«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثيقة تاريخية : نص رسالة من أحمد حسين إلى آية الله الخمينى عقب سقوط نظام الشاه
نشر في الشعب يوم 21 - 05 - 2014

أحمد حسين في مذكراته: الثورة الإيرانية لطمة لإسرائيل.. ودرس للحكام بعد تخلى أمريكا عن الشاه وقت سقوطه
.. وانتصر الإسلام بقطع العلاقات الإيرانية الإسرائيلية ومنع تصدير البترول للصهاينة
إيران تعطى درسا للدنيا أن أى جيش مهما بلغت قوته وسيطرة الرؤساء عليه لا يستطيع أن يتحدى شعبه
"أحمد حسين" ينصح "الخومينى": كن صلاح الدين.. بالعفو الشامل لكل من لم يجرم في حق الشعب الإيرانى
"حسين": إسرائيل زائلة حتما ويقينا.. وجدت في ظل الاستعمار وبتحرير الشعوب تنتهى إسرائيل
من أحمد حسين إلى آية الله خومينى
خطاب مفتوح
بعد تكبير الله وحده والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، أحيى شعب إيران فى شخصك بتحية الاسلام ، التى أتحدى أن تكون الدنيا قد عرفت قبلها أو يمكن أن تعرف فى مقبل الأيام تحية يمكن أن ترقى إلى مستواها ، وما تحية الاسلام إلا : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وقد حان للدنيا كلها بشرقها وغربها بمؤمنيها على اختلاف أديانهم وملحديها ، أن يدركوا ما تنطوي عليه هذه التحية من أسمى درجات المدنية والحضارة التى يكدح البشر كدحا لتحقيقها وهى السلام والرحمة والبركات ..
عندما انتصر السادات ، وانتصرت مصر وانتصر العرب وانتصر المسلمون بانتصاره وذلك فى معركة العبور المجيدة فى العاشر من رمضان سنة 1393ه كتبت له أقول لعظمة النصر : " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى "، وهو عين ما أقوله لك اليوم ، لضخامة النصر الذى أحرزته لإيران والعرب والمسلمين فأقول لك كما قلت للرئيس السادات من قبل " وما رميت ولكن الله رمى"
ماذا كتبت فى مذكراتى ؟
وخوفا من أن تظن أننى كأمريكا أو روسيا اللتين تتسابقان اليوم على الإشادة بك بعد انتصارك الساحق فإنى أبدأ رسالتى لك ، بنقل ما جاء فى مذكراتى الخاصة التى أتابع فيها الأحداث ،حيث أكتب لنفسى ،،
لطمة .... لإسرائيل
ففى يوم الخميس 4 يناير سنة 1979 كتبت معلقا على أحداث العام المنصرم : "وقد شهد العام قبل أن ينصرم أحداثا جساما فى إيران قلبت الأمور رأسا على عقب بحيث لن تهدأ الأمور بعض الشيء إلا بعد أن يغادر الشاه البلاد ، ولا يكاد يغادرها حتى تطوى صفحة الملكية فى إيران بعد بضعة شهور ، وقد بلغ من انقلاب الأمور فى إيران أن الجيش بكل ثقله وأسلحته وطائراته ودباباته .
وعلى كثرة من قتل بالمئات فى كل يوم ، لم يستطع أن يوقف المظاهرات يوما واحدا ، على أن الأمر الذى قسم ظهر الشاه ، وجعله لم يعد يصلح لشيء فتخلت عنه أمريكا نفسها ، وهو توقف الإنتاج تماما فى البترول إلى الحد الذى أصبح على إيران أن تستورد بترولا من الخارج وأقفلت البنوك أبوابها لعدم وجود أموال بها وقتل بعض كبار الأمريكان وهربوا من إيران ولما كان كل من فى إيران لا يرضى بأقل من تنازل الشاه عن العرش فقد قبل أن يفعل ذلك على دفعتين الأولى أن يغادر البلاد على صورة أجازة ، والثانية أن يتنازل عن العرش وسنرى ما سوف يكون وسوف أسجله فى حينه والشيء المحقق فى هذا الذى حدث أنه لطمة "مدوخة" لإسرائيل ، فقد كان الشاه يعترف بها ويمدها بالبترول ، واليوم ينتهي ذلك كله.
وانتصر الإسلام... الأربعاء 17/1/1979 .
