تشكيل ارسنال المتوقع أمام باريس سان جيرمان في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    قانون الإيجار القديم .. جلسات استماع للملاك والمستأجرين يومي الأحد والاثنين (تفاصيل)    تحذير شديد بشأن حالة الطقس .. استعدوا لموجة ساخنة ذروتها 3 أيام (تفاصيل)    قرار من التعليم بشأن إلغاء الفترة المسائية في المدارس الابتدائية بحلول 2026 (تفاصيل)    بتغريدة وقائمة، كيف احتفى رونالدو باستدعاء نجله لمنتخب البرتغال (صور)    قبل جولته بالشرق الأوسط، ترامب يحسم موقفه من زيارة إسرائيل    استشهاد 25 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 7-5-2025 مع بداية التعاملات    موعد مباراة تونس والمغرب في كأس أمم إفريقيا تحت 20 سنة    مباراة برشلونة وإنتر تدخل التاريخ.. ورافينيا يعادل رونالدو    تصعيد خطير بين الهند وباكستان... خبراء ل "الفجر": تحذيرات من مواجهة نووية ونداءات لتحرك دولي عاجل    ردود الفعل العالمية على اندلاع الحرب بين الهند وباكستان    تحرير 30 محضرًا في حملة تموينية على محطات الوقود ومستودعات الغاز بدمياط    كندة علوش تروي تجربتها مع السرطان وتوجه نصائح مؤثرة للسيدات    فيديو خطف طفل داخل «توك توك» يشعل السوشيال ميديا    إريك جارسيا يلمح لتكرار "الجدل التحكيمي" في مواجهة إنتر: نعرف ما حدث مع هذا الحكم من قبل    مشاهد توثق اللحظات الأولى لقصف الهند منشآت عسكرية باكستانية في كشمير    مسئولون أمنيون باكستانيون: الهند أطلقت صواريخ عبر الحدود في 3 مواقع    متحدث الأوقاف": لا خلاف مع الأزهر بشأن قانون تنظيم الفتوى    عاجل.. الذهب يقفز في مصر 185 جنيهًا بسبب التوترات الجيوسياسية    شريف عامر: الإفراج عن طلاب مصريين محتجزين بقرغيزستان    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الأربعاء 7 مايو 2025    "اصطفاف معدات مياه الفيوم" ضمن التدريب العملي «صقر 149» لمجابهة الأزمات.. صور    «تحديد المصير».. مواجهات نارية للباحثين عن النجاة في دوري المحترفين    موعد مباريات اليوم الأربعاء 7 مايو 2025.. إنفوجراف    سيد عبد الحفيظ يتوقع قرار لجنة التظلمات بشأن مباراة القمة.. ورد مثير من أحمد سليمان    د.حماد عبدالله يكتب: أهمية الطرق الموازية وخطورتها أيضًا!!    الذكرى ال 80 ليوم النصر في ندوة لمركز الحوار.. صور    موعد إجازة مولد النبوي الشريف 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    «كل يوم مادة لمدة أسبوع».. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي 2025 بمحافظة الجيزة    حبس المتهمين بخطف شخص بالزاوية الحمراء    السيطرة على حريق توك توك أعلى محور عمرو بن العاص بالجيزة    قرار هام في واقعة التعدي على نجل حسام عاشور    ضبط المتهمين بالنصب على ذو الهمم منتحلين صفة خدمة العملاء    المؤتمر العاشر ل"المرأة العربية" يختتم أعماله بإعلان رؤية موحدة لحماية النساء من العنف السيبراني    "ماما إزاي".. والدة رنا رئيس تثير الجدل بسبب جمالها    مهرجان المركز الكاثوليكي.. الواقع حاضر وكذلك السينما    مُعلق على مشنقة.. العثور على جثة شاب بمساكن اللاسلكي في بورسعيد    ألم الفك عند الاستيقاظ.. قد يكوت مؤشر على هذه الحالة    استشاري يكشف أفضل نوع أوانٍ للمقبلين على الزواج ويعدد مخاطر الألومنيوم    الجيش الباكستاني: ردّنا على الهند قيد التحضير وسيكون حازمًا وشاملًا    مكسب مالي غير متوقع لكن احترس.. حظ برج الدلو اليوم 7 مايو    3 أبراج «أعصابهم حديد».. هادئون جدًا يتصرفون كالقادة ويتحملون الضغوط كالجبال    بدون مكياج.. هدى المفتي تتألق في أحدث ظهور (صور)    نشرة التوك شو| الرقابة المالية تحذر من "مستريح الذهب".. والحكومة تعد بمراعاة الجميع في قانون الإيجار القديم    كندة علوش: الأمومة جعلتني نسخة جديدة.. وتعلمت الصبر والنظر للحياة بعين مختلفة    الهند: أظهرنا قدرا كبيرا من ضبط النفس في انتقاء الأهداف في باكستان    من هو الدكتور ممدوح الدماطي المشرف على متحف قصر الزعفران؟    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 7 مايو 2025    أطباء مستشفى دسوق العام يجرون جراحة ناجحة لإنقاذ حداد من سيخ حديدي    طريقة عمل الرز بلبن، ألذ وأرخص تحلية    ارمِ.. اذبح.. احلق.. طف.. أفعال لا غنى عنها يوم النحر    أمين الفتوي يحرم الزواج للرجل أو المرأة في بعض الحالات .. تعرف عليها    نائب رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية لم تأتِ لتكليف الناس بما لا يطيقون    وزير الأوقاف: المسلمون والمسيحيون في مصر تجمعهم أواصر قوية على أساس من الوحدة الوطنية    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 في محافظة البحيرة الترم الثاني 2025    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"دولة الخلافة" تشعل فتيل الخلافات بين "داعش".. و"النصرة"
نشر في النهار يوم 01 - 07 - 2014

في خطوة عدها بعض المراقبين أنها محاولة لخلط الأوراق، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في وقت متأخر أول من أمس "عن قيام دولة الخلافة،
ومبايعة أبوبكر البغدادي كخليفة للمسلمين، كما أعلن التنظيم المتطرف إلغاء جملة "في العراق والشام" من اسمه على أن يصبح "تنظيم الدولة الإسلامية".
