ألقت أجهزة الأمن القبض علي تنظيم جديد يعتنق أصحابه الفكر الذي يقوم علي أساس «تكفير الحاكم المبدل لشرع الله ووجوب الخروج عليه باستخدام القوة». وكشف مصدر أمني عن أن زعيم التنظيم يدعي محمد عبد الغفار محمد الذي أطلق علي مجموعته اسم «سرية خالد الإسلامبولي قاهر الطواغيت في أرض الكنانة» - ويعيش معظم أفراد التنظيم في دمياط. وأشار المصدر الأمني إلي أن عملية القبض علي الأفراد المنتمين للتنظيم تمت وسط تكتم أمني شديد وتم إحالة كل الذين تم القبض عليهم إلي نيابة أمن الدولة التي بدأت تباشر التحقيقات في سرية وتكتم شديدين حيث يتم عرض المتهمين علي النيابة تباعاً. وأكد المصدر الأمني أن المنهج العلمي والتثقيفي الذي يتم تلقينه لأعضاء التنظيم يتضمن تدريس كتاب «الفريضة الغائبة» الذي كتبه المهندس محمد عبد السلام فرج الذي تم إعدامه في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.. كما يتم تدريس كتاب «الحصاد المر» الذي كتبه الدكتور أيمن الظواهري زعيم تنظيم الجهاد ونائب رئيس تنظيم القاعدة، إلي جانب الكتاب الشهير للدكتور فضل مفتي تنظيم الجهاد «العمدة في إعداد العدة» الذي يعتبره الجهاديون دستوراً لهم قبل أن يعود الدكتور فضل ويكتب مراجعات تنظيم الجهاد تحت عنوان «وثيقة ترشيد الجهاد في مصر والعالم» والذي أكد مفتي الجهاد أنها تعتبر جزءاً لا ينفصل ومكملاً لكتابه السابق «العمدة في أعداد العدة» بالإضافة إلي الكتاب الذي أصدره مؤخراً ويتم نشره حالياً بعنوان «التعرية للرد علي التبرئة» الذي كتبه الدكتور أيمن الظواهري. وللتعليق علي هذه التطورات نفي منتصر الزيات - رئيس جماعة المحامين الإسلاميين - وجود معلومات لديه حول القضية لكنه أشار إلي اعتياد أجهزة الأمن طوال السنوات الأخيرة علي القبض علي مجموعات من الشباب التي تتردد علي مقاهي الإنترنت وتتصفح المواقع الخاصة بالأصوليين وتحرير ما سماه ب «قضايا الدولاب» وهي قضايا غير ذات أهمية. وأرجع الزيات أيضاً ظهور هذه المجموعات المتطرفة إلي عدم وجود حوار حقيقي بين القيادات التي طرحت المراجعات الفقهية بين الأجيال الجديدة الأمر الذي دفع البعض إلي اعتبار المراجعات مجرد اتفاقات أمنية. وضرب الزيات مثالاً بكتاب الدكتور فضل الأخير الذي احتوي علي قدر كبير من الاتهامات التي وجهها إلي صديقه ورفيق دربه القديم الدكتور أيمن الظواهري وهو ما يفقد قضية المراجعات قيمتها الحقيقية ويدفع بالشباب إلي اللجوء لشبكة الإنترنت للبحث عن ضالته فلا يجد غير التراث القديم الذي يزدحم بفقه العنف. ورداً علي سؤال عما إذا كانت الأجواء في مصر تستعد لعودة ظاهرة العنف المسلح من جديد؟.. نفي الزيات إمكانية عودة العنف المنظم بصورة جماعية من جديد علي الأقل خلال عقد آخر من الزمن مبرراً ذلك بأن المراجعات التي تمت في الفترة الماضية نجحت في تفكيك بنية فقه العنف وإمكانية اللجوء للسلاح كخيار لتحقيق الأهداف. وقال إن بناء تنظيمات جديدة تحتاج إلي فترة زمنية معقولة يحاول خلالها الأفراد أو القادة الجدد تجميع الأعضاء علي أسس تخالف ما طرحته المراجعات، وهو خيار ضعيف جداً لأن أجهزة الأمن كما نري تمارس بصورة يومية ما يسمي بتجفيف منابع العنف واجتثاث أي تنظيم وضربه وهو في مرحلة المهد.