وأخيرا خرج الشاه من إيران، بعد أن تيقن أنه فقد كل شىء وأنه إذا أراد أن يخرج من إيران حيا ومحتفظا بشىء من كرامته فليس أمامه من سبيل إلا أن يخرج فكان عاقلا وخرج إلى المنفى ريثما يلغى عرشه رسميا وفى خروجه إلى منفاه فى أمريكا استقبله الرئيس السادات فى أسوان حيث يقيم مؤقتا استقبالا وهو المسلم المؤمن رافع لواء أخلاق كريما وما كان له أن يفعل غير ذلك، والذى انتصر فى هذه القضية هو الإسلام فحيث صورت أمريكا وروسيا كل من ناحيته وبمجموعته الدولية وبأساليبه ، هذا الذى يجرى فى إيران بأنه رجعية دينية ، فلم تستطيعا إنقاذ الشاه ولا نظامه ، حيث أعلن آية الله خومينى (78سنة) أنه ستقوم فى إيران جمهورية إسلامية ، وإذا كان خومينى لا يزال فى باريس بعيدا عن السلطة فإن "باختياري" رئيس الحكومة الجديد ، أعلن أن إيران ستحكم بالشريعة الإسلامية وستقطع كل علاقة لها بإسرائيل ولن تمدها بالبترول ، ولننتظر لنرى ما يجد من تطورات وإن كان انتصار الاسلام هو الشيء الوحيد المؤكد،،
وهكذا هدم المجلس .. الثلاثاء 23/1/1979
آية الله الخومينى وأحداث إيران : لم اعتد أن أكتب فى المذكرات إلا عن الأحداث الحاسمة وبعد وقوعها بالفعل ، ولكنى أخرج عن هذه القاعدة لحدث هز نفسى هزا لقد كان الخومينى يتحدث من باريس وكأنه القدر طالب بخروج الشاه من إيران فخرج وهو لا يعترف اليوم بحكومة إيران الجديدة ولا بنظامها وأعلن أنه سيعود إلى إيران وأنه سيعلن جمهورية إسلامية ويتكلم بطريقة قاطعة وسنرى ما يحدث ، فحتى الآن يعلن " باختيار " رئيس الحكومة الذى أخرج الشاه أنه لن يستقيل وسوف نرى .
ولكن الحادث الذى هزني ودفعني للكتابة أن حكومة باختيار أرسلت رئيس مجلس الوصايا ليقابل الخومينى فى باريس ليتفاهم معه على صورة من صور التعاون فرفض أن يقابله إلا بعد أن يستقيل ويندد بمجلس الوصاية ، فاستقال الرجل ولكنه لم يندد بالمجلس ، فلم يستقبله الخومينى ، وبالأمس فقط قابله لمدة دقائق ليتسلم منه خطابا يقرر فيه ، إن مجلس الوصاية غير شرعى وهكذا هدم المجلس .. والآن فلننتظر ما سوف يحدث عندما يعود الخومينى إلى إيران كما وعد .
الخومينى فى طهران.. الأحد 4/2/1979.
وصل الخومينى أخيرا إلى طهران وبهذا رفع الستار عن الفصل الأخير ولا جدال أن الجمهورية الإسلامية سوف تعلن ولا عودة للشاه .. ولكن المسألة هى الثمن الذى سيدفع مقابل ذلك ، وهل ستكون حربا أهلية ، وهل تطول أو تقصر ، أم أن الأمر يمكن أن يسوى بطريقة سلمية ؟ .
الإثنين 12/2/1979 .
وانتهى الفصل الأخير فى إيران لم تطل الحرب الأهلية أكثر من يوم وبعض يوم أعلن بعده جنرالات الجيش بالإجماع وقوفهم على الحياد وطلبوا من أفراد الجيش أن ينسحبوا فانسحبوا وقد كان هذا كافيا لينتهي كل شىء ويستقيل بختيار ولا يعرف حتى الآن مصيره وربما يكون انتحر أو قد تمكن من الاختفاء ، وسوف تعلن الآن الجمهورية الإسلامية بإذن الله وتنبعث إيران كقوة كبرى تؤثر فى أرجاء آسيا بعامة والعالم الإسلامى بخاصة ، وقد أبرزت هذه الأحداث الحقائق التالية:
1 وحدة الشعب الإيرانى وحيويته.
2- عودة الدين الإسلامى إلى انتصاره فى إيران.
3 إيران تعطى درسا للدنيا أن أى جيش فى الدنيا مهما كانت قوته وسيطرة الرؤساء عليه لا يستطيع أن يتحدى شعبه وذلك لسببين:
1 أنه جزء من الشعب فلا يستطيع أن يقتل آباءه وأبناءه وأخواته.