واشتمل مقطع الفيديو الذي عنونه التنظيم بعنوان "كسر الحدود"، على مشاهد تظهر قيام أفراد تابعين للتنظيم بإزالة الحاجز الترابي بين الحدود السورية العراقية، وظهر فيه لأول مرة المتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني،
ويقف بجانبه القائد الميداني أبو عمر الشيشاني. واستعرض التنظيم الآليات والأسلحة التي غنمها في العراق بعد هروب جيش المالكي خلال مواجهات الطرفين.
وقال الشيشاني إن تنظيم الدولة أزال حدود "سايكس بيكو"، وكسر "صنم عبودية المواطنة"، وفتح الحدود ليتنقل المدنيون بين البلدين بحرية دون جواز سفر".
وفي شأن آخر متعلق ب"داعش" نقلت صفحات محسوبة على التنظيم خبرا يفيد بمقتل "أبو يوسف المصري"، قائد "جبهة النصرة" في البوكمال، وذلك بعد أيام قليلة من انشقاقه عن الجبهة ومبايعته تنظيم الدولة الذي كان قد نشر قبل أيام نشر صورة "المصري" وهو يصافح القائد العسكري للتنظيم "الشيشاني".
وتشهد مدينة البوكمال السورية على حدود العراق منذ أيام اشتباكات بين الفصائل المناوئة لتنظيم الدولة وعلى رأسها مجلس شورى المجاهدين، وبين تنظيم "داعش"، ولم تحسم المعركة حتى الآن لصالح أي طرف منهما.
وكانت "جبهة النصرة" قد رفضت إعلان تنظيم "داعش" قيام دولة الخلافة، حسبما قال القاضي الشرعي العام للجبهة، أبو ماريا القحطاني، من أن إعلان الخلافة الوهمية الآن، سببه السكوت عن الدولة الوهمية، وصمت كثير من طلبة العلم والقادة "مما جعل الدواعش ينتقلون من هوس الدول لهوس الخلافة وتكبر وحينها يترتب عليها الكثير".
ومضى القحطاني قائلا: "بدعة الدواعش كانت بدعة دولة وإمام، ثم صارت اليوم بدعة صلعاء قرعاء فازداد هوسهم فأعلنوا خلافتهم، فأين موقف القادة وطلبة العلم مما يجري؟".
وأضاف "بداية البدعة كبداية الأمراض، إن لم يتم معالجتها بالدواء الشافي فإنها ستنتشر"، مشيرا إلى أن ما يسمى بإخوة المنهج يمنع كثيرا من القادة وطلبة العلم عن قول كلمة الحق بوجه الغلاة، ولكن الأمة لن تسامح من يداهن على حساب الدماء، فمن أحل لهم دماء المسلمين الأبرياء؟.
وكان كثير من الخبراء العسكريين قد حذروا من تنامي قوة التنظيم الجهادي المتطرف، مشيرين إلى أن مقاتليه يحاولون استغلال الظروف التي تشهدها سورية والعراق في الوقت الحالي، للسيطرة على بعض حقول النفط في الدولتين، واستشهدوا بالقسوة المفرطة التي يتبعها التنظيم خلال عملياته العسكرية،
مشيرين إلى أنه يحاول إيصال رسالة من ذلك لخصومه حتى يصيبهم بالرعب والخوف، إذ يتعمد إعدام الأسرى دون أي شفقة، كما كشفت "الوطن" في عددها أمس، أنه يتخذ من أحد الأودية السحيقة بمحافظة الرقة، مكانا يلقي فيه جثث ضحاياه، بطريقة لا تتناسب مع أدنى المعايير الإنسانية.
----------------------------------------------------------------------
انضمام الآلاف ل"ثوار العراق".. ومقاتلات المالكي تواصل استهداف "الأطفال والنساء"
----------------------------------------------------------------------
بغداد: علاء حسن
استجاب آلاف الشباب العراقيين أمس إلى دعوة ثوار العشائر للتطوع دفاعا عن الأمن وإدارة المدن التي أصبحت اليوم خارج سيطرة الحكومة المركزية في بغداد، في وقت واصلت فيه طائرات رئيس الحكومة نوري المالكي، قصفها على بيجي، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم امراتان وطفل، بعد يوم من إعلان "داعش" قيام الخلافة الإسلامية ومبايعة زعيمها أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين".
فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي "هذا الإعلان لا يعني شيئا للناس في العراق وسورية"، مشيرة إلى أن التنظيم يحاول "السيطرة على الناس بالخوف".
وفي حديث خاص ل "الوطن"، أكد القيادي في مجلس ثوار العراق فايز الشاووش، استمرار الثورة لحين تحقيق أهدافها بإقامة دولة مدنية تراعي حقوق جميع المكونات العراقية، وترتبط بعلاقات تخدم تحقيق المصالح المشتركة مع دول الجوار ولاسيما العربية.
وقال "بعد توجيه دعوة مجلس ثوار العشائر إلى الشباب للتطوع استجاب لها من سكنة الأنبار ومحافظات الوسط والجنوب، ووصل العدد إلى أكثر من 10 آلاف ستشرف عليهم المجالس العسكرية، وهم لا يحتاجون إلى التدريب وأساليب حمل السلاح لأن معظمهم من منتسبي الجيش السابق، ولهم خبرة قتالية اكتسبوها من خلال انضمامهم إلى فصائل المقاومة التي تصدت لقوات الاحتلال الأميركي".
وحول موقف مجلس الثوار من إعلان الخلافة الإسلامية، أوضح أن المجلس له مشروعه الخاص "وتبنى الدفاع عن حقوق جميع العراقيين بمعزل عن الانتماءات الطائفية والمذهبية وهدفنا إزالة كل المظاهر التي خلفها الاحتلال الأميركي من عملية سياسية كرست المحاصصة ودستور يحمل في مواده تقسيم البلاد".
