وصفت صحيفة القدس العربى فى افتتاحيتها عقب إعلان فوز السيسي بالإنتخابات الرئاسية، عن رسالة العاهل السعودى للرئيس السيسى بأنها «خالفت كل الاعراف الدبلوماسية بين الدول ذات السيادة، اذ سمح العاهل السعودي لنفسه فيها ان يرسم علنا لرئيس مصر الجديد المسار الذي يجب عليه ان يسلكه داخليا، بالاضافة للدعوة دون تشاور مسبق مع اصحاب الشأن الى عقد مؤتمر ل «المانحين» لمساعدة مصر»، كما اشارت الصحيفة الى ان «البرقية كشفت تهافت على فرض الوصاية على النظام الجديد في مصر، عبر دفعه الى الارتهان ل «التعهدات سيئة السمعة» التي تصدر عن مؤتمرات المانحين ولا تجد سبيلها الى التحقق الا فيما ندر، ما يكشف عن رغبة في تقزيم مصر وحبسها في مصاف الدول التي تعيش عالة على المانحين، وبالتالي الهيمنة على توجيه مساراتها في معركة اعادة رسم توازنات استراتيجية سائلة في الاقليم» ،مشيرة الى ان الهاجس الرئيسي الكامن وراء التهافت، فهو الاوضاع الداخلية الهشة في السعودية نفسها، والاحتياج الحقيقي الى تأمينها بتحييد خطر تجدد روح الثورة المصرية من منبعها وبكلمات اخرى فان الدعم السعودي مرتبط بمدى الابتعاد عن ثورة يناير والاقتراب من عهد مبارك ورموزه. واضافت الصحيفة فى افتتاحيتها «انه من المفارقة ان «ينصح» العاهل السعودي المشير السيسي ب «احترام الرأي الاخر مهما كان ضمن حوار وطني»، اذ كان الاولى به الا يحرم «الشعب السعودي الشقيق» من فوائد هذه النصيحة، قبل تصديرها الى الخارج». ثم يتمادى ليقرر هوية اطراف الحوار مشددا على استبعاد «من تلوثت ايديهم بالدماء»، مع تحريض علني على ما اسماه «ضرب هامة الباطل» في اشارة الى تيار بعينه”، كما ان ثمة «امصارا» عديدة يدور الصراع بشأنها هنا، اذ ان مصر التي يريدها العاهل السعودي لاعلاقة لها بمصر التي في خاطر اغلب المصريين، بمن فيهم بعض المؤيدين للمشير السيسي انفسهم، الذين يعتبرون ان الكفاح سيتواصل لتحقيق اهداف الثورة، وابرزها الكرامة والاستقلال الوطني، حتى وان اصبحوا محبطين من التعثر المتكرر لمسار الثورة. ووصفت الصحيفة برقية العاهل السعودي بانها «فخا سياسيا» للنظام الجديد و«لائحة شروط مسبقة» لتقديم المساعدات، ما يستوجب رفضها عمليا استحضارا لقيمة مصر وقامتها، وانتصارا للكرامة والمصلحة الوطنية، اذ ان دول الخليج لن تحتاج الى تقديم مساعدات لمصر ضعيفة او خانعة، لكنها ستجد مصلحة مشتركة في التعاون مع مصر مستقل قرارها الوطني سواء داخليا او اقليميا. واختتمت الصحيفة قولها بانة “…. وبالرغم من احتياج الاقتصاد المصري المتدهور الى المساعدات بكافة اشكالها، الا انه سيرتكب خطأ استراتيجيا من ان يظن ان السعودية التي تضاءلت مكانتها الاقليمية الى مستوى تاريخي تملك ترف خسارة اكبر بلد عربي لمصلحة خصومها المتربصين في هذا التوقيت. ومع التعقيدات والتحديات التي تنتظر النظام الجديد في الساحة الاقليمية كما داخليا، فان العلاقة مع السعودية ستبقى احد اهم المؤشرات على منهاجه العملي، خاصة في ظل تعهدات السيسي في خطاب اعلان ترشحه ب «مد اليد الى الجميع في الداخل والخارج”