الإسرائيلية بالقدس قد سلمت 88 عائلة فلسطينية إخطارات بهدم منازلها بمنطقة البستان في حي سلوان التابع لمدينة القدسالمحتلة، وذلك بذريعة البناء دون ترخيص. وستؤدي عملية الترحيل، التي توصف بأنها الأوسع منذ العام 1967، إلى تشريد أكثر من 1500 فلسطيني مقدسي وسحب حقهم في الإقامة بالمدينة. وفي القاهرة أصدرت جامعة الدول العربية بيانا دعت فيه مجلس الأمن للتحرك بهذا الشأن كما دعت لجنة الوساطة الرباعية الدولية لمنع إسرائيل من إزالة المنازل بعد تهجير أهلها. ووجهت الجامعة نداء إلى اللجنة الرباعية الدولية كي "تتولى مسؤوليتها لمنع إسرائيل من تنفيذ هذا المخطط الإجرامي وإلزامها بالانصياع للقرارات الدولية الخاصة بمدينة القدس كونها محتلة كباقي الأراضي المحتلة". وبدورها نددت دول مجلس التعاون الخليجي بما اعتبرتها "توجهات عنصرية عدوانية إسرائيلية" تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين عن القدس وهدم بيوتهم، معتبرة أن هذه "خطوة خطيرة تدخل ضمن سياسة الكيان الصهيوني في محاولة لفرض واقع ديمغرافي غريب في مدينة القدس ضمن محاولات الاحتلال تهويد المدينة". ودعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية في بيان له "المجتمع الدولي والمنظمات الفاعلة على الساحة الدولية" إلى "التدخل الفوري لوقف مثل هذه الأعمال العنصرية البغيضة التي تتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية كما تتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية". عدوان شامل واعتبرت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة أن عزم إسرائيل هدم منازل الفلسطينيين جزء من عملية التطهير العرقي بحق سكان القدس. وقال المتحدث باسم الحكومة طاهر النونو في مؤتمر صحفي بغزة إن هذا المخطط يرمي إلى "تضييق الخناق حول المسجد الأقصى المبارك وبصورة موازية مع الحفريات وسلسلة الأنفاق تحته بشكل يهدد أساساته بصورة جدية". أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فاعتبرت المخططات الإسرائيلية الرامية إلى هدم منازل سكان حي البستان بالقدس "عدوانا شاملا" على الشعب الفلسطيني يهدف إلى "تهويد المدينة وإفراغها من سكانها الأصليين". وقالت الحركة إن المقاومة الفلسطينية "لن تقف مكتوفة الأيدي" أمام هذه المخططات الإسرائيلية التي وصفتها ب"الإجرامية". وأكد القيادي في حماس إسماعيل رضوان في تصريح صحفي مكتوب "أن هذا العدوان الشامل يأتي في الوقت الذي يزداد فيه الاستيطان ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية وتصعيد العدوان والحصار على قطاع غزة"، محذرا من خطورة "المؤامرات التي تستهدف المسجد الأقصى و"تداعيات أي مساس به". ودعا الأنظمة العربية والإسلامية إلى التحرك "لوقف هذا العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى أولى القبلتين وثالث الحرمين"، مطالبا الجماهير العربية والإسلامية بأن تتحرك في هبة جماهيرية لحماية القدس. خيارات مفتوحة ومن جهته أعلن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع أن كافة الخيارات مفتوحة أمام السلطة الفلسطينية لمواجهة المخطط الإسرائيلي الرامي إلى ترحيل مئات الفلسطينيين من القدس. وقال قريع إن هذه المخططات الإسرائيلية تأتي "بعد أن أغلقت قوات الاحتلال جدار الضم والتوسع العنصري عن ضاحية البريد، ما قسم السكان وحرمهم من حقهم في التواصل مع أهلهم والالتحاق بالمدارس والمستشفيات وغيرها، كعملية فصل تامة لمدينة القدس وعزلها عن محيطها وأهلها". ودعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى إضراب وطني شامل السبت المقبل، واتهمت إسرائيل بممارسة "سياسة التطهير العرقي والتهجير القسري" للفلسطينيين في مدينة القدس، محذرة من الأوضاع "المأساوية" التي يعيشها أهل القدس "الذين يتعرضون لمضايقات إسرائيلية يومية". وقالت دائرة العلاقات القومية والدولية في المنظمة في بيان صادر عنها الاثنين "إن هذه السياسة تأتي في إطار المخططات الإسرائيلية الرامية لتهويد المدينة المقدسة وتدمير المسجد الأقصى والتأثير في الوضع الديمغرافي استباقا لأي مفاوضات حول المدينة". ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه في مؤتمر صحفي عقده في رام الله بالضفة الغربية الإجراءات الإسرائيلية بأنها أنها "أول وأكبر عملية تهجير جماعي لأبناء القدس".