يشار إلى أن العديد من المحافظات العراقية شهدت تشكيل فروع لمجلس ثوار العراق، وشاركت بعد قيام حكومة المالكي بإزالة ساحات الاعتصام، وأشار الشاووش إلى أن :"الحكومة الحالية أضاعت فرصة حل المشكلة بالاستجابة إلى مطالب المعتصمين، الأمر الذي أدى إلى تزايد حالة الاستياء لدى أهالي المحافظات المنتفضة ووجدوا في مجلس الثوار خير معبر عن إرادتهم، ومن هنا انطلقت الثورة وحققت انتصارات في محافظات نينوى والأنبار وديالى وصلاح الدين".
وعلى صعيد ما حققه المجلس من إنجازات على المستوى العسكري أوضح الشاووش: "جيش المالكي يحتفظ بثلاثة مواقع بمحافظة الأنبار في الوقت الحاضر، وهي قاعدة الحبانية القريبة من الفلوجة، ومقر قيادة عمليات الأنبار في قاعدة الأسد غربي الرمادي، مقر اللواء الثامن، أما بقية الأراض والمواقع فهي تحت سيطرة الثوار"، لافتا إلى أسر عدد كبير من الجنود العراقيين خلال العمليات، وإطلاق سراحهم، لكن "قوات مكافحة الإرهاب المرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة المعروفة باسم سوات تقوم بإعدام عناصر الجيش والشرطة على أسوار بغداد".
وفي معرض رده على إمكانية المجلس للمشاركة في العملية السياسية مستبعدا اتخاذ مثل هذا الموقف "رفضنا مناشدات رؤساء دول عربية فتح حوار مع حكومة المالكي، وتمسكنا بالثورة لأنها الطريق الأوحد لتحقيق أهدافنا في إقامة دولة مدنية تضمن حقوق جميع العراقيين".
على صعيد آخر، ففي الميدان واصلت الطائرات المروحية قصف المدن الخاصعة لسيطرة المسلحين، وطبقا لشهود عيان فإن 19 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح أمس بقصف لطيران الجيش، وسط قضاء بيجي، شمالي تكريت،
موضحين أن: "طائرات مروحية قصفت، فجر أمس بعدة صواريخ منطقة حي الرسالة، وسط قضاء بيجي، (40 كم شمالي تكريت)، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم امراتان وطفل وإصابة 13 آخرين بينهم ثلاثة أطفال بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بخمسة منازل ومحل تجاري".
وفي جنوب غربي بغداد بمنطقة السويب قتل شخصان وأصيب ستة آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة في مكان مخصص لبيع الأغنام.
-----------------------------------------------------------
سنة العراق بين العقلاء والمتعصبين
-----------------------------------------------------------
عبدالرحمن الراشد
في الساحة العراقية تسمع كل الأصوات، من أقصى التعقل إلى أقصى التطرف، بين دعاة المصالحة وطلاب التقسيم، فالعراق في حالة احتراب وفي بداية حرب أكبر عسى ألا تحدث.
كلنا نخطئ نوري المالكي، رئيس الوزراء، لأنه السبب في الفوضى وإذكاء الفتنة ودفع البلاد إلى منحدر قد لا يخرج منه إلى عشرين عاما مقبلة، ويحيل حكومته إلى حكومة فاشلة مثل سوريا والصومال وأفغانستان. هذا المصير المرعب يدرك خطره عقلاء السياسيين وقيادات البلاد الدينية والاجتماعية، وهناك من لا يتسع عقله لفهم أبعاد المشكلة ومستقبلها، من بينهم بعض السنة العرب العراقيين الذين فجأة ظهروا على التلفزيونات يملون شروطهم،
مهددين ومتوعدين، رافضين مبدئيا للأفكار الأولية للمصالحة. وهم يشبهون غلاة الشيعة، من حيث جهلهم بعمق وخطورة الأزمة عليهم جميعا، والأمر الآخر لا يمثلون الغالبية الكبيرة من العراقيين الذين يريدون دولة تمثلهم جميعا، وتمنحهم ما حرموا منه ثلاثين عاما بسبب الحروب وسوء الحكم. في ظل حكم المالكي لثماني سنوات لم يحصل معظم الشيعة إلا على الفقر والنسيان، والقلة أثرت ثراء فاحشا.
العقلاء من السنة يطرحون مطالب هي لصالح العراقيين جميعا، أساس المصالحة وإقامة دولة عادلة. معظمها إنهاء مرحلة وبدء أخرى، بإطلاق سراح المتهمين، والملاحقين، والمحكومين، وإنهاء قانون الاجتثاث، واحترام حق المشاركة في الحكومة لجميع القوى العراقية التي انخرطت في العملية السياسية. هذه معظم مطالب المعتصمين في الأنبار قبل ستة أشهر الذين طاردهم المالكي وحاول القضاء عليهم بتهمة زائفة هي الإرهاب.
الذين يتحدثون خارج هذا السياق من السنة ويزايدون هم مثل نظرائهم من متطرفي الشيعة، هدفهم تخريب المصالحة وتمكين الفوضى من البلاد. أحدهم اعتبر أن كل السنة العرب الذين انخرطوا في العملية السياسية من وزراء ونواب ومحافظين مرفوضون، وأنهم لا يمثلون ثوار السنة اليوم! ومن الواضح أنه يريد إقصاء ممثلي السنة لغاية شخصية.
فالذين قاطعوا العملية السياسية في السنوات الثماني الماضية هم من يلامون لأنهم أهملوا حقوق أبناء مناطقهم، وغياب مشاركة السنة العرب سبب في ضعف الدولة، وهيمنة المالكي ورفاقه، وليس العكس. وعندما يلوح المتطرفون بالفوضى والخراب فهم يلحقون الأذى أولا بأهاليهم، في المحافظات السنية، التي تعاني أكثر من غيرها.
