قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" يحاول أن يتجه إلى روسيا أو دول الاتحاد السوفيتي السابق لفتح خطوط إمداد لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، بعد أن قطعت حركة طالبان خطوط الإمداد لقوات الناتو في أفغانستان، مما يطرح مشكلة خطيرة بالنسبة للرئيس أوباما، الذي صرح بإرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان. وأوضحت أن هجوم طالبان كان تذكيرًا بأن خطوط الإمداد عبر باكستان في غاية الضعف ومعرضة للهجوم، وأن على إدارة أوباما أن تبحث عن طرق بديلة عبر روسيا أو دول الاتحاد السوفيتي السابق. إلا أن روسيا تنظر بعين القلق تجاه موقف إدارة بوش من ضم أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو، ولن تساعد في خطوط الإمداد الأمريكية ما لم يغير أوباما هذا الموقف. وبالإضافة إلى ضمان الولاياتالمتحدة بعدم توسع الناتو، تريد روسيا وعدًا من الولاياتالمتحدة بعدم إقامة قواعد لحلف شمال الأطلسي في دول البلطيق، وعدم هيمنتها على دول آسيا الوسطى. وبعبارة أخرى، تريد روسيا أن تتعهد الولاياتالمتحدة ودول أوروبا باحترام النفوذ الروسي في دول الاتحاد السوفيتي السابق، وهو أحد الضمانات التي لا يستطيع أوباما أن يقدمها لروسيا. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن دول النفوذ الروسي، مثل كازاخستان وتركمانستان، لن توافق على السماح للولايات المتحدة باستخدام هذه الطرق دون إذن موسكو. وذكرت أن الدول الأوروبية شريكا لا يعتمد عليه في دعم المساعدة للولايات المتحدة، لأن العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز الطبيعي القادم من روسيا. وأوضحت أن الأوروبيين غير قادرين على تحمل الغضب الروسي، في إشارة إلى أزمة الغاز الطبيعي بين روسيا وأوكرانيا في يناير الماضي، حيث قطعت روسيا الإمدادات وتضررت الدول الأوروبية التي تستورد الغاز الروسي عن طريق أوكرانيا. فكيف يمكن أن يوفق أوباما بين تعزيز الوجود الأمريكي في أفغانستان، وبين الحد من التوسع الروسي؟ والجواب، بحسب الصحيفة، هو تقليل الاعتماد على القوات، والمزيد من العمليات السرية التي يقوم بها عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وأضافت أن زيادة عدد القوات التقليدية لن يساعد في تحقيق الهدف الرئيس لأمريكا في أفغانستان وهو منع القاعدة وطالبان من استخدامها كقاعدة للتدريب والتخطيط لهجمات كبرى. وقالت إن إنهاء الحرب التقليدية وزيادة العمل الاستخباراتي لن يكون ذا أهمية ما لم يتغير الفكر الثقافي السياسي في واشنطن. إلا أن إدارة أوباما تفضل المسار التقليدي لنشر مزيد من القوات البرية، وهذا سيكون ممكنًا إذا كانت خطوط الإمدادات إلى أفغانستان آمنة، وتدمير طريق الإمدادات في باكستان يدل بشكل واضح أنها ليست كذلك.