أدانت اللجنة التنفيذية لحزب العمل تصريحات بابا الفاتيكان المسيئة للإسلام والمسلمين وطالبته باعتذار شخصي وصريح عما بدر منه تجاه الدين الإسلامي الحنيف؛ مؤكدة أن هذه التصريحات بمثابة غطاء شرعي للحملة الصليبية التي يقودها بوش ضد الأمة الإسلامية؛ ومضيفة أن أن تخاذل الحكام العرب والمسلمين قد ساهم في تطاول البعض على الإسلام والمسلمين، ووجهت اللجنة التنفيذية للحزب تحية لكل المجاهدين والمقاومين الذين يرفعون راية الجهاد ضد الحلف الصهيوني الأمريكي في فلسطين والعراق وأفغانستان وفي كل مكان على أرض الإسلام وخاصة لحزب الله الذي انتصر على الصهاينة انتصارا عسكريا (برا وبحرا وجوا) وسياسيا واستخباراتيا في معركته الأخيرة بلبنان، وانتصار المحاكم الإسلامية على ميليشيا الحرب المدعومين أمريكيا، وأشادت اللجنة بالصمود السوداني والسوري ,والإيراني النووي في وجه الحلف الصهيوني الأمريكي. وعلى صعيد الوضع الداخلي فقد أكدت اللجنة التنفيذية لحزب العمل في اجتماعها أنه لا أمل في النظام الحالي في الإصلاح وخاصة بعد استعداده لإلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات، ودعت اللجنة التنفيذية كافة الأحزاب والقوى الوطنية للوقوف صفا واحدا أمام توريث الحكم الذي يجري على قدم وساق؛ مشيرة إلى أن إفشال توريث الحكم لن يكون إلا من خلال جبهة واحدة للمعارضة تعمل لصالح هذا الوطن.
وقد بعث المهندس إبراهيم شكري رئيس الحزب بتهنئة حارة لكل أعضاء اللجنة التنفيذية بمناسبة شهر رمضان المعظم متمنيا للحزب دوام الازدهار والتقدم؛ مؤكدا أن ظروفه الصحية قد حالت بينه وبين حضور الاجتماع وهذا التقليد السنوي في هذا الشهر الكريم.. وقد أكد قادة الحزب الذين قاموا بزيارة المهندس إبراهيم شكري أنه تذكر معهم أمجاد ومعارك الحزب التي خاضها لنصرة هذه الأمة منذ مصر الفتاة وحتى الآن.
وقد اجتمعت اللجنة التنفيذية على إفطار يوم الجمعة السادس من رمضان يتقدمها محفوظ عزام نائب رئيس الحزب، ومجدي حسين الأمين العام، وعبد الحميد بركات الأمين العام المفوض، ود. مجدي قرقر الأمين العام المساعد، ومحمد السخاوي أمين التنظيم، وأعضاء المكتب السياسي، وحرص جمال أسعد على الحضور، وباقي أعضاء اللجنة التنفيذية الذين حرصوا على الحضور وجاءوا من كافة محافظات مصر إلا من كان مريضا أو خارج حدود القطر.
بدأ الاجتماع باستعراض البيان السياسي الداخلي والخارجي، والموقف التنظيمي الذي يشهد نموا كبيرا بالرغم من التضييق الحكومي وحالة ما يسمى ب "التجميد".. وطالبت اللجنة التنفيذية بضرورة تطوير الهيكل الإداري والشكل التنظيمي للحزب وحسن توظيف الكوادر في أماكنها وخاصة بعد تزايد أعداد العضوية والانضمام للحزب, وشددت على وجوب تأكيد الالتحام بالجماهير ومعايشتهم حياتيًا بشكل أكثر مما عليه الحزب.
وفي كلمته أكد محفوظ عزام نائب رئيس الحزب أننا سنعمل رغم إدعاء الحكومة تجميد حزبنا وسنبذل قصار جهدنا لخدمة أمتنا؛ لأننا نستمد شرعيتنا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. ثم من هذا الشعب المتعطش لتطبيق شرع الله؛ مؤكدا أن حزب العمل ازداد قوة خارجيا وداخليا رغم استمرار التضييق علينا لأكثر من ست سنوات، وطالب الأعضاء بالاستمرار في التضحية والعطاء لنصرة هذا الدين.
البيان السياسي واستعرض مجدي حسين في البيان السياسي آخر المستجدات الداخلية والخارجية, حيث أكد أن الأمة تصعد إلى النصر عبر منحنيات صعود وهبوط وليس بشكل ثابت فالمقاومة العراقية أنهكت الجيش الأمريكي الذي أصبح لا يصلح فيه للعمل إلا ثلثه فقط وهم الموجودون في العراق، وأضاف أن الوضع في أفغانستان أيضا يشهد انتصارات متتالية للمقاومة بزعامة طالبان وسيطرتها على مزيد من الأراضي وتراجع القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو واعترافهم بالفشل.
وأشاد حسين بالصمود السوري والسوداني الرسمي والشعبي في وجه الضغوطات التي تحدق بهم من الحلف الأمريكي الصهيوني وقال أن هذا الصمود نقطة مشرفة لوحظت في الثلاثة شهور الأخيرة, مؤكداً أن هلال النصر والجهاد امتد من المغرب إلى باكستانوأفغانستان والانقطاع الوحيد لهذا الهلال في مصر وليبيا, مضيفا أن النصر الأكبر للأمة تمثل في إذلال حزب الله لإسرائيل في لبنان وتمريغ أنفها في التراب بالنصر الباهر الذي حققه عليها والذي قضى على أسطورة التفوق الصهيوني التي كان البعض من حكامنا يتشدقون بها وشدد على أن إسرائيل هُزمت في البر والبحر والجو وفي الاستخبارات أيضًا.