وعلى المتطرفين السنة، مثل المتطرفين من الشيعة، أن يدركوا حقائق السياسة تلك التي أبعد من أنوفهم، لن يجدوا دولة سنية واحدة، أو غيرها، ستساندهم إن قرروا إفساد المصالحة، أو دفعوا باتجاه إسقاط النظام السياسي بدلا من إصلاحه،
أو قرروا تقسيم البلاد، بل إن معظم دول المنطقة، التي رغم اختلاف رؤيتها حيال ما يحدث، تتفق على رفض تقسيم العراق، ولن تقبل بأن تحكمه جماعات متطرفة أو إرهابية.
والذين يدافعون عن تنظيم «داعش» عليهم أن يعلموا أنهم يواجهون العالم كله، وفي مقدمته السعودية وإيران وتركيا والأردن والولايات المتحدة وأوروبا وروسيا. يستحيل أن يهزم المتطرفون هذا الإجماع الدولي.
ما طالب به معتصمو الأنبار في ديسمبر (كانون الأول) الماضي معظمه عادل، يستحق التأييد، وقد حققت مطالبهم تأييدا واسعا من قبل القيادات العراقية الوطنية، الشيعية والكردية والسنية، وضعت المالكي في الزاوية اليوم.
الأنباريون هم من قادوا الرأي العام العراقي والدولي ضد حكومة المالكي السيئة التي كانت مستعدة لتخريب العراق من أجل بقائها. لهذا على السنة ألا يدعوا المتطرفين يقومون بخطف ثورتهم، ومطالبهم، وعقولهم، وقد أصبحوا قريبين من تحقيق العدالة التي طالما طلبوها.
---------------------------------------------------------
عصر الخليفة الإرهابي!
---------------------------------------------------------
يوسف الكويليت
حكاية عودة الخلافة الإسلامية واختزالها في شخص يقود تنظيماً إرهابياً مثل مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم داعش، والذي سبقه نفس الحدث مع الملا عمر زعيم طالبان، ومع ابن لادن زعيم القاعدة وهم قادمون من نفس الزمان والمكان، وإن اختل ميزان عقدهم وتناثرهم إلى جماعات وقيادات..
من الجانب النفسي ربما يغري المسمى من يعيشون خدعة تلك التنظيمات، ويعطونها قداسة ومعجزات، كما حدث في أكثر من بلد إسلامي، غير أن شروط الخلافة بدأت في ظرف تاريخي حقق الخلفاء دولة وحضارة، وعمقاً تاريخياً حتى إن الخليفة يستطيع محاورة القادة والفقهاء والفلاسفة، وسفراء الدول وزعمائها من مخزون ديني وثقافي عريضين، وكان دور القضاء حاسماً وعظيماً، غير أن مظاهر العصر الحديث لا تخرج عمن ادعوا أنفسهم أنبياء ورسلاً بطريقة الغباء المتوارث، ونسيج الخرافة المتجدد..
قطعاً مسائل كهذه تعاد من التاريخ وتجد من يروّج لها، وبدء نشوء هذه التنظيمات الإرهابية يعيدنا إلى قضية سياسية بدأت بتعاون بريطاني مع جماعات قامت على تأسيسها والتفريق بينها، أو استخدامها وقت الحاجة لعدو مثل الشيوعية، أو القوى الوطنية الساعية للاستقلال، وحالياً تكرر الهدف بالتلاعب بالقوى الإسلامية ونشر الفكر المتطرف بنزعته تفكيك هذا العالم الذي عده أكثر من فيلسوف ومنظّر سياسي أمريكي، وأوروبي أنه النزاع الأزلي مع الحضارة الغربية، ولم يكن غريباً أن ينشأ تنظيما طالبان والقاعدة بإدارة أمريكية، وتأتي الفروع الجديدة، لنشر نفس الفكر ولكن بفتوى الدم لا العلاقة التي رسمها الإسلام السمح، وفكرة الخلافة إطار لهذا الفهم والتفتيت ونزعة الموت المسيّس..
بعد زوال خلفاء بني عثمان، تجددت الدعوات، وقد جاء بعضها من مصلحين صادقين وآخرين بضرب الدولة الحديثة سواء أكانت تطرح مشروعاً قومياً علمانياً أم إسلامياً يريد أن يكون نواة تلك الدولة التي تجمع شتات هذا العالم في كل القارات لكن استحالة تطبيق أسس هذه الدولة والجمع بين هويات وتقاليد ومذاهب وفرق، حصرت الموضوع بالمنطقة العربية، وإلى حد ما جر معه باكستان التي تأثرت قبائلها بما حدث بأفغانستان بحكم الصلات التاريخية والجذور القبلية والعائلية..
الطرح الذي تقدمه قيادات الخلفاء الجدد غارق في التطرف بالدين والملبس، والحلال والحرام بكل مصنفات الحياة القائمة مقدمين مغريات الاستشهاد وملاقاة الحوريات بالجنة وهي الحالة التي أدت إلى استقطاب شباب لا يفرق بين الحديث الصحيح وضعيف المتن والسند، وهي حركات أخذت الإسلام كمحرك روحي مغرٍ ومهم كمعطى سياسي وهدف استراتيجي، لأن رصيد قادتها من العلم الديني والثقافة الإسلامية أقرب إلى الأمية من علم الفقيه المتمكن، وبالتالي فهم استنساخ للخوارج بثوب معاصر وأدوات دعاية وقتل حديثين..
فالذين قادوا هذه المنظمات مغامرون رفعوا شعارات عودة الدين من خلال منظورهم، وحتى يضيفوا هالة أكبر تسمو بالخلافة لإعطاء صفة تميزهم عن حكام الدول الإسلامية الذين يقوّمونهم بأنهم إما على ضلال أو كفار يتبعون الكفر العالمي الذي تسيره القوى العظمى في العالم..
التهوين من مخاطر هذه الطروحات خطأ، والمبالغة في تصور أنها ستلغي الحدود وتحشد القوة الهائلة لخلافة إسلامية عريضة أيضاً غير منطقي أو حقيقي، لكن ما تخفيه الأهداف الصانعة لهذه المنظمات، هي من تدرك أنها تقدم لها المكاسب الكبرى لتتخذ جميع المسميات والأوصاف وتنتج لنا الإرهابيين..
