أبدت "الجماعة الإسلامية" في مصر، ترحيبها الشديد لانتخاب السناتور الديمقراطي باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، معتبرة وصول أول رجل أسود للبيت الأبيض، إعلانا للقيم الإسلامية التي ترفض التفرقة بين البشر على أساس العرق أو اللون، آملة أن يساهم ذلك في إرساء قيم العدالة والسلام بالعالم، وإنهاء سياسة "الانحياز الأعمى" ضد المسلمين. ويعكس موقف الجماعة، التي أطلقت مبادرة لوقف العنف قبل أكثر من 10 سنوات، نبرة تفاؤلية، حيال انتخاب أوباما، إذ يمثل بيانها الترحيبي، سابقة أولى من نوع في تاريخ الجماعات "الراديكالية"، حمل في الوقت ذاته الدعوة لإطلاق مرشدها الروحي الشيخ الدكتور عمر عبد الرحمن، المسجون بالولايات المتحدة منذ نحو 15 عاما. واعتبرت الجماعة، إن اختياره أوباما- ذي الجذور المسلمة- على رأس الإدارة الأمريكية يمثل نهاية لما وصفتها ب "الفترة الكئيبة" لسلفه جورج بوش، والتي قالت إنها أججت الصراع بين الحضارات، وانتهت بأزمة مالية طاحنة تهدد الإمبراطورية الأمريكية، بعد أن ادخل بلاده في حروب جعلت تفردها بقيادة العالم محل شك. وأضافت، إن اختيار أوباما أسود اللون، فيه إعلان لقيم إسلامية مستقرة منذ أكثر من 1400 عاما، حينما قرر الرسول صلى الله عليه وسلم "أنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى"، وهذا يعنى أن شعبا من شعوب العالم قد تحرر بدرجة أو بأخرى من العنصرية البغيضة، على حد قولها. وفي الوقت الذي أشفقت فيه على أوباما من "التركة الثقيلة والمهمة الصعبة للغاية" التي ورثها عن بوش، إلا أنها قالت إن المسلمين والعالم كله ينتظر من أوباما إجابات عملية، وليس كلاما انتخابيا على قضايا مهمة. فقد دعت الجماعة، أوباما إلى التسليم بحق الشعوب الإسلامية في أن تعيش وفقا لما قررته شريعتها الإسلامية، وانطلاقا من دينها ومعتقداتها، ووقف ما يسمى ب "الحرب على الإرهاب"، و"الاعتراف بحق الشعوب الإسلامية في الاحتكام إلى هويتها ودينها وعدم الانحياز إلى إسرائيل والتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين". كما حثته على القيام بمبادرات تصالحية تجاه العالم الإسلامي، وإنهاء الغزو الأمريكي لكل من العراق وأفغانستان، والتوقف عن سياسة الانحياز الأعمى ضد كل ما هو الإسلامي، وأن يقف بصلابة في وجه التمييز العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وناشدت الجماعة في نهاية بيانها، الرئيس الأمريكي المنتخب على أن تقوم إدارته بإعادة النظر في قضية إطلاق يراح مرشدها الروحي الدكتور عمر عبد الرحمن المسجون منذ 15 عام بالولايات المتحدة، بتهم "باطلة ملفقة"، عبر الادعاء بتورطه في تفجيرات أوكلاهوما عام 1994. ووصفت الجماعة، الشيخ الذي أيد مبادرتها لوقف العنف، بأنه كان سندا ودعما ومؤيدا للتوجه السلمي والوسطي للحركات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وختمت، قائلة: نحن في انتظار إجابات واضحة ومحددة من الرئيس أوباما بعد تسلمه مفاتيح البيت الأبيض في 20 يناير القادم.