أدان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي نموذج الحكم القائم على المحاصة الطائفية في العراق، وأكد أن الاستفتاء الشعبي المنتظر على الاتفاقية الأمنية سيكون وسيلة للتصويب، في الوقت الذي امتدح فيه الرئيس الأميركي جورج بوش هذه الاتفاقية. وقال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إن نموذج الحكم في العراق القائم على المحاصة الطائفية قد ثبت فشله، وإن الوقت قد حان لتغيير ذلك. وأبدى الهاشمي استعداده وأعضاء الحزب الإسلامي وجبهة التوافق للتخلي عن مناصبهم في الحكومة في سبيل تشكيل حكومة وطنية لا تعتمد المحاصة الطائفية. وسيلة للتصويب والإصلاح وقال الهاشمي في مؤتمر صحفي عقده في بغداد إن الاستفتاء الشعبي المقرر إجراؤه نهاية يونيو القادم على الاتفاقية الأمنية التي أبرمها العراق مع الولاياتالمتحدة سيكون وسيلة للتصويب والإصلاح"، ووصف الاتفاقية الأمنية بأنها لم تكن أفضل الحلول المطروحة بل أقلها ضررا. وكان مجلس الرئاسة العراقي قد صادق على تلك الاتفاقية الأمنية التي ستوفر الغطاء القانوني لوجود القوات الأميركية في العراق حتى نهاية العام 2011. وقال الهاشمي إن هذه الاتفاقية بما فيها من مصالح راجحة فيها أيضا مفاسد، مؤكدا أن فيها نصوص مواد يختلف عليها العراقيون لأنها ببساطة جاءت متناقضة مع مشاريع المصالحة الوطنية. وقال الهاشمي إن "فرض شرط الاستفتاء العام وجعله جزءا لا يتجزأ من الاتفاقية ليس فقط للتعرف على تفاصيل الاتفاقية في وقت لاحق بل لتدارك أمر خطير". وأوضح أن الشعب العراقي إذا صوت ضد الاتفاقية فسيتعين على الحكومة العراقية أن "تلتزم بنتائج الاستفتاء، وأن تنقل هذه الرغبة إلى الإدارة الأميركية، وعندها تعتبر الاتفاقية لاغية". بوش مبتهج بالاتفاقية تأتي هذه التطورات في وقت امتدح فيه الرئيس الأميركي المنصرف جورج بوش الاتفاقية الأمنية الموقعة بين واشنطن وبغداد، وقال إنه لم يكن أحد يفكر في إبرام مثل هذه الاتفاقية قبل عدة سنين. وأوضح بوش في مقتطفات من حديث إذاعي أن الفوضى والعنف كانا يجتاحان العراق، وكان من وصفهم بالإرهابيين يسيطرون على المزيد من المناطق ويستخدمون العنف لتقسيم الشعب العراقي على أساس طائفي. وأضاف "أما اليوم فقد انخفض العنف إلى حد كبير بعد أن سددت القوات الأميركية ضربات قوية لتنظيم القاعدة، في وقت تنامت فيه قدرات الجيش العراقي الذي بدأ يأخذ زمام المبادرة في قتال المتطرفين". وأكد أن الحرب في العراق لم تنته بعد، "لكن بفضل الاتفاقيات الموقعة وشجاعة رجال ونساء القوات المسلحة الأمريكية، فإن الأبواب باتت مشرعة لتحقيق النصر فيها".