--------------------------------------------------------------------
دولة الخلافة صورة أخرى من دولة المهدي
--------------------------------------------------------------------
محمد آل الشيخ
تقول الأنباء: إن حركة (داعش) أعلنت أخيراً إقامة (دولة الخلافة)، وحوَّلت دولتهم (دولة الشام والعراق الإسلامية) إلى (دولة الخلافة)، وسوف يبايعون (أبا بكر البغدادي) خليفة لهم.
وجاء في الإعلان، أن حيثيات إقامتها هي نصوص في كتب الحديث، رُويَت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، تُبشر بإقامتها.
يبدو أن دولة الخلافة، التي جاءت بعض الآثار تُبشر بها، ستكون مثل قصة (المهدي) الذي لا يخلو قرنٌ من القرون الماضية إلا ويخرج من يعلن أنه المهدي، أو ذلك الرجل الذي بشرّت به الأحاديث، وأنه من سيملأ الأرض عدلاً مثلما ملأت جوراً، ويطلب من الناس التصديق به، وأن يُبايعه المسلمون (قاطبة) في مشارق الأرض ومغاربها، لأن مواصفات المهدي كما وردت في الأحاديث تنطبق عليه.
وقد احتل الحرم المكي تواؤماً مع هذه الفكرة مجموعة مسلحين، أغلبهم سعوديون ومجموعة منهم عرب ومسلمون، في بدايات القرن الخامس عشر الهجري الحالي، أي قبل قرابة خمسٍ وثلاثين سنة،
وقام من بينهم خطيب، وانتزع المايكروفون بعد أن انتهت صلاة فجر ذلك اليوم من إمام الحرم، وأعلن أن من بينهم رجلاً هو (المهدي) الذي جاءت النصوص النبوية الصحيحة تُبشر به، وليس على المصلين ومن بعدهم المسلمون قاطبة إلا بيعته، والاعتراف به، والإذعان له،
ثم أغلقوا أبواب الحرم، وتحصنوا في كل أجزائه، وفي يقينهم أن من تصدى لهم ستُخسف به الأرض، لأن ثمة حديثاً آخر، تنبأ بهذه النهاية (الكارثية) لكل من حارب (دولة) المهدي بعد قيامها، وفي النتيجة قُتل مهديهم المزعوم، ومعه مجموعة من البسطاء والسذج من أنصاره ممن صدقوه،
وانضموا إلى حركته، وفي المقابل قُتل أو جُرح كذلك مجموعة غير قليلة من رجال الأمن ومن الجيش الذين تصدوا لهؤلاء المُدعين البسطاء ومهديهم، ومن نجا من القتل قُبض عليه، وحُوكم وأُعدم بعضٌ ممن ثبت أنه حارب فعلياً منهم، وسجن من أعانهم ومهد لهم في تنفيذ جريمتهم، أو خرافتهم، وبعض هؤلاء ما زال حياً يُرزق حتى اليوم.
فكرة (دولة الخلافة) لا تقتصر على دولة البغدادي فحسب، وإنما تُبشر بها - أيضاً - أغلب الحركات (المتأسلمة) اليوم، وتدّعي أن من ضمن أهدافها البعيدة أن تقيم تلك الدولة على أنقاض الدولة (القطرية) من المحيط الأطلسي غرباً وحتى تخوم ماليزيا شرقاً؛ هذه الدولة المزعومة هي ودولة المهدي، أو كما يسميها الشيعة تماهياً مع تراثهم الفقهي (دولة المهدي المنتظر)، وجهان لعملة واحدة. كما أن (دولة الخلافة)،
أو (دولة المهدي)، الذي سيملاً الأرض عدلاً، هي ذاتها (فكرة المخلص) أو المُنجّي، أو المنقذ، أو المصلح، التي تشيع وتنتشر عندما يبلغ يأس الشعوب أوجَه، فينتظرون المعجزة، يأتي بها شخص وجيشٌ جرار لا يهزم، لينضموا إليه، ويخلصهم، ويعيد لهم مجداً تليداً فقدوه.
ومن المضحك - (حسب جريدة الوفد المصرية) - أن مستشاراً عربياً لدى الرئيس الأمريكي اسمه «محمد الإيباري» نشر تغريدة له على (تويتر) تقول: (إن دولة الخلافة الإسلامية قادمة لا محال)، مطالباً الإدارة الأمريكية: (باحتواء هذه الدولة لجعلها مثل الاتحاد الأوروبي).. تصوروا!
قال صاحبي وكنت أتجاذب وإياه أطراف الحديث بعد أن أعلن البغدادي دولة الخلافة: العرب لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يستوعبون ولا يُحللون ما يقرؤون، وإذا حللوا لم يتعظوا من تاريخهم ، لذلك يُلدغون من الجحر نفسه مرات ومرات، وإلا فما الذي يجعل حركة البغدادي ودولته المزعومة، تختلف عن (مهدينا) ودولته المزعومة، سواء في البواعث أو المبررات. إلى اللقاء.
-----------------------------------------------------------
في مواجهة التيار الداعشي
-----------------------------------------------------------
د. توفيق السيف
إعلان "داعش" دولتها وتنصيب زعيمها خليفة للمسلمين، يمثلان نقطة تحول كبرى تستدعي حسم الخيارات: مع نمط الحياة الذي يمثله التيار الداعشي أو نمط الحياة الذي اختاره المجتمع بإرادته. لقد جربنا العيش كما نريد وعلمنا عن نمط العيش الذي أرادته "داعش" في العراق وسورية وشقيقتها "طالبان" من قبلها.
"داعش" ليست فزاعة صنعتها طهران أو دمشق أو واشنطن كما حاول البعض إيهامنا. حوادث العقدين الماضيين علمتنا أن هذا التيار لا يستطيع العيش إلا منفردا متحكما في محيطه. لا يتعلق الأمر بهزيمة الشيعة كما يود البعض، ولا بالمشاركة في السلطة كما يتمنى آخرون.
