الكاتبة الصحفية سناء البيسي صاحبة الإسلوب الجميل والعظيم في بساطته، والبسيط في عظمته ..للأسف بدأت في النازل، حيث أصبح واضحًا إنها تتأثّر في كتابة مقالتها بالعواطف الشخصية على حساب الحقائق والتي ظلّت مقالتها أشبه بالباحثه المتميّزه منذ فترة انتقدنا سناء البيسي لكتابتها صفحة كاملة عن الإخوان والفن، كادت أن تقنعنا فيها إنه لا يوجد فنان مصري أصيل إلا وتعلم من دروس الإخوان في الفن من التمثيل والمسرح والغناء، وعرضت لعشرات الفنانين والفرق الموسيقية وغيرها والتي جاءت بتشجيع ورعاية من الإخوان بداية من مؤسس الجماعة حسن البنا، وجاء نشر مقالها المذكور وقت حكم الإخوان العام الماضي وفور خروج الإخوان كتبت البيسي مقالًا على صفحه كاملة عن الإخوان والعنف لطخت تاريخهم بالدماء حتى لم نستطع إستكمال قراءة المقال خوفًا من أي يخرج أحدهم من بين صفحات الجريدة ويطلق علينا الرصاص وكتبنا وقتها لماذا لم تستبدل البيسي تاريخ كتابة مقال الفن بعد خروج الإخوان ومقال العنف في وقت وجودهم، وجاء السؤال كيف يكون الإنسان الذي يحمل رقة الفن والثقافة في الوقت ذاته وفي نفس الفترة التاريخية يحمل قسوة العنف والإرهاب والقتل؟ ومنذ أيام كتبت سناء البيسي مقال عن الكاتب الكبير جلال الدين الحمامصي وأخذت بنفس العاطفة تمجد فيه وتخفي عيبًا له وكإنه فوق البشر رغم إنه من المعروف إنه حتى في كتابة "السيناريو" إذا جاء شخص خالي من العيوب تمامًا يكون هناك خللًا في تصوير الشخصية البيسي كتبت عن أمجاد الحمامصي إنه صاحب تحقيق العشرة ملايين دولار التي دخلت مصر أيام النكسة من الملك سعود وأخذها عبد الناصر لحسابه وأن السادات إنبرى للدفاع عن عبد الناصر وهاجم الحمامصي في خطبة عامة ونحن نصحح المعلومة للكاتبة الكبيرة وكثيرًا منا عاش هذه الفترة وهذا لاينتقص من مكانة الحمامصي وتقديرنا لدوره الصحفي وأستاذيته، ولكن كما ذكرنا لكل جواد كبوة فموضوع التحقيق المذكور الذي كتبه الحمامصي في الأخبار وذكره أيضًا في كتابه "حوار وراء الأسوار" وتم عرضه في حلقات، المنطقي إن هذا كان بضوء أخضر من السادات صاحب المقولة المتداولة "سأمشي على طريق عبد الناصر تمامًا ثم قال بصوتٍ خافت بأستيكه" ومايؤكد ذلك فتح النار وقتها على سبّ عبد الناصر بصورة بشعة خاصًة من كل الكتاب الحاقدين على عبد الناصر أو المتحولين ضده مثل أنيس منصور ومن على شاكلته، وحرمان أي مدافع عن عبد الناصر حتى لم يجد حسنين كروم أو هيكل ومحمود عوض وغيرهم من الكتّاب الناصريين مكانًا لنشر ردودهم سوى في كتب فعلاقة الحمامصي بالسادات علاقة شخصيّة، والبيسي تعرف أن الحمامصي وقف بجانب السادات في الأربعينات وشهد له في قضية مقتل أمين عثمان وأنقذه من السجن أو الإعدام، فالسادات لم يكن بعيدًا عن واقعه القتل ولكنه - كعادته - والتي كررها فيما بعد في ثورة يوليو يذهب وقت الحدث إلى السينما لإبعاد الشبهه عنه، وقد شهد الحمامصي بأن السادات لم يكن موجودًا في الحدث، وعليه تمت براءة السادات ويبدو أن الحمامصي أعتقد أن السعودية ستلتزم الصمت فيما يكتبه ضد عبد الناصر بل وتبتدي سعادتها لما هو معروف عن عدائها مع عبد الناصر، إلا أن المفاجأة جاءت في تكذيبها لما نشر ومدحت في أن عبد الناصر كان يحصل على الأموال ويخصصها للتسليح للإعداد للحرب وإن ذمته المالية فوق الشبهات، ومن المعلوم أيضًا أن الإخوان ألد أعداء عبد الناصر لم يشككوا يومًا في زمته المالية ونذكر في هذا المقام - هجوم الحمامصي - على الذمة المالية لعبد الناصر أن الفنان المبدع صلاح جاهين رسم كاريكاتير شهير في الأهرام وكان وقتها بداية عرض مسرحية عادل أمام شاهد ماشافش حاجة فصوّر لوحة إعلانية مكتوب عليها إسم المسرحية "شاهد ماشافش حاجة" وشخص يشير على الحمامصي قائلًا هو ده بطل المسرحية إننا نعتز بما تكتبه سناء البيسي ولذا كان علينا أن ننتشلها من غلبة العاطفة على الحقيقة حتى لاتقع في مستنقع يقع فيه من هو دونها