جددت الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها- قبل ساعات من مغادرة الرئيس جورج بوش البيت الأبيض- رفضها نقل الدكتور عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية" من محبسه بالولاياتالمتحدة إلى دولة قطر، بناء على طلب أسرته، بسبب تدهور وضعه الصحي. وكشفت مصادر دبلوماسية بالقاهرة، أن إدارة بوش أرسلت ردا مقتضبا على الطلب الذي نقله المحامي ووزير العدل الأمريكي الأسبق رامزي كلارك، بنقل الشيخ الضرير من سجنه، حيث يمضي عقوبة السجن المؤبد، بتهمة التحريض على تفجير مركز التجارة العالمي عام 1994 لأية دولة أخرى ليس من بينها مصر أو الولاياتالمتحدة. وتزامن ذلك مع جهود حثيثة ووساطات بذلتها الحكومة القطرية التي عرضت استضافته على أراضيها، على أن يتم إصدار قرار أمريكي بالإفراج الصحي عنه، نظرا لإصابته بعدد من الأمراض المزمنة منها السكر والضغط والكبد والبنكرياس. وجاء في الرد الأمريكي، "إن عمر عبد الرحمن يقضي عقوبة صدرت من محكمة أمريكية داخل سجن أمريكي، وليس هناك أية رغبة في تغيير هذا الوضع بالإفراج عنه صحيا أو نقله للعاصمة القطرية الدوحة". وهو ما يعني إغلاق الباب أمام الوساطة القطرية التي استمرت لمدة عامين من جانب مسئولين نافذين في الإمارة الخليجية، والانتظار إلى حين مباشرة الإدارة الأمريكيةالجديدة برئاسة باراك أوباما مهامها اعتبارا من اليوم الثلاثاء، لبحث إمكانية استئناف جهود الوساطة للإفراج عنه، لدواع إنسانية. وتبذل قطر محاولات لإنهاء معاناة الشيخ عمر عبد الرحمن استجابة لطلب الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي يحظى بعلاقات قوية مع الأسرة الحاكمة في قطر، والتي كانت قد توصلت في وقت سابق إلى اتفاق يقضي بنقله إلى قطر، وقدمت تعهدا بوضعه تحت الإقامة الجبرية وتحديد إقامته، لكن إدارة الرئيس بوش تراجعت عن اتفاقها. من جانبه، أكد منتصر الزيات، عضو فريق الدفاع عن الشيخ عمر عبد الرحمن، إن رد إدارة بوش بالرفض على طلب ترحيله كان متوقعا، لكنه قال إن "هذا لن يكون نهاية الطريق، وسنعاود المحاولات مجددا، لإنهاء معاناة الشيخ الضرير بعد رحيل إدارة بوش اليمينية المتصهينة". وأضاف: سننتظر حتى يتسلم أوباما وإدارته الحكم في البيت الأبيض، لنطرح عليهم مطلبنا العادل بالإفراج عن الشيخ عمر إفراجا صحيا، ليقيم في قطر أو في مصر أو أي مكان يتم الاتفاق عليه. وكشف الزيات، أن شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وعده ببذل محاولات للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن خلال لقاء نقل فيه مناشدة أسرته للسلطات المصرية بالتدخل للسعي للإفراج عنه من السجون الأمريكية، خاصة وأن الشيخ المعتقل هو أحد الأساتذة والمشايخ البارزين بجامعة الأزهر. وقال الزيات إن شيخ الأزهر تعهد له ببذل كل ما يستطيع للإفراج عنه، ناقلا عنه "أعاهد الله وأعاهدكم على بذل الجهد اللازم في هذا الموضوع". وكانت العديد من الجماعات الإسلامية الجهادية أصدرت بيانات هددت فيها بمهاجمة المصالح الأمريكية بجميع أنحاء العالم إذا لحق أي مكروه بالشيخ عمر، وطالبت الأمريكيين الإسراع بالإفراج عنه حتى لا تتحمل مسئولية وفاته في سجنه. يذكر أن الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية" شكا من تدهور صحته في العام الماضي، نتيجة الإهمال وعدم الرعاية الصحية، بعدما أصيب مؤخرا بسرطان البنكرياس إلى جانب مرضه بالقلب والضغط والسكر والصداع المزمن، وأكد أنه لا يستطيع التحرك إلا على كرسي متحرك.