اجتهد الجزائريون عقدا كاملا لإقناع زعماء هذا التيار بترك العنف والمشاركة في الحياة السياسية. كذلك حاولت الحكومة الأفغانية لما يزيد على ثماني سنوات. وتكرر الأمر في الصومال.
لكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل التام. هذه تجارب تكفي لاستنتاج أن التيار الذي تمثله "داعش" لا يرى نفسه مدينا لأحد ولا شريكا لأحد ولا جزءا من أي عملية سياسية طبيعية.
هذا تيار يتمثل مقولة أسامة بن لادن المشهورة في 2001 "هذه الأحداث قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه". والرسالة التي ينطوي عليها هذا القول هي ببساطة: إما أن تكون جنديا في صفوفنا وإلا فأنت في فسطاط الكافرين.
قبل بضعة أيام نشرت على الإنترنت خريطة للتشكيك في شرعية الأنظمة الاجتماعية القائمة. لكن على أي حال فإنه لا ينبغي التهوين من خطر "داعش" أو أخواتها على السلم الأهلي والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وعلى حكومات المنطقة أن تأخذ الموضوع بمنتهى الجدية.
وفي ظني أن الخطوة الحاسمة لمواجهة خطر التيار الداعشي هو حسم الخيارات باتجاه الحداثة الصريحة واستيعاب المتغيرات الثقافية والاجتماعية الناتجة عن تحولات الاقتصاد وانضمام الأجيال الجديدة إلى ساحة الفعل الاجتماعي.
لن نستطيع مقاومة المد الداعشي بالاعتماد على سياسات الاحتواء والاستيعاب القديمة، ولن نستطيع صيانة السلم الاجتماعي والتطور المنتظم من دون تحولات كبيرة في اتجاه المشاركة الشعبية في صناعة القرار وتحقيق أكبر قدر من الرضا العام عن سياسات الدولة.
لن تصل "داعش" إلى مبتغاها اليوم ولا بعد سنين. ولا ينبغي أن نخدع أنفسنا بهذا الخطر المتوهم. الخطر الواقعي يكمن في إمكانية احتلال "داعش" قلوب الناس من خلال التشكيك في شرعية النظام الاجتماعي ونمط الحياة القائم. ولهذا نحتاج إلى حسم خياراتنا، اليوم وليس غدا، وأظن أن المشاركة الشعبية في صناعة القرار هي أول الطريق.
------------------------------------------------
سعوديون بين "داعش" وسجن الناصرية
------------------------------------------------
حسن الحارثي
إذا كانت الحياة دروسا والسعيد من اتعظ بغيره، فلمَ لا ينظر المقاتلون السعوديون ومن يحرضهم على القتال - وهو قاعد في بيته - إلى أوضاع من سبقهم إلى ساحات القتال من أبناء عمومتهم الذين يقضون أيامهم حاليا في سجون العراق "يسومونهم سوء العذاب" من كانوا يقاتلون معهم صفا واحدا ضد الاحتلال؟!.
لم يتغير شيء، ولن يتغير، ومصير هؤلاء المقاتلين إلى السجون متى ما وضعت الحرب أوزارها وسوف يتصدى لتعذيبهم هؤلاء الذين كانوا يقاتلون معهم؛ لأنهم حينها سيعودون إلى الانتماء للوطن والأرض بعد أن يكون الانتماء للطائفة قد انتهى، ولم يعد خيارا، سواء في العراق أم في سورية.
واهم من يعتقد أن "داعش" المكونة من مجموعة مقاتلين أفراد، وقطاع طرق، ستتحول بقدرة قادر إلى دولة، وستفرض سيطرتها على جزء من المنطقة، فطالبان قبلها وهي التي سادت في مناطق لا تتنازعها الطائفية وآمنت بها القبائل، وما زالت تؤمن بها، لم تتحول إلى دولة وفقدت بريقها مع الزمن.
اليوم تيقن الجميع أن بعض السعوديين هم حطب الحروب التي تأتي على شاكلة جهاد، وفي سجني الناصرية والرصافة في العراق يقبع اليوم نحو 100 سجين سعودي يزيدون أو ينقصون، ومعظمهم ضحية نداءات الجهاد ضد المحتل إبان دخول القوات الأميركية إلى العراق.
وفي داعش التي أعلنت أمس أنها خلافة إسلامية وبايعت خليفتها المزعوم، بالتأكيد هناك عدد لا بأس به من المقاتلين السعوديين وسيلحق بهم المزيد طالما هناك شيخ محرض قاعد في بيته يرعى أبناءه ويعلمهم اللغات الأجنبية، وسيكون مصيرهم جميعا مصير من سبقهم، مع اختلاف التاريخ ووسائل التعذيب فقط.
---------------------------------------------------------------
السعودية والأمن الوطني.. المسألة أكبر من خطر داعش!
---------------------------------------------------------------
د.زهير الحارثي
ما يجري من أحداث في المنطقة يثير القلق والدهشة في آن واحد، ولذلك الخشية من تداعياتها أمر طبيعي والتهيؤ لها ضرورة. ولذا كان من الحكمة أن ترفع السعودية درجة التأهب وجاهزية أجهزتها الأمنية والعسكرية، كونها تقود حرباً شرسة على الإرهاب، وتواجه قلاقل إقليمية، وتعيش تحولات ومتغيرات داخلية.
ولذا وبفعل هذه التحولات فإن الحاجة فرضت نفسها بالبحث عن أساليب تفكير عصرية تحقق أمن البلد واستمرار مصالحه وسلامة شعبه، فكانت قد أنشأت مجلس الأمن الوطني الذي يعد المرجعية وبمثابة مرفأ الأمان الذي تستند إليه الدولة والمجتمع معاً.
وفي خضم هذه المخاطر والتداعيات، كان من الطبيعي أن تُعيد النظر في تفعيل مجلس الأمن الوطني؛ حيث إن ملامح المنطقة من الناحية الجيوسياسية تتعرض اليوم لموجة من الطموحات الإقليمية، ناهيك عن حالة الارتباك في ترتيبات الأمن الإقليمي.
