نفت الحكومة السعودية علمها بتقرير نشرته صحيفة فرنسية يفيد بأنها على علم بوفاة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وأصدرت السفارة السعودية في واشنطن بيانا قالت فيه إنها لا تملك أي أدلة تؤيد ما جاء في صحيفة ليست ريبوبليكان (L'Est Republicain). وجاء في البيان أن "أي معلومات أخرى هي مجرد تكهنات ولا يمكن تأكيدها من مصدر مستقل".
ونشرت الصحيفة يوم أمس مقتطفات مما قالت إنه تقرير عسكري سري حديث صدر عن أجهزة الاستخبارات الفرنسية (المديرية العامة للأمن الخارجي) بتاريخ 21 سبتمبر الجاري.
وقال التقرير إن أجهزة الاستخبارات السعودية "مقتنعة بأن أسامة بن لادن توفي" إثر إصابته بحمى التيفوئيد وأصابه شلل في أطرافه السفلى أثناء وجوده في باكستان يوم 23 أغسطس الماضي.
مجلة تايم الأسبوعية الأميركية أكدت ما نشرته صحيفة ليست ريبوليكان, وقالت إن زعيم القاعدة يعاني من مرض ينقله الماء ويمكن أن يكون قد توفي بالفعل.
وقالت المجلة في تقرير نشرته على الإنترنت إن المسؤولين السعوديين تلقوا عدة تقارير موثوق بها خلال الأسابيع الماضية تفيد بأن بن لادن مريض للغاية وهناك احتمال كبير لوفاته.
وقد انتشر الخبر بشكل سريع حول العالم ودفع إلى إجراء عدد من التحقيقات من قبل مسؤولين في باريس وواشنطن ولندن وإسلام آباد، ولكن بعد يوم من الإشاعات والإشاعات المضادة يبدو أن الجواب لا يزال واحدا وهو أنه لا أحد يعرف حقيقة الأمر.
فبعد ساعات من صدور هذه المعلومات أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك يوم أمس أن التقرير غير مؤكد إطلاقا. كما قال وزير الداخلية الباكستاني أفتاب شرباو إن إسلام آباد "لا تملك أي معلومة بهذا الشان". حتى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت في نيويورك إنها لا علم لها بوفاة بن لادن المحتملة.
أما وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو ماري فقالت إنه لا يمكن تأكيد المعلومات التي نشرتها الصحيفة، وطلبت فتح تحقيق لمعرفة أسباب تسريب التقرير. غير أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قال إن خبر وفاة بن لادن سيكون سارا, إذا ثبتت صحته.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن محلل مختص في قضايا الإرهاب قوله إن وسائل الإعلام الإسلامية كانