تنتشر قمامات فكرية بمواقع التواصل الاجتماعي وتصدح من ميكروفونات بعض المساجد للأسف! وتزكم رائحة هذه القمامات أنوف القلوب وتلوثها بفكرة أن المغتصبات من العفيفات الفاضلات المأسورات من المسيرات ومن بيوتهن ومن المدن الجامعية ومن لجان التفتيش إنما تكون مسؤولية اغتصابهن الأولى على قادة التظاهرات والقائمين على الحراك السلمي من الإخوان وسائر مناهضي الانقلاب! لقد ظل عبيد الطواغيت هؤلاء يكذِّبون وقوع حالات الاغتصاب حتى كسرت الضحايا العفيفات حاجز الصمت وبدأ الصراخ وصدحت الكسيرات مطالبات بالقصاص من ذئاب الحراسة التي تحرس الطاغوت بدلا من كلاب الحراسة! وإن الكلاب أكثر شرفا من الذئاب بلاشك! لأن الكلاب المدربة لا تعقر الإنسان بينما الذئاب تنهشه وتمزقه تمزيقا! و في الحقيقة رغم اعتراضي ابتداء على نزول الأخوات إلى التظاهرات في هذه الظروف! إلا أنني أرى هذا الكائن المبرراتي الدجال شبيه البشر بقلب خنزير الذي يحمل الضحية إثم الجزار لا يخرج عن وصفين اثنين: الأول.. أن يكون صنيعة المغتصب! وقد اغتصبه المغتصب فكريا قبل أن يغتصب النساء العفيفات جسديا.. فهو منهزم لا يقوى على إدانة المغتصب لكن يتشفى دوما في الضحايا كنوع من الإسقاط النفسي الناشيء عن العجز العميق.. الثاني.. أن يكون طفيليا يعيش خلسة في جسد الأمة المسلمة بينما هو لا يستشعر انتماءً حقيقيا لها ولا ولاء لأفرادها وجماعتها مهما أخطؤوا.. و إنني أرجو له أن يُخطيء فينسى جواز سفره مرة.. ثم يغامر رغم ذلك بركوب الطائرة إلى دولة آسيوية.. فيحسبه البوذيون المتطرفون مسلما من أهلها.. فيغتصبوه! فيموت بقهره حينها!! لا من الاغتصاب! ولكن من تحميله لنفسه خطأ هذا الاغتصاب! لأنه نزل هذه الدولة من دون جواز سفر وهو يعلم! لم تتوقف هذا التبريرات الفويسقية الدياثية على منسوبي «الدعوة السلفية» الذين سبقوا كل الخنازير بإطلاقهم عبارة «إيه اللي وداها هناك» أول مرة على فتاة التحرير التي سحلها الجيش وعرّاها إبان حكم «طنطاوي» ثم هم يكملون دياثتهم وخيانتهم بإطلاق تبريرات الاغتصاب الآن! بل لقد انضاف إليهم مجموعة كبيرة ممن يُطلق عليهم في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي وصف «الأوصياء الجدد» أي الذين يريدون وراثة الوصاية الكهنوتية على المسلمين بادعائهم العلم والفقه والتنظير! وتجد أحدهم منجعصا في التكييف بدولة خليجية أو آسيوية؛ حريمه في حرزه وأولاده في حجره! ثم يحمل قادة المظاهرات والمغتصبات أنفسهن المسؤولية عن حدوث الاغتصاب دون انتفاضة غضب واحدة تذكرنا أنه رجل وليس مجرد ذكر!.. ينتفضها في وجه المغتصبين! بل يستكملون تنظيرهم اعتمادا على عسف الطاغوت فيطالبون المسلمين جميعا بتفكيك تنظيماتهم والعودة إلى المساجد يتعبدون ويدعون الله ويترهبنون تاركين الدولة ودلالاتها للظالمين يطؤون على رؤوس أهل الإسلام ويلغون في أعراضهم! و لا يفوتني أن أذكِّر بأمر هام لابد أن نقف أمامه لنفهمه جيدا! ففي مرحلة ما من الصراع.. منذ أربعة أشهر تقريبا كنا جميعا نكذب بحدوث حالات الاغتصاب! ربما خوفا من الاعتراف بها وتبعات ذلك من وجوب الانتقام للأعراض مع استضعافنا لأنفسنا وهلعنا غير الطبيعي من مقابلة القوة بالقوة! وربما لأن الحالات التي جرى الحديث عنها آنذاك كانت لم تثبت بشكل رسمي بعد ولم تتحدث عنها مؤسسات حقوق الإنسان! لكن حينها خرجت فتاوى «برهامي» و«الأوصياء الجدد» لتفسح المجال أمام المغتصب لإتمام جريمته بشل ولي المغتصبة عن الدفاع عن عرضه بدعوى «عدم القدرة على دفع الصائل»! كنا جميعا ننكر حدوث الاغتصاب! بينما هم يمهدون الرأي العام لقبوله! بل يمهدون المعتدى على أعراضهم من الرجال لمنح تلك الأعراض لقمة سائغة للمغتصبين! فهل كان هذا أحد أدوار الدجالين المرسومة لهم من قبل «جهاز الشؤون المعنوية للقوات المسلحة» الذي يتبعونه جميعا ويعملون تحت يده لإضلال الناس باسم الدين؟! نعم.. أنا أقول بذلك! إن هؤلاء الدجالين هم الذين يتحملون مسؤولية جرائم الاغتصاب سواء بسواء مع من مارسوها بأجسادهم ومن أمروا بها جنودهم وضباطهم وأمناء شرطتهم بألسنتهم! أقول أن هؤلاء الدجالين هم أبواق للمخابرات تعمل على تخدير الضحايا حتى يتم اغتصابهم.. ومن ثم اغتصاب الوطن.. واغتصاب الأمة بأسرها!.. فاشنقوا آخر لحية مستعارة برباط آخر بيادة.