السعودية تواجه تحديات ومخاطر منها الفكر المتطرف وجماعاته التي لها أجندة معروفة ومطامح لقوى إقليمية تتقاطع مع أهداف تلك الجماعات وبالتالي وحدتنا الوطنية هي الأداة القادرة على هدم تلك المشاريع قبل اختراقها لمجتمعنا بدعوى المحافظة على الدين أو الطائفة
وقبل أيام اجتمع المجلس برئاسة الملك الذي وجه باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه. لقد تزامن التوقيت مع الرسالة ليؤكدا أن المملكة معنية بتعزيز الأمن والاستقرار في الإقليم، ولذلك لن تسمح بالفوضى والتدخل في شؤونها الداخلية. كان الاجتماع في تقديري، رسالة لكافة الأطراف المعنية، بأن السعودية على أهبة الاستعداد، وتتابع بحذر كل ما يحدث حولها، وهي تضع كل الاحتمالات والسيناريوهات وسوف تتعامل معها بحزم وصرامة أياً كانت درجة خطورتها.
ويبدو أن السعوديين أيضاً أرادوا القول، بأن سياسة الهدوء والحكمة والحلم لا تعني بأي حال من الأحوال ضعفاً، أو خشية من المواجهة، أو تفريطاً في السيادة، وكأنها تقول إن لديها أنياب تُكشّرها وقت الحاجة. ومع ذلك فإن تداعيات الأحداث الجارية في العراق على سبيل المثال،
.
من الأمور التي يتوجب التعاطي معها بحذر لاسيما ان هناك مؤشرات واضحة حول مخاطر وتحديات قد تواجه المملكة، خاصة إذا ما علمنا أن حدود السعودية مع العراق تربو على 800 كم وهي مسافة طويلة وشاسعة وبالتالي يتوجب أخذ الحيطة، ولعل البيان أشار إلى ذلك بلغة اعتمدت الشفافية والتي يكرسها دائماً صانع القرار.
لذلك فإن الاستعدادات السعودية على الحدود مع العراق كما تقول صحيفة العرب "تأتي تحسباً لأي تحركات غير مدروسة تقوم بها مجموعات متشددة مثل داعش من ناحية، ومن ناحية أخرى خوفاً من تدفق أعداد من اللاجئين، لاسيما وأن داعش فرضت سيطرتها على بلدة الرطبة، التي تبعد نحو 112 كيلومتراً عن الحدود السعودية والأردنية. ناهيك عن ملف الحوثيين في اليمن وتحركاتهم والتطورات الأخيرة التي تهدد بقاء الدولة هناك.
وبالرغم من أن المملكة لا ترغب بالتصعيد وتتجه إلى تخفيض مستوى التوتر والتأزيم في منطقة هي متوترة بالفعل، إلا أن لديها من الإمكانات والقدرات ما يمكنها من إخماد أي عاصفة تهب ناحيتها، وبالتالي فهي لن تتساهل أو تصمت حيال ما يمس أمنها أو أمن دول الخليج.
ولعل المحطات التاريخية والأحداث التي عاشتها السعودية من حين لآخر، وبالرغم من حجم التحديات والمخاطر ومخاض المتغيرات وتسارعها، برهنت على الترابط واستباق الأحداث ووضع السيناريوهات للقادم من الأيام، ما جعل الأمور تأتي مخالفة لكل التكهنات. غير ان المسألة هنا لا تتعلق بالمخاطر الراهنة القادمة من الحدود وممارسات داعش فحسب بل هي أكبر من ذلك بكثير لأنها مرتبطة بمنظومة مخططات ممنهجة.
ولعل الأحداث الأخيرة التي تابعناها من كشف لخلايا تجسسية والتصريحات المستغربة من أفراد محسوبين على التيار الإخواني فضلاً عما سبقها من مواقف متشددة لآخرين، جاءت لتعلق الجرس وتكشف حجم المخاطر التي تواجهها السعودية دولة وشعباً.
-------------------------------------------------------
إيران تسعى لحرق العراق كما حرقت سوريا
-------------------------------------------------------
جاسر عبد العزيز الجاسر
كشف مساعد رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الايرانية استعداد إيران لمساعدة حكومة نوري المالكي في مواجهة ثورة العشائر، والتي تصر إيران والمالكي على حصرها على داعش،
والمساعدة الإيرانية -كما أوضح مساعد رئيس هيئة الأركان- تتضمن استخدام الأساليب نفسها التي تستخدمها ضد الثوار السوريين. والآن ما هي الأساليب التي استعملها الإيرانيون في سوريا لمواجهة ثورة الشعب السوري ضد بشار الأسد؟. بإيجاز بسيط، وبكلمة واحدة، استباحة العراق، فمثلما استباح الإيرانيون وعملاؤهم من المليشيات الطائفية سوريا،
يخططون لاجتياح العراق من قبل عناصرهم القتالية الممثلة بالحرس الثوري والمليشيات الطائفية من المرتزقة والعملاء في لبنان والهند وباكستان واليمن، وغيرها من ولايات الامبراطورية الطائفية التي تشكل لتكوين امبراطورية ولاية الفقيه.
في سوريا استباحت المليشيات الطائفية الوطن السوري، فبالاضافة إلى ارسال كتائب الحرس الثوري وضباط الباسيج لقتال الشعب السوري، حيث انخرط ضباط الباسيج كمستشارين لقوات ما يسمى ب(الدفاع الوطني) وهو مسمى تجمع الشبيحة، فيما تكفلت كتائب الحرس الثوري بالقتال في مناطق وجهات خاصة بها، كما استعين بمليشيات حزب حسن نصر الله،
التي وجودها في سوريا يوازي جيش بشار الأسد، كما استقدمت مليشيات أبي الفضل العباس، ومليشيات بدر وعصائب الحق، وجميعها تنظيمات طائفية عراقية، وقد صاغ الايرانيون من هذه المليشيات منظومة قتالية تخصصت في حرب المدن،
وأكثرها تدرب على ذلك من خلال قمع الايرانيين والعراقيين، حيث عرف عن مليشيات عصائب الحق، ومنظمة بدر بارتكابها جرائم القتل والابادة في العراق،
وبعد أن أنجزت أفعالها المشينة استقدمت إلى سوريا، حيث نفذت أكثر الأعمال اجراماً خاصة في محيط السيدة زينب والأحياء الدمشقية الأخرى. أما مليشيات حسن نصر الله التي تطلق على نفسها حزب الله زوراً وبهتاناً، فإنها ارتكبت أفظع الجرائم في جبال القلمون وبالذات في مدينة القصير وريف دمشق وخاصة في الغوطتين.