2 انه بغير العمال الذين هم قطعة من الشعب يصبح الجيش بغير فاعلية ، لأن الشعب فى صورة العمال هم الذين يجعلون الجيش جيشا فى العصر الحديث ولنتابع الأحداث.
نتناصح ... بالخير ..
سيدى آية الله الخومينى لعلك ترى فى هذا العرض الذى نقلته لك من مذكراتى ، أنى كنت أتابع الأحداث منذ اللحظة الأولى مقدرا إن ما حدث ، أيا كانت التطورات هو انتصار للإسلام والمسلمين .
واليوم وقد أصبحت على رأس إيران . وقد أصبحت الجمهورية الإسلامية حقيقة بالفعل ، والإعلان الرسمى لن يعدو أن يكون إجراءا شكليا فان الإخوة الإسلامية التى تربطنا إخوة القرآن ومن قبله لا اله إلا الله حيث يأمرنا القرآن الكريم أن نتناصح .. بالخير إذ يقول وقوله الحق : ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
وإحساسا منى بهذا الواجب المفروض على كل مسلم يفهم دينه فاني ابعث إليك بهذا الخطاب المفتوح ليكون على مشهد من الدنيا غير المسلمين قبل المسلمين ليعرفوا كم هو عظيم الاسلام كم هو ذروة الحضارة والتمدن ، التى لم تبلغها أوروبا ولا أمريكا فى يوم من الأيام وأعيذ نفسى ان أتصور انك لا تعرف ما سوف أقول ولكننا مأمورون أن نذكر فالذكرى تنفع المؤمنين .
اذهبوا فأنتم الطلقاء ...
لقد نصرك الله نصرا اهتزت له الدنيا كلها ، فأذكرك بموقف الرسول عندما دخل مكة فاتحا وكان أهلها عذبوه واضطهدوه وشردوا من معه وفعلوا بهم الأفاعيل ولكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال لأهل مكة.
"أذهبوا فأنتم الطلقاء "وكان الرسول صلوات الله عليه قد حدد بضعة عشرا نفرا ، أمرا بأن يقتلوا ولو تعلقوا بأستار الكعبة ،ومع ذلك فكل من جاء مستأمنا ونطق الشهادتين فقد عفا عنه ،حتى هند زوجة أبى سفيان التى حرضت على قتل حمزة عم رسول الله ،ولم تقنع بقتله ،بل بقرت بطنه وانتزعت كبده وحاولت أن تأكلها لولا أنها لم تستسغها ،هند هذه عندما نطقت بالشهادتين ،عفا عنها رسول الله .
كن كصلاح الدين .....
قد تقول لى أو يقول بعض من حولك هذا فعل سيد الخلق وأين نحن منه فأحيلك إلى زعيم اسلامى جاء فى أحلك الأوقات بعد وفاة النبى بعدة قرون وأعنى به صلاح الدين الأيوبي والذى كسر من حدة الحروب الصليبية لا بقوته العسكرية ولكن باستعمال سماحة الإسلام ورحمة الإسلام فعندما دخل الصليبيون بيت المقدس جعلوا من جماجم المسلمين هرما وخاضت خيولهم فى دماء المسلمين فعندما نصر الله صلاح الدين ودخل بيت المقدس فاتحا ،لم يهدر دم مسيحى واحد وأذن لكل من يريد منهم أن يغادر المدينة بماله وأمتعته أن يفعل ذلك فى مقابل أن يدفع دينارين .
وعندما سمعت أوروبا بما حدث أدركت حضارة الإسلام ومدنيته ولم تقم الحروب الصليبية بعد ذلك قائمة وانصرفت أوروبا إلى التحلي بآداب الإسلام وأخلاق الإسلام وحضارته فكان منها ما كان .
العالم كله ينظر
واليوم تنظر الدنيا كلها إلى ما سوف يجرى فى جمهورية إيران المسلمة لقد تسابقت أمريكا وروسيا ومن لفه نفهما فى بادئ الأمر إلى نعت ما يجرى فى إيران أنه رجعية دينية ، وإذا كانت روسيا قد رأت مصلحتها ( وشكرا لها ) فإن الآخرين يقفون موقف المتردد المتربص. ..
ويهمنا من ذلك كله أن العالم كله يرقب ما يجرى فى إيران ويهمنا جميعا نحن المسلمين أن نظهر لغير المسلمين فى طول الدنيا وعرضها كم هم جاهلون بحقيقة الإسلام ومدنية الإسلام وأن مبادئه فى الصفح والرحمة والتسامح والعدل والمساواة وعدم التمييز العنصري .
