شارك عدد كبير من عناصر الجماعات الإسلامية المفرج عنهم مؤخراً وكوادر التيار السلفي في جنازة عبد الله السماوي، الذي يوصف بأنه «الأب الروحي» للجماعات الإسلامية في مصر. وشهدت الجنازة - التي أقيمت بمسجد الخلواتي بالسيدة زينب وسط إجراءات أمنية مشددة - ظهورا نادرا لبعض قيادات التنظيمات الجهادية منذ الإفراج عنهم مثل المهندس صالح جاهين الذي قضي بالسجن 26 عاماً علي خلفية مشاركته في مقتل الرئيس السادات، وعلي فراج القيادي بالجهاد ونشأت إبراهيم بالإضافة إلي كمال حبيب القيادي السابق بالتنظيم ومحفوظ عزام رئيس حزب العمل و«خال» أيمن الظواهري ومجدي أحمد حسين الأمين العام لحزب العمل. وتولي نشأت إبراهيم زعيم تنظيم الوعد إمامة المصلين، فيما منعت أجهزة الأمن التي حاصرت المسجد مصور «البديل» من التقاط صور للجنازة. واعتبرت مصادر أصولية أن الجنازة كانت بمثابة تجمع كبير للسلفين كشف عن قوة التيار السلفي في الشارع المصري علي حد تعبيرهم. وحسب مصادر مطلعة فإن عبدالله السماوي هو المؤسس الأول للجامعة الإسلامية في مصر منذ سبعينيات القرن الماضي. وتشير المصادر إلي أن قيادات الجماعة الإسلامية وبعض قيادات تنظيم الجهاد وتنظيم التكفير والهجرة بايعوا السماوي علي السمع والطاعة قبل أن يتولي عمر عبدالرحمن المسجون في الولاياتالمتحدةالأمريكية بتهمة التخطيط لتفجيرات أوكلاهوما إمارة الجماعة. وتقول المصادر «خالد الإسلامبولي ومحمد عبد السلام فرج مؤلف كتاب الفريضة الغائبة وكرم زهدي وأسامة حافظ وعبد الحميد عبد السلام كلهم من تلاميذ السماوي وكانوا يترددون علي بيته». وأكدت المصادر أن السماوي أجري مراجعات فكرية منذ نهاية السبعينيات وعاد من فقه «الضرورة» إلي فقه أهل السنة والجماعة. وكانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض علي السماوي أكثر من مرة منذ عام 1965 ونسبت إليه تأسيس جامعة السماوي التي اتهمت بحرق أندية الفيديو في الثمانينيات. وتم إلقاء القبض عليه للمرة الأخيرة في العام قبل الماضي، ونسبت إليه اتهامات بإحياء جماعة السماوي علي إثر تصريحات إعلامية، انتقد فيها وثيقة ترشيد الجهاد لسيد إمام وقت الإعلان عنها.