فسرت صحيفة بريطانية سبب تأييد بريطانية للانقلاب العسكرى في مصر ومساعدته، حيث كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية، في تحقيق خاص، عن تواطؤ جهاز المخابرات الداخلية البريطانية المعروفة باسم MI5 في تعذيب وابتزاز إسلاميين داخل الأراضى المصرية لتجنيدهم كعملاء في صفوفها. وأماط التحقيق اللثام عن تعاون أمني واستخباراتي بين الجهاز ذائع الصيت والأجهزة الأمنية في مصر، عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو ، وقالت الصحيفة إن هناك عدة شواهد لاستجواب عملاء المخابرات البريطانية المشتبه بهم إسلاميين، كان آخرها في فبراير ، بعد أن وجّه هولندي من أصل صومالي، اعتقل لفترة، اتهامات للمخابرات البريطانية بالمشاركة في تعذيبه واستجوابه في مصر. ويدعى أحمد ديني ( 25 عاماً)، أقام في بريطانيا في الفترة من 2006 و2011، قال لمحاميه إنه استجوِبَ من قبل أحد أفراد المخابرات البريطانية MI5 أثناء تعرضه للتعذيب في أحد السجون المصرية في وقت سابق من هذا العام. وأكد أحمد الدينى، البالغ من العمر 25 عاما، أنه تعرض لاستجواب من عضو المخابرات البريطانية فى وقت سابق هذا العام، وهو محبوس فى أحد السجون المصرية، بشكل يتعارض مع الضمانات التى قدمتها أجهزة الأمن والمخابرات البريطانية العام الماضى، بأنها لن تشارك لاحقا فى عمليات يمكن أن يتعرض فيه المتهم لتعذيب أو يتم احتجازه بشكل غير قانونى من قبل دول أجنبية. وقال الدينى، وهو حفيد الرئيس الصومالى الراحل محمد سياد برى، إنه خلال فترة سجنه ثمانية أشهر فى مصر، كان مكبلا ومقنعا وتعرض للضرب مرارا وتجريده من ملابسه وتهديده باغتصاب زوجته، كما زعم تعرضه للتهديدات بالصعق الكهربائى وتعرضه للجلد. وفى خطاب مكتوب من سجنه، وتم تهريبه من قبل محاميه، قال الدينى إنه خلال احتجازه وتعذيبه زاره هذا العام رجل بريطانى يعتقد أنه يعمل لصالح جهاز إم أى 5، وقال إن الرجل وعده بأن يطلق سراحه لو وافق على العمل مع أجهزة الأمن. وأوضحت الصحيفة أن الدينى مواطن هولندى لكن لديه ابنتين تعيشان فى بريطانيا، ويقول إنه رفض العرض، ويزعم أنه تعرض للاستهداف لأول مرة من قبل المخابرات البريطانية عندما كان يعيش فى برمنجهام بين عامى 2006، و2011، وشعر بالقلق الشديد لدرجة أن شكا لوسائل الإعلام عن المضايقة التى يتعرض لها. وأوضحت منظمة كيج البريطانية، المعنية برصد التجاوزات المرتبطة بالحرب على الإرهاب، أن هذا هو أول دليل جديد على التواطؤ البريطاني في التعذيب منذ عام 2008 وأن القضية قيد التحقيق من قبل “لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة”. وكان الدينى قد تم اعتقاله بعد أسابيع من الانقلاب الرئيس محمد مرسى، وقال إن العميل البريطانى استجوبه نصف الساعة وأنهى المقابلة قائلا، إنه سيعود مرة أخرى حتى يتخذ قراره بحكمه، فالمسألة تتعلق بحريته، وأضاف أنه بعد يومين جعله الحراس المصريون يشاهدون رجلا مربوطا بصليب خشبى يتعرض للجلد بخرطوم مطاطى. وقال متحدث باسم السفارة المصرية في لندن لجريدة الإندبندنت إنه سيتم إجراء تحقيق في ادعاءات "ديني"، بينما لم تعلق المخابرات البريطانية على الخبر. يُذكَر أن وزير الخارجية المصري نبيل فهمي قال إن هناك تنسيقاً عالياً بين المخابرات البريطانية ونظيرتها المصرية حول محاربة الإرهاب، وجاءت هذه التصريحات خلال مقابلة مع (بي بي سي) على هامش زيارته الأسبوع الماضي إلى لندن.