الدولة الإسلامية السعودية 2في مطلع شهر أبريل/ نيسان عام 2013، وُلد التنظيم الأكثر شهرةً في العالم اليوم وهو تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، والذي عُرف بداعش. تنتهج الدولة الإسلامية منهج السلفية الجهادية التي تهدف لإعادة الخلافة الإسلامية، وتطبيق الشريعة فورًا وبصورة حرفية، ومحاربة من تسميهم بالكفار والمرتدين وعملاء الغرب من الصحوات. ووفقًا لتشارلز ليستر من مركز “بروكينغز” للأبحاث، فإن مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا يقدرون بنحو ستة إلى سبعة آلاف مقاتل، وفي العراق بين خمسة وستة آلاف من جنسيات مختلفة. كما ورد في تقرير للاكونوميست أن انتصارات الدولة الإسلامية أمام 200000 جنديّ عراقيّ مدعومين بنحو 500000 عنصر من الشرطة جاءت نتيجة ضعف الجيش العراقي الذي تسبب به المالكي خلال فترة حكمه رغم قوة الجيش سابقًا ووجود دعم مادي ضخم حاليًا آخره دعم من الولاياتالمتحدة بقيمة 1.3 مليار دولار. ونشرَ معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى تقريرًا حول دعم الدولة الإسلامية، ورجح أن يكون الدعم من متعاطفين معها في كافة دول العالم والتي من بينها السعودية. فقد وردَ في التقرير: “لا يزال المواطنون السعوديون –وليس النظام- يشكّلون مصدرَ تمويل ملحوظ للحركات السّنية العاملة في سوريا. وفي الواقع، إن الأطراف المانحة في الخليج العربي ككل -ويُعتقد أن السعوديين أكثرها إحسانًا- أرسلت مئات الملايين من الدولارات إلى سوريا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وجماعات أخرى”. وتحاول الصحف العربية والجماعات المعادية للدولة الإسلامية إشاعة أن النظام السوريّ وحلفاؤه الإيرانيون يقومون بتمويل الدولة الإسلامية بطريقة مزدوجة وتمهيد الطرق أمامها للوصول إلى مناطق الثوار في سوريا، كما روجت لذلك معظم الصحف السعودية. في حين تؤكّد الدولة الإسلامية دائمًا أن هذه الموارد والدعم “هبات ربانية”؛ لأنهم يقيمون الشريعة وينشرون المنهج الإسلامي الصحيح، مستشهدين بقول الله:” ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض”. ويؤمن أنصار الدولة أنّها موجودة بقوة على الأرض، بل وبقدرتها على تغيير موازين القوى. فقد كان أنصار الدولة الإسلامية يضيفون كلمة #باقية مع أسمائهم في شبكات التواصل كدلالة على وجودها وبقائها؛ لكن مع الانتصارات الأخيرة، أضاف أنصارها كلمة #تتمدد كتعبير عن توسعها لتكون دولة الخلافة الإسلامية التي يحلمون بها. وبعد أن سيطرت الدولة الإسلامية على مدينة الرطبة الحدودية مع الأردن والسعودية، في اقتراب يعتبر هو الأكثر تهديدًا على الأرض ضد المملكتين السعودية والأردنية من قبل الدولة الإسلامية، فقد تناقلت مصادر إخبارية عن حالة استنفار أمني في الأردن على الحدود مع العراق كما ترأس الملك عبد الله في يوم الخميس السادس والعشرين من شهر يونيو 2014 مجلس الأمن الوطني وأمر باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية ملكه. ويبدو أن التنسيق الأمني على أشده مع حلفاء كالولاياتالمتحدة وفقًا لتصريحات جون كيري في باريس بعد لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. كما تناقل مغردون أنباء عن رفع جميع القطاعات العسكرية درجة التأهب للثانية، وتداولوا أنباء عن تكثيف القوات على الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية. وبحسب منشورات الدولة الإسلامية على شبكات الإنترنت، فإنّها تسعى إلى تحطيم الحدود بين الدول العربية والتي أسمتها “حدود سايكس وبيكو”، وقد صورت مشاهد لتسوية بعض المناطق الحدودية بين العراق والشام. وقد نشطت حسابات تابعة للدولة الإسلامية على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي تويتر تحديدًا على وسم (#الدولة_الإسلامية_على_حدود_السعودية) كتبت هذه المعرفات وعودًا ل”أهل الجزيرة” في السعودية. وكتب الناشط لحساب الدولة الإسلامية معاوية القحطاني على حسابه في تويتر، والذي يتابعه قرابة 38 ألف معرّف، ممنّيًا السعوديين بالخيرات والأمن قائلًا:” يا أهلنا في بلادالحرمين نقسم لكم بالله اذا دخلت الدولة الاسلامية لتنعمن بالأمن والخيرات التي حرمتم منها #الدولة_الإسلامية_على_حدود_السعودية”. كما قال إن الفقر والجوع والذل سينتهي على يد الدولة الإسلامية:” ياأهلنا في ظل حكم ال سعود قتلكم الفقر والجوع والاذلال