توجه النخب العلمانية والليبرالية العربية "المتخلفة" دومًا سهام النقد للإسلاميين أثناء فعلهم لأمر ما لا يتماشى مع أفكارهم العقيمة، بينما يفعل النصارى واليهود نفس الفعل ولا نسمع لهم حسًا أو نقدًا وكأنهم لا يرون إلا المسلمين فقط . أبسط مثال على ذلك –والأمثلة كثيرة- ما جرى في مركز الزيارات العسكري الذي أقيم قرب مستوطنة إفرات بمناسبة ما يسمى عيد استقلال إسرائيل . وتظهر الصور أطفالاً يتدربون على القنابل والسلاح ويلبسون الزي العسكري وسط بهجة وفرح من الجمهور الذي كان بالأمس يعتبر حماس والقاعدة يستغلون الأطفال ويدربونهم على السلاح وأن هذا ضد حقوق الإنسان. قامت مصوّرة الأخبار الفرنسية . AFP التي حضرت في المكان بالتقاط الصور للأطفال خلال الفعاليات، ورفعتها على الشبكة رد الفعل الذي قابل هذه الصور لم يكن بالشكل الذي يواجه الإسلاميين أثناء نشر مثل هذه الصور، فإن النقد الذي وجه للصور أنها تعليم وتشجيع الأطفال على القتال من سنّ صغيرة ولم يكن صدى ذلك كبيرًا . وكانت التعليقات الأكثر شدة قد ساوت الصور مع مخيّمات حماس الشهيرة، والتي يتم فيها تعليم الأطفال كيف يكونون شهداء . في إحدى الصور التي نشرتْ في الشبكة تم وضع صورة طفل صغير يزحف مع سترة عسكرية ويحظى بتشجيع ضابط إلى جانب صورة طفل فلسطيني يرتدي أحزمة ناسفة وكُتب بسخرية: "لا يمكنكم المقارنة ". كتب مراسل صحيفة "هآرتس"، جدعون ليفي، عمودًا شخصيًّا عنوانه "هل تحبّون أطفالكم": "حين يفعل الفلسطينيون في حماس هذا مع أطفالهم، يشمئزّون هنا –إسرائيل- بنفور ويقولون: انظروا إلى هذه الحيوانات الآدمية، انظروا ماذا يفعلون بأطفالهم. ولكن في مستوطنة إفرات، هناك حيث وقع المشهد البشع، فهو بالطبع يشكل مصدرًا للفخر ". وقيل في الانتقادات أيضًا أنّه لا عجب أنّ الثكنة الوحيدة التي أمكن فيها تحقيق هذا الأمر هي القريبة من مستوطنة إفرات، وليس في سائر مدن إسرائيل . وقال زعماء المستوطِنين إنّ الصور قد التقطتْ من زاوية تحدثُ تحريفًا متعمّدًا من أجل القيام بمقارنات غير مرغوب بها. وتجدر الإشارة إلى أنّه رغم الصدى الواسع للقضية في الشبكات الاجتماعية، فإنّ وسائل الإعلام التقليدية لم تتحدث عنها إلا قليلا .
نقلنا لكم هذا التقرير حتى يعلم كل صاحب عقل لماذا يتم التعامل مع الإسلاميين بقسوة وشدة حينما يقع منهم فعلاً ما، بينما ترى الجميع يتحرى كلماته عند الحديث عن ذات الفعل إذا وقع من اليهود والنصارى –هذا إن تكلم أصلا .