حماس تدعو إلى هبة جماهيرية غاضبة وعن رد فعلها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام المحاولات الصهيونية المستمرة لتهويد مدينة القدسالمحتلة وتفريغها من سكانها. وشدد الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة "حماس" " على أن المخطَّطات الصهيونية لهدم وإخلاء عشرات المنازل في حي "سلوان" في القدسالمحتلة، بمثابة عدوان شامل على الشعب الفلسطيني والقدسالمحتلة بهدف تهويد المدينة وتفريغها من سكانها الأصليين، مؤكدًا ضرورة مقاومة هذه المحاولات وإفشال هذا المخطَّط الإجرامي. وقال: "نعتبر المخطَّطات والإجراءات الصهيونية تأتي في سياق تهويد القدس وإجلاء سكانها الأصليين منها"، مؤكدًا أن هذا العدوان الشامل يأتي في الوقت الذي يزداد فيه الاستيطان ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية وتصعيد العدوان والحصار على قطاع غزة. وأضاف: "حماس تنظر بخطورة بالغة إلى هذه الاعتداءات والمخطَّطات من قِبل الاحتلال الصهيوني، وتدعو شعبنا والمقاومة إلى الرد على هذا العدوان"، محذرًا من خطورة المؤامرات التي تستهدف المسجد الأقصى وتداعيات أي مساس به. ودعا إلى هبَّة جماهيرية لمقاومة هذا الإجلاء الذي يأتي ضمن سلسلة إجراءات صهيونية تهدف إلى تهويد مدينة القدس، وتمس المسجد الأقصى المبارك بالحفريات والأنفاق التي تحفر أسفله. ودعا النظام الرسمي العربي والإسلامي إلى أن يقف موقفًا للتاريخ لوقف هذا العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى أولى القبلتين وثالث الحرمين، مطالبًا الجماهير العربية والإسلامية بأن تتحرَّك في هبة جماهيرية لحماية القدس. وطالب أحرار العالم والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بأن تحدِّد موقفها من هذه الانتهاكات الصهيونية لكل المواثيق الإنسانية والقوانين، مؤكدًا أن "مخطَّطات الاحتلال ونيته تنفيذ عمليات "ترانسفير" لن تنجح في ثَنْي شعبنا أو النيل من إصراره على استرجاع حقوقه".
يهود متطرفون يعتدون على المصلين في المسجد الأقصى المبارك يأتي ذلك في الوقت الذي هاجمت مجموعة من اليهود المتطرفين المصلين الفلسطينيين في باحات وساحات المسجد الأقصى المبارك وسط تواجد كثيف لشرطة الاحتلال الإسرائيلية، وذلك خلال سلسلة من الاعتداءات الصهيونية على أهالي القدسالمحتلة. وقال شهود عيان: "إن مجموعة من اليهود المتطرفين اقتحمت باحات المسجد من جهة باب المغاربة بصحبة حراسة من شرطة الاحتلال وحاولت القيام ببعض الحركات الخاصة بالمعتقدات التلمودية، والتي أثارت حفيظة المصلين فمنعوهم واشتبكوا معهم". وأكدوا أن قوات من شرطة الاحتلال انتشرت في باحات الأقصى، واحتجزت عدد من المصلين داخل مركز الشرطة في صحن قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى لاعتقالهم واقتيادهم إلى مركز اعتقال وتوقيف خارج المسجد.