وأكد حسين أن قيادات حزب الله أكدت أن موقف حزب العمل من الحرب على لبنان كان مشرفًا؛ حيث كانوا يتابعون مؤتمراته بالجامع الأزهر أسبوعيًا لحشد الجماهير وراء المقاومة, وندواته الأسبوعية كل أربعاء للتعريف بقضايا الأمة, وأيضًا الندوة شعرية عن شعر المقاومة التي تعقد الاثنين الأول من كل شهر.
الوضع الداخلي
ثم انتقل حسين إلى الوضع الداخلي مؤكدًا أن هناك مكسبًا تم في موضوع انتقاد الرئيس والذي كان محظورا من قبل, مضيفًا أن حزب العمل هو الذي كان له السبق في إسقاط القداسة عن انتقاد الرئيس في مظاهراته بالقاهرة والأقاليم.
وذكر حسين أن حزب العمل يعمل على دمج كل القوى السياسية في كيان واحد وتنشيط الجبهة الوطنية للتغيير والتي خفضت فجأة من سقف المعارضة للحكومة بشكل غريب!!
وشدد حسين أن الحزب عليه أن يهتم ويتوجه لثلاثة أماكن: الطلبة في الجامعات, والعمال في المصانع, ودور العبادة من مساجد وكنائس لما لهم من دور حيوي في العملية السياسية في مصر, مضيفًا أن الجمهور مع المعارضة وهو الذي سيقوم بالعصيان المدني وليس النخب السياسية.
الأداء التنظيمي للحزب
ثم تحدث الأستاذ محمد السخاوي –أمين التنظيم- حيث شدد على أن حالة التجميد الرسمي التي يعيشها الحزب لم تؤثر في أنشطة الحزب بالرغم من إغلاق المقرات، إلا أن الأعضاء اتخذا من بيتهم مقرات مطالبا كوادر الحزب بأن تزيد هذه الظاهرة وأن يجعلوا بيوتهم بمثابة مقرات للحزب يتم فيها الاجتماعات التنظيمية وذلك لمواجهة مشكلة المقرات. وأوضح السخاوي أن هناك نقطة ضعف موجودة في العمل التنظيمي وهي عدم وجود التخصص, مؤكدًا أنه يجب أن يكون هناك مسئول تنظيم متخصص في كل وحدة حزبية (مسئول دعوة ومسئول تنظيم ومسئول عمل سياسي).
ثم تحدث الأستاذ جمال أسعدعبد الملاك -عضو المكتب السياسي- حيث أكد أنه بالرغم من كل ما حدث لحزب العمل من إجراءات قمعية ومحاصرة أمنية فإنه لا تزال هناك في الحزب كتيبة مجاهدة مرابطة على مواقفها وكل هذا يبشر بخير، وهذا الاستمرار والثبات والتطور في العمل الحزبي يؤكد أن هذه الكتيبة تعمل وفقط لوجه الله وخير الوطن.
وأوضح أسعد أننا الآن نعيش حالة موات سياسي حقيقي, وأن العمل الحزبي الآن لا يستطيع مجابهة الواقع المتردي على المستوى الداخلي والخارجي منفردا, مؤكدًا أنه لا حل إلا بتوافق القوى السياسية واتحادها في كيان واحد قوي ولا يرتبط بسقف معين للمعارضة حتى نستطيع إعادة الروح إلى العمل الجماعي السياسي المصري مرة أخرى.
وشدد أسعد على أن الحزب يجب أن يستفيد من تجارب ونجاحات واخفاقات الجماعات السياسية الأخرى خاصة مجال الالتحام بالجماهير لأنها تعطي الشرعية والقوة لأي كيان سياسي.
انتخابات جديدة وقد قامت اللجنة التنفيذية بانتخاب د. كمال حبيب والمهندس عمر عزام لعضوية المكتب السياسي، كما انتخبت د. محمد زارع، ود. نجلاء القليوبي أمينين مساعدين للأمين العام، والمهندس أحمد صادق مساعد أمين الصندوق، وحسن كريم مساعد أمين التنظيم، كما تم اختيار د. يحي هاشم فرغل لتولي منصب أمين التثقيف والدعوة، ووافق الأعضاء على تكوين لجنة لوضع خطط تطوير العمل الحزبي خلال الفترة القادمة ليستمر الحزب كما -عهدته الجماهير- قاطرة الإصلاح والتغيير في المجتمع، وتكونت اللجنة من مجدي حسين ود. مجدي قرقر، ود. كمال حبيب، خالد يوسف وعمر عزام.
وقد وجهت اللجنة التنفيذية جزيل الشكر للأستاذ عامر عبد المنعم رئيس تحرير موقع الشعب الالكتروني السابق لجهوده الضخمة التي بذلها في الموقع، واحترمت اللجنة التنفيذية رغبته في عدم الاستمرار في موقعه نظرا لظروف خاصة به، كما وجهت اللجنة التنفيذية شكرا خاصا للشيخ عبد الله السماوي لخروجه من المعتقل منذ يومين وإصراره على حضور الاجتماع، كما شكرت اللجنة التنفيذية جمال أسعد وإصراره على الحضور وتهنئة إخوانه في الحزب بشهر رمضان.