هذه الخبرات الاجرامية هي ما وعدت ايران بارسالها إلى العراق، وفعلاً وصلت طلائعها للمساعدة في دعم حكومة نوري المالكي التي وان اقتصر حتى الآن الثورة عليها من عشائر المحافظات السنية،
إلا أن الاصرار على بقاء حكومته والتعنت في مواجهة الطلبات المشروعة للعراقيين من قبل المالكي ومن يدعمونه سيوسع دائرة الثورة العراقية لتمتد من الغرب والشمال لى وسط وجنوب العراق.
وقد بدأت بوادر ذلك في انتشار الثورة بمحيط بغداد وفي مدن وقرى محافظة بابل، والأيام القادمة تنبىء باتساع الثورة ان لم يفلح العراقيون في ازاحة نوري المالكي وعملاء ايران الذين يريدون حرق العراق مثلما حرقوا سوريا.
---------------------------------------------
نوري المالكي .. عميل إيران
---------------------------------------------
سليم صالح الحريّص
** منذ أن أطل فجر التحرر العربي والاستقلال عن المستعمر وإن تنوع المستعمر واسمه وصفاته.. إلا أن سمومه واحدة وإن تفاوتت سميته... فقد ترك في جسد الأمة مديته وغرس في خاصرتها ما جعلها لا تبرأ من ألمها أبدا.. ** كنا نردد بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد....... إلخ **
أيقظت فينا كل حماس.... وأشعلت في أرواحنا الانتماء العربي ودفقت في عروقنا الدم العربي... * من المصائب التي زرعها المستعمر في الوطن العربي انتزاع الثقة وبذر مكانها نبتة سرطانية تنهش في كل جزء منه.. **
مصائب الأمة العربية ليست وليدة اليوم فمنذ إشراقة فجر الاستقلال على البلاد العربية كان (سايكس بيكو) يترصدها بتقسيم وتقزيم وزرع بثور الفتن و(دمّل) ما أن يموت هنا يستنبت هناك. **
كانت آمالنا أن الأيام ستحل معضلة الأمة وستشرق شمس الثقة وبشائر الغد الذي يحمل رغد العيش على مساحة الوطن العربي من تطوان غربا وحتى المنامة شرقا... لكن ما أن تقال عثرة حتى نقع في حفرة... وما أن تردم الحفرة حتى يشاد سد وردم وكأن قدر الأمة أن تبقى رهينة الاختلاف والخلاف وخوف من مدية الأخ وسكين الجار... **
قد كانت أحلامنا أن نتجاوز كل العثرات والعقبات وأن يعاد للأمة قيمتها وحضورها وهيبتها... نبني على قادم الأيام الكثير من الآمال فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا... لكن الأيام كانت حبلى بالمصائب الموقوتة... الغرب يخشى من توحدنا ووحدتنا.... فلم يغفل عن أي أمر قد يشكل عاملا مساعدا على تفرقنا وتمزقنا.. وشتاتنا الذي أضعفنا وأوصل الأمة إلى ما وصلت إليه من ضعف وهوان وتشرذم. **
الغرب ما يفرقه كان أكثر مما يجمعهم فلا لغة ولا دين ولا عرق لكن الأهداف جمعتهم والفت فيما بينهم وشيدوا جسور الثقة فكان الاتحاد الأوروبي الذي هو أقوى من جامعتنا العربية التي هي صورة لهزال البلدان العربية وضعفها.. فهي لا تملك إلا عبارات التنديد والشجب والاستنكار. **
لتأتي طامة من نوع سرطاني أشد وهي تسليم قياداتها بقضها وقضيضها للآخر بدءا من بشار الأسد وليس انتهاء ب(نوري المالكي) عميل إيران ليحول العراق الأشم إلى ساحة لإيران الصفوية تمهيدا للتصفية الطائفية والانقضاض على أهل السنة من إخوتنا في العراق...
ليسهل على إيران تحقيق الهلال الشيعي بدءا من قم مرورا ببغداد ودمشق وصولا إلى بيروت... هكذا تخطط الصفوية وسدنة قم ومشرعيها ومراجعها... ولنا في فتوى السيستاني ما يقطع كل الشكوك ويزيل ما التبس علينا.... ونحن نتفرج...
ليمضي عميل إيران في قذف الآخرين بتهمه وعفانته.. فما صنعته وحاكته يده يتهم به المملكة ويجعل منها داعم وممول للإرهاب... هزيل أيها (العميل)... فأنت لم تكن يوما عراقيا وعربيا وإن حملت أجنتها ولم تكن وطنيا ولا قوميا عربيا وإن تشربت من شرابها... فأنت صفوي الدم والعرق والهوى والهدف...
فكيف تتقول وتقول وأنت من دفق سمه وكشر بأنياب الطائفية ويصف من تعول عليها الأمة قاطبة الخير في لمّ الشتات وجمع الشمل.... لتأتي أنت وتنعتها بصفتك وفعلك. ** المملكة أكبر من أن تلصق بها ما تدعيه وما يملى عليك من أسيادك سدنة قم والنجف....
عطاءها وصدقها ونبضها وإخلاصها للأمة قاطبة سطره التاريخ لها والحقائق لا تطمسها أنت بلوكك الكلام وعجن الجمل... فأنت أجبن من أن تواجه.. أن تحتمي بصفويتك وتستقوي بها على أمتك إن كنت عربيا في الأصل وإن كنت أشك في ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.