تأكيدًا لأهمية دورهم في تجييش الأمة للدفاع عن أهالي غزة ونصرة القضية الفلسطينية؛ تحدى خطباء المساجد في محافظات مصر المختلفة تعليمات وزارة الأوقاف المشدَّدة؛ بمنع الإشارة أو التلويح من بعيد أو قريب لما يحدث في غزة أثناء خطبة الجمعة، وأقاموا صلاة الغائب على أرواح شهداء فلسطين، وركَّزوا خطبهم في الحديث عن الأوضاع في غزة وما يحدث من مجازر صهيونية بشعة بحق أهالي قطاع غزة. وانتقد خطباء المساجد الموقفَ الرسميَّ العربيَّ المتخاذل والمتقاعس تجاه ما يحدث في غزة، مطالبين الحكام والزعماء العرب باتخاذ موقف عملي لصد العدوان الصهيوني الغاشم على أهالي قطاع غزة، وحمَّلوهم المسئولية الكاملة أمام الله عز وجل؛ لمنع شعوبهم من الخروج لنصرة القضية الفلسطينية والوقوف بجانب إخوانهم الفلسطينين بالمال والنفس وكافة أشكال الدعم. ودعا خطباء المساجد بسرعة فتح باب الجهاد والأخذ بعوامل النصر التي حدَّدها القرآن الكريم وأخذ بها الرسول صلى الله عليه وسلم في غزواته المختلفة في محاربته لليهود والكفار. ولم يلتزم بتعليمات وزارة الأوقاف سوى عدد قليل من أئمة المساجد ولم تُشِر من قريب أو بعيد لما يحدث للمسلمين في فلسطين؛ في حين اضطر البعض منهم محرَجًا بالاكتفاء بالتلميحات البعيدة لأحداث غزة. كانت وزارة الأوقاف قد أصدرت تعليماتٍ مشدَّدةً لجميع خطباء المساجد بحظر الحديث عن أحداث غزة خلال خطب الجمعة، وشدَّدت على عدم إقامة صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة بالمساجد التابعة لإشراف الوزارة. وكشف عدد من خطباء المساجد أن الوزارة- بناءً على تعليمات من أمن الدولة- هدَّدتهم بإحالة أي خطيب يتحدث عن أحداث غزة خلال خطبة الجمعة أو بعدها إلى التحقيق؛ تمهيدًا لفصله من العمل بالوزارة!.