والله ليذهبن كل ذلك اذا دخلت الدولة الاسلامية #الدولة_الإسلامية_على_حدود_السعودية”. ووعد معاوية القحطاني بالوصول إلى الرياض قائلًا:” على الحدود هذا خبر عادي ستسمعون تكبيراتهم من فوق قصور الرياض بإذن الله #الدولة_الإسلامية_على_حدود_السعودية”. وقال إن الدولة الإسلامية ستطبق الشريعة على الحقيقة:” كذبوا عليكم ال سعودوقالوانطبق الشريعة الدولةالاسلامية قادمة ان شاء الله ولن تحكمكم الا بشرع الله تعالى الدولة_الإسلامية_على_حدود_السعودية”. أما الناشط أبو سفيان، فقد وعدَ بتحرير السجون قائلًا:”#الدولة_الإسلامية_على_حدود_السعودية نبشر الاخوه في السجون انكم جيش الكرار اكثر من خمسين الف سجين”. هذا، وقد أعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام في مطلع شهر رمضان لهذا العام 1435ه قيام دولة الخلافة الإسلامية وإعلان “عبد الله إبراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي ابن محمد البدري القرشي” خليفةً للمسلمين في كل مكان، وإلغاء مسمى دولة العراق والشام والاكتفاء “بالدولة الإسلامية”. وبعيدًا عن الشأن العسكري، فإن جيش المؤيدين الدولة الإسلامية في الداخل السعودي قد ظهر إعلاميًا وبشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية. فقد أظهر الحراك الأخير قدرًا لا يُستهان به من التعاطف والدعم المعنوي للدولة الإسلامية. فقد أطلق ناشطون مناصرون للدولة الإسلامية وسمًا آخر لمناصرة الدولة عنوانه #حملة_المليار_مسلم_لنصرة_الدولة_الإسلامية أظهر فيه المغردون بالصور والتغريدات تعاطفًا ونصرة غير مسبوقة للدولة. وعمد مغردون من أجزاء متفرقة من العالم عمومًا، والسعودية خصوصًا، لإرسال صور تبيّن تعاطفهم من مدنهم مع الدولة. الجوف الدولة الإسلامية السعودية السعودية ولاية بريدة ولاية حائل ولاية مكة كما تم نشر فيديو تأييد للدولة الإسلامية في مدينة الطائف، حيث كُتبت شعارات داعمة على مباني حيوية. غير أنّ أكثر الصور حساسية هي صور دعم الدولة التي تمّ تصويرها مع أشخاص يرتدون الزيّ العسكريّ الرسميّ للقوات السعودية؛ وهو مؤشر على وجود بعض العاملين فيها الذين يناصرون الدولة الإسلامية. الدولة الإسلامية السعودية 1 الدولة الإسلامية السعودية 2 ورغم وجود سمة معينة لمؤيدي الدولة الإسلامية في المظهر، إلّا أن نوعًا جديدًا من المؤيدين قد ظهر في الفترة الماضية وهم شباب لا تظهر عليهم هذه السمات من صنف “الشباب العادي” الذي تقابله كل يوم في حياتك العادية وليس له لحية ومعظمهم طلبة في الجامعات أو خريجي كليات القمة (الهندسة-الطب). وأظهر استطلاع للرأي في السعودية أجراه موقع سعودي (التقرير)، أن 76% يشعرون بالسعادة لسقوط المحافظاتالعراقية في يد المسلحين، مقابل 18% ممّن يشعرون عكس ذلك. وعبرت صحف سعودية ومراكز أبحاث متخصصة عن قلقها من الحاضنة الشعبية للدولة الإسلامية في السعودية، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الإحباط واليأس من إمكانية الإصلاح والتغيير بالطرق السلمية؛ خصوصًا بعد نكسات الديمقراطية المتتالية في العالم العربي، ما يرجح أن يكون العنف وليد إرهاب الحكومات والعنف نتيجة لعنف آخر يستدعي إعادة النظر في طريقة الحكومات العربية في التعاطي مع الأحداث والمتغيرات، والأهم من ذلك التعاطي مع الإنسان الذي هو المكون الرئيس لفكر وفعل الدولة الإسلامية. وستكشف الأيام القادمة عن مزيد من الأحداث التي قد تقلب المنطقة العربية رأسًا على عقب خصوصًا أن مشروع الدولة الإسلامية ليس مشروعًا قتاليًا لإزالة أنظمة الحكم ولكنه مشروع توسعي يهدف إلى السيطرة على المنطقة بأكملها لإقامة دولة إسلامية لردع الغرب وصد هجماته ضد المسلمين. ومن أعجب الظواهر التي ظهرت في الفترة الماضية بعد سيطرة الدولة على مساحات شاسعة في العراقوسوريا، أن الفرقاء تجمعوا على هدف واحد وهو القضاء على هذا المشروع، فلم يكن أحد يتصور أن تسمح أمريكا للحرس الثوري الإيراني بالتدخل في العراق بل وتتعاون معه لمواجهة المسلحين الإسلاميين. كما توافقت السعودية والإمارات مع موقف إيران من الدولة الإسلامية مع خلافات طفيفة حول تشكيل الحكومة. كما أعلنت إسرائيل وأمريكا ودول الغرب أنها لن تسمح بسقوط أنظمة الحكم في دول الخليج والأردن وهذا يؤكد ما تنشره الدولة الإسلامية دائمًا أن هذه الأنظمة تصب في مصلحة إسرائيل والغرب ولم تكن يومًا ضدهم. المصدر: الصفوة