قالت الدكتور ماجدة عدلي، رئيسة مركز النديم لضحايا التعذيب إن هناك العديد من جرائم التحرش التي تحدث في مصر تكون تحت سمع وبصر وقيادة وزارة الداخلية، لتحقيق أهداف سياسية. وروت ماجدة خلال مؤتمر جرائم التحرش الذي انعقد مساء اليوم بمقر المركز، تفاصيل إحدى حوادث التحرش التي كانت شاهدة عيان عليها، قائلة: "في أحد المرات حين كنا نعترض على الإعلان الدستوري، كان يتم التحرش بنا تحت حماية قوات الشرطة، وحين ذهبنا إلى نقابة الصحفيين طلبنا من قيادات الداخلية أن تحمينا، إلا أنهم قالوا لنا: "إذا أردتم أن تنتهي تلك الأمور عليكم أن تذهبوا من هنا". وأضافت: "تلك الحادثة تعكس بشكل جلي موقف السلطات من قضايا النساء، فالاعتداء يتم تحت سمع وبصر وقيادة الداخلية، والنيابة العامة تحفظ تلك القضايا، والسلطة الحاكمة لا تعتذر عن تلك الأفعال، والمجلس القومي للمرأة الذي تحركه سوزان مبارك لا يعترض وكأن الأمر لا يمس المرأة"، بحسب رأيها. وأوضحت رئيسة مركز النديم، أن منظمات المجتمع المدني لا تستطيع أن تحمي 40 مليون امرأة في الوطن، مضيفة: "الداخلية تحرك تلك المجموعات المتحرشة فهي دولة داخل تلك الدولة، كانت ولا تزال تستخدم الانتهاك الجنسي لكسر الرجال والنساء، فكثير من القضايا في التحقيقات يتم تهديد المتهمين بإحضار نسائهم والاعتداء عليهن أمام أعينهن، وهنا يوقع المتهم علي ما يريده ضابط أمن الدولة من اعترافات، وهناك المئات من الحالات الموثقة لذلك". وتابعت إن الثورة التي رفعت شعار الكرامة كان أول مطالبها إعادة هيكلة الداخلية، ولكن للأسف السياسة كما هي .. لم تتغير، مبينة أن اعتداءات التحرير في فبراير 2011، حدثت عن طريق المجموعات التي حركتها الداخلية، بل وحصل ذلك على أيدي الداخلية نفسها في أحداث مجلس الشوري، وهناك صورة شهيرة لأحد أفرادها وهو يمسك بشاب عن طريق أعضائه التناسلية، حسب قولها. وأضافت عدلي أنه إذا كانت الدولة جادة في مواجهة ظاهرة التحرش، فعليها أن تبدأ بالاعتذار عن الجرائم التي شاركت في تنفيذها خلال الفترة الماضية، وإعادة هيكلة الداخلية، وفتح ملفات القضايا التي حدثت لرد اعتبار ضحايا الانتهاكات والقصاص ممن فعل ذلك في الماضي، وتفعيل الدستور وترجمته في قوانين تنفذ من خلال استراتيجيات وآليات وطنية. وذكرت أنه إذا كان عبد الفتاح السيسي قد اعتذر فإن ذلك كان لمواطنة واحدة، والتركيز على واحدة فقط ما هو إلا محاولة لإبعاد الأنظار عن عشرات الحالات التي حدث معها تحرش واعتداء يوم التنصيب، موضحة: "هم يقولون إنها حالة واحدة فقط، في حين أن الوقائع المسجلة تؤكد أن هناك العشرات".