قامت قوات الأمن المركزي بالاعتداء على المشاركين في حملة فك حصار غزة ومحاصرتهم وتفريقهم بالقوة ومطارتهم في الشوارع بعيدًا عن مقر مجلس الدولة، واعتدت قوات الأمن على الدكتور حمدي حسن المتحدث الرسمي باسم الحملة، والدكتور عبد الجليل مصطفى منسق حركة كفاية، والدكتور يحيى القزاز عضو حركة 9 مارس، والدكتور نادر الفرجاني. وقامت قوات الأمن بمحاصرة المشاركين على الرصيف المقابل لمجلس الدولة، ثم أصدرت بعدها قيادات الداخلية أوامرها لقوات الأمن بتفريق جموع المشاركين بالقوة وإخلاء الرصيف. وألقت القبض على بعض الصحفيين والمصورين واستولت على كاميراتهم الخاصة، واقتادتهم إلى جهة غير معلومة، وسط معلومات حول القبض على ثلاثة من مراسلي الصحف.
وقفة أمام نقابة الصحفيين
وفي المقابل نظم أعضاء الحملة الشعبية لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني ولفيف من أعضاء البرلمان وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين وسط محاصرة قوات الأمن لمبنى نقابة الصحفيين وإغلاق الشوارع المؤدية للنقابة، ومنع المواطنين من المرور بالشوارع المحيطة أو انضمامهم للمؤتمر الصحفي والوقفة الاحتجاجية. وأدان المشاركون في المؤتمر الصحفي الذي عُقد ظهر اليوم الهمجية التي استخدمها النظام مع قافلة العيد لغزة التي كان من المقرر أن تنطلق من أمام مجلس الدولة إلا أن قوات الأمن استعملت أسلوبا همجيا لمنعها ؛ فقام أعضاء الحملة الشعبية بوقفةٍ احتجاجيةٍ للتنديد بالنظام المصري لتواطؤه مع الكيان الصهيوني في حصار الشعب الفلسطينيبغزة.
وأكدوا أن الحكومة المصرية أصبحت الحلقة الأشد فاعلية في خنق المحاصرين في غزة وتشديد الحصار عليهم، مشددين على أن تجاهل النظام لأحكام القضاء هو قمة البلطجة والانحدار السياسي.
وقال المستشار محمود الخضيري رئيس الحملة الشعبية لفك الحصار عن غزة إن ما يحدث في غزة يتنافى مع كافة المبادئ الإنسانية، ويتحمل النظام المسئولية الجنائية عنه، ومن الممكن أن يقدَّم على أساسه كافة المسئولين إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي كلمته أشار النائب د. محمد البلتاجي عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين إلى أن ما حدث تجسيد للإرادة المصرية على الجانبين الشعبي والرسمي، موضحًا أن كافة القوى الشعبية من اليمين إلى اليسار جاءت لتعلن موقفها المدافع عن الشعب الفلسطيني حتى آخر لحظة، بينما الموقف الرسمي يمارس حملات إعلامية كاذبة ضد غزة، ويحكم الحصار من أجل تجريم المقاومة حتى بات الحلقة الأشد تفعيلاً في الحصار بدرجة أكبر مما يفعله الكيان الصهيوني.
وقال الدكتورعبد الجليل مصطفى رئيس حركة كفاية: من يتخلى عن فلسطين يتخلى عن مصر، والحساب قادم لهذه الأنظمة التي ستدفع الثمن كثيرًا، مؤكدًا أن الشعب المصري لن يتخلى عن الدفاع عن غزة وأهلها.
وأكد المستشار فؤاد راشد رئيس لجنة تقصي الحقائق بنادي قضاة مصر أن ما حدث يحمل العار لكافة أعضاء الحكومة المصرية؛ لأنه عطل أحكام القضاء ويؤكد بوليسية الدولة واعتمادها سياسة القوة والعنف ضد أبناء شعبها.
وأوضح جمال تاج المحامي عضو الحملة أن الحملة ستقوم برفع جنحة مباشرة ضد مدير أمن الجيزة؛ لامتناعه عن تنفيذ الحكم القضائي الصادر لغزة، مشددًا على أن أعضاء الحملة لن ييأسوا من التحرك مجددًا تجاه غزة مهما فعل النظام.
ردد المتظاهرون خلال المؤتمر بعض الهتافات مثل: "إحنا في دولة ولا في غابة، إحنا بقينا في وسط عصابة"، "اللي يحاصر أهله وناسه.. يبقى عميل من ساسه لراسه"، "اللي في غزة دولا مين، دولا عرب ومسلمين"، "المقاومة هي الحل ضد الغاصب والمحتل".
ووصف الدكتور حمدي حسن المتحدث باسم اللجنة الشعبية لكسر حصار غزة ما قامت به الداخلية من اعتداءات واعتقالات لأعضاء الحملة بأنه عدم احترام لأحكام القضاء، مستنكرًا الاعتداء على المسئولين عن القافلة على سلالم مجلس الدولة وتفريقهم بالقوة، وشدد على أن هناك تحركًا برلمانيًّا لمعاقبة مَن أصدروا الأوامر بذلك.
كما منعت الشرطة المصرية قافلة إغاثة إنسانية قادمة من محافظة كفر الشيخ بصحبة النائب محمد شاكر سنار عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بكفر الشيخ على مشارف محافظة القاهرة، ومنعتها من التحرك والانضمام إلى حملة فك الحصار قبل منعها في وقت لاحق ظهر اليوم، واستوقف كمين في منطقة "عبود" 15 متضامنًا بصحبة النائب؛ يحملون مواد إغاثية، وأجبرهم على الرجوع من حيث أتوا.
وقال المهندس محمد شاكر سنار عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بكفر الشيخ وأحد المتضامنين: إن ما حدث اليوم يمثل "بلطجة أمنية" بكل معنى الكلمة، مؤكدًا أن تعامل الأمن بهذه القوة الغاشمة- سواءٌ بمنعهم أو بمنع انطلاق القافلة- نتاج نظام حكم فاشل، في الوقت الذي يحاصر فيه إخواننا فى غزة، ويحاصرهم الجوع والموت من كل جانب حتى من جانب أشقائهم في مصر.
كما احتجزت قوات الأمن صباح اليوم قافلة أطباء القليوبية المشاركة في القافلة الثالثة للجنة الشعبية لفك الحصار عن غزة عند مدخل مدينة شبرا الخيمة، وقامت قوات الأمن بسحب بطاقات المشاركين في القافلة، ومنهم الدكتور مصطفى هيكل أمين صندوق النقابة، والدكتور ماهر عبد الناصر، والدكتور هشام خفاجي. وتحتوي القافلة على مواد غذائية وكميات من العبوات الدوائية اللازمة لمرضى ومصابي مستشفيات قطاع غزة.
يُذكر أن الأجهزة الأمنية كانت قد منعت خلال الفترة الماضية قافلتين إغاثيتين نظَّمتهما اللجنة الشعبية لفك الحصار وصاحب المنع اعتقال العشرات من الأشخاص.