بعد أن ظن المصريون والعرب أنه قد تبقى من إنسانية السيسى شيئًا جعله يفتح معبر رفح أمام أهل غزة، اكتشفنا أن هذا الفعل ما هو إلا أمر من الأممالمتحدة وليس تحركًا ذاتيًا. فقد قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون:"إنه أجرى اتصالًا هاتفيًا اليوم، مع قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى،وطلب منه فتح معبر رفح (البرى)،لتخفيف المعاناة الإنسانية التى يواجهها الفلسطينيون فى قطاع غزة. يأتى ذلك بعد أن صرحت مصادر سيادية مصرية بالقاهرة، الأربعاء، بأن السلطات المصرية قررت فتح معبر رفح البرى الخميس لعبور الجرحى الفلسطينيين من ضحايا العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية على نفقة مصر. وأضاف الأمين العام فى مؤتمر صحفى بمقر الأممالمتحدة فى نيويورك، أنه طلب من"السيسى"المساعدة فى تسهيل العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذى توصل إليه الجانبان فى نوفمبر 2012. وأردف كي مون قائلًا: "لقد قضيت معظم ساعات النهار اليوم فى اتصالات ومشاورات هاتفية مع قادة المنطقة والعالم، بما فى ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس وقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى وأمير دولة قطر "تميم بن حمد آل ثانى" والعاهل السعودى "الملك عبدالله بن عبد العزيز" ووزير الخارجية الأمريكى جون كيري، وعدة أشخاص آخرين، بما فى ذلك الأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربى" والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى "إياد أمين مدنى". ومضى قائلاً: "أشعر بالفزع من اندلاع موجة جديدة من أعمال العنف فى غزة وجنوب إسرائيل والضفة الغربية" إن هذا هو أهم الاختبارات التى واجهتها المنطقة فى السنوات الأخيرة، وتدهور الوضع يمكن أن يؤدى إلى دوامة لن يكون بمقدور أحد السيطرة عليها. إن غزة والمنطقة ككل، لا يمكن أن يتحملا حربا شاملة أخرى وأكد الأمين العام أنه "يشجع الحكومة المصرية على فتح معبر بشكل عاجل للأغراض الإنسانية للمساعدة فى تخفيف المعاناة"،وفق ما نقلت وكالة "الأناضول". وجدد بان كي مون إدانته لإطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وقال: "إننا ندين بشدة الهجمات الصاروخية التى تُطلق من غزة على إسرائيل، وهذه الهجمات يجب أن تتوقف". وقال:"إنه حث نتنياهو على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الالتزامات الدولية المتعلقة بالمدنيين"، معربا عن قلقه إزاء العدد المتزايد من الضحايا فى صفوف المدنيين الفلسطينيين. وأثنى الأمين العام على"تمسك وشجاعة الرئيس محمود عباس والتزامه الأمنى، ووصف ذلك بأنه "أمر ضروري". ويشن سلاح الجو الإسرائيلى، منذ الإثنين الماضى، غارات على أنحاء متفرقة فى قطاع غزة، فى عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد". وتسببت الغارات، فى سقوط 58 قتيلا، ونحو 500 مصاب، وصفت جراح بعضهم بالخطيرة، وفق مصادر طبية فلسطينية. فى المقابل، تواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية متفرقة.