واحترام كافة الأديان السماوية ومعتنقيها ،هو عين ما ترنو إليه البشرية ،وتسعى جاهدة لتحقيقه .
ولا سبيل لذلك إلا فى ظل انتصارات الحضارة الإسلامية وهذا ما يجعلنى أسوق الإجراءات التالية ،التى تقضى بها التعاليم الإسلامية من ناحية والتى طبقت بالفعل فى التاريخ الإسلامى من قبل .
1 اصدار عفو عام شامل لكل ما وقع من أعمال فى فتره حكم الشاه ،إلا ان تكون جرائم قتل أو تعذيب ، أو اختلاس أموال الشعب
2- تأمين كل إنسان على نفسه و ماله وحريته بدون تفرقه بين دين ودين أو وطنى أو أجنبي أو مذهب ومذهب ووليكن شعار الدولة الجديد "ان الله يأمر بالعدل والإحسان"
3- يجب تامين اليهود الإيرانيين خاصة لإسقاط حجة إسرائيل ، التى يجب قطع العلاقة معها وقطع إمدادها بالبترول وهى وكل من يساندها ، حتى تكف عن العدوان ، وتهديدها المستمر بإشعال نار الحرب بين البشر.
بعد فوات الوقت
هذه هى النقاط الرئيسية التى تهمنا نحن جماهير المسلمين باعتبارها تطلع البشرية على نور الاسلام وحضارته .ولست اشك لحظة فى ان "الشاه" فى عزلته قد أدرك هذا الدرس بعد فوات الوقت .فقد انساق خلف ما صورته أمريكا . من ان الاسلام رجعية وإنها سوف تساعده على بناء إيران (كورش و قمبيز ) فراح يعمل فى هذا ويضيع أموال الشعب الايرانى فى شراء أسلحة لا لتخدم مصالح إيران ولكن لتخدم المصالح الامريكية و هوما رأيناه رأى العين وان روسيا لم تهدد إيران وليس باستطاعة روسيا حكم الشعب الايرانى وهو الذى يحرص على الموت حرص السوفيت على الحياة ولم تتراجع روسيا من التنديد الى التأييد إلا بعد أن رأت عظمة الشعب الايرانى وفى الوقت الذى تحولت فيه روسيا هذا التحول الحسن كانت الولايات المتحدة تتحول (لا أقول عن الشاه ولكن حتى عن مجرد استقباله ولم ير الشاه فى محنته إلا أخوين مسلمين عربيين هما اللذان استقبلاه وأكرما وفادته لأن عروبتهما وإسلامهما أولا وأخيرا يفرضان ذلك عليهما فرضا ويقول تعالى فى محكم تنزيله "وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله" سوره التوبة فإذا كان هذا أمر الله للمشرك فكيف بالمسلم .
وهكذا رأى الشاه ماذا فعلت به أمريكا التى كانت تزين كل ما يفعله وتساعده على إدارة ظهره على العالم الإسلامى ليبنى دولة عصرية على آخر طراز وماذا لقى من حاكمين إسلاميين.
إسرائيل ...زائلة
سيدي آية الله الخومينى أرجو ان تبلغ الاتحاد السوفيتي أن موقفه من أحداث إيران قد خطا خطوة فى الاتجاه الصحيح و أنه إذا أراد المزيد من التقرب فما عليه إلا ان يدع لمسلمي الاتحاد السوفيتي حقهم فى بناء حضارتهم الإسلامية وأن يكف عن وصف الاسلام بأنه أفكار قديمة خير منها الماركسية وليكف عن التعاون مع أمريكا على تدليل إسرائيل وفرضها على العرب والمسلمين .إن إسرائيل زائلة فهى لم توجد إلا فى ظل الاستعمار واليوم وقد زال الاستعمار بعد أن رفضته الشعوب فسوف تزول إسرائيل حتما ويقينا وإذا كانت أمريكا ترى لسيطرة اليهود على أقدارها ان إسرائيل أهم لها من الدنيا كلها فان موقف الاتحاد السوفيتي من أحداث إيران قد جعلنا نؤمل ان لا يجعل مصالحه تتفق ومصالح أمريكا فى الإبقاء على إسرائيل قوة عدوانية فى قلب العالم العربى والاسلامى. وكما ذكرت الدنيا كلها فى مطلع خطابي بعظمة التحية الإسلامية فإنى اختمه بتكرار التحية فأقول لك ولمن معك وللإنسانية كلها من خلفكم ..
" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
العبد الفقير لله تعالى
أحمد حسين
القاهرة 15/2/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.