لقي ما لا يقل عن 14 شخصا مصرعهم اليوم الجمعة في غارة نفذتها طائرة بدون طيار يعتقد أنها أمريكية، على قرية بشمال غرب باكستان قرب الحدود الأفغانية، بحسب مصادر باكستانية. وقال مسئول باكستاني في تصريحات صحفية: إن "الغارة الأمريكية استهدفت معسكرا لمسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في قرية جنوبي كومشام بمقاطعة ميرانشاه شمال إقليم وزيرستان"، مشيرا إلى أن أغلب القتلى من "الأجانب"، وهو التعبير المستخدم للدلالة على مقاتلي القاعدة. وتابع: إن "المعسكر الذي أقامه المسلحون في القرية التي يهيمن عليها القبائل، وتعتبر أحد معاقل طالبان والقاعدة دمر تماما، لكن لم يتضح ما إذا كانت هناك أهداف ذات قيمة عالية من بين القتلى"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. ووقعت نحو 20 غارة يعتقد أنها أمريكية على شمالي غرب باكستان منذ أول سبتمبر، لكن هجوم اليوم هو الأول منذ انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت الثلاثاء الماضي وفاز فيها المرشح الديمقراطي باراك أوباما، كما تعد الغارة تصعيدا غير مسبوق أثار معارضة شعبية واسعة في باكستان، وتوترا حادا في العلاقات بين البلدين. ونادرا ما تؤكد الولاياتالمتحدة أو تنفي شنها الهجمات الصاروخية التي تنفذ عادة بواسطة طائرات من دون طيار، كما أن هويات القتلى نادرا ما يتم التثبت منها، إلا أن شهود عيان وسكانا محليين يؤكدون أن الضحايا في الغالب هم المدنيون. تحذير باكستاني وردا على هذه الغارات، حذر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الجنرال ديفيد باتريوس، الذي تولى مؤخرا قيادة المنطقة الوسطى للقوات الأمريكية خلال زيارته لإسلام آباد الأسبوع الماضي من أن هذه الغارات ستؤدي إلى خسارة واشنطن جهودها لكسب "قلوب وعقول" الباكستانيين. كما طالب رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني باتريوس باحترام سيادة باكستان على أراضيها. ومن جانبه، وعد باتريوس بالأخذ في الاعتبار ما قاله القادة الباكستانيون، إلا أنه لم يعد بوقف الهجمات، وسبق أن استدعت السلطات الباكستانية السفير الأمريكي في إسلام آباد احتجاجا على هذه الهجمات. وتقول الولاياتالمتحدة إنها تشن الغارات للقضاء على مقاتلي القاعدة وطالبان الذين يتخذون من منطقة القبائل ملاذا لهم ونقطة انطلاق لشن هجمات على القوات الأجنبية في أفغانستان. سلسلة غارات والغارة الأخيرة هي الأولى منذ أن تولى باتريوس منصبه في 31 أكتوبر الماضي، والحلقة الأحدث في سلسلة الغارات التي تشنها القوات الأمريكية على القرى الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان. ففي 31 أكتوبر الماضي قتل 32 شخصا في غارتين أمريكيتين على قرى باكستانية، استهدفت الأولى قرية مير علي بمنطقة وزيرستان الشمالية، والثانية استهدفت منطقة بوزيرستان الجنوبية. وفي 1 أكتوبر قتل ستة أشخاص على الأقل جراء انفجار صواريخ أطلقتها طائرة أمريكية بدون طيار على المنطقة الحدودية بين باكستانوأفغانستان. وفي 8 سبتمبر شنت الطائرات الأمريكية غارة على قرية باكستانية على الحدود خلفت نحو 14 قتيلا ونحو 15 مصابا معظمهم مدنيون. ومن جانبها، تقول باكستان إن هذه الهجمات إضافة إلى عملية برية قامت بها قوات كوماندوز أمريكية داخل أراضيها في أوائل سبتمبر تعتبر انتهاكا لسيادتها، وتصر على أنها تبذل قصارى جهدها في مواجهة المسلحين. وقال الجيش الباكستاني الشهر الماضي إن نحو 1500 من المسلحين و 73 جنديا قتلوا منذ بدء العملية في أغسطس ضد المسلحين في منطقة باجور شمال غرب باكستان والتي تتمتع بحكم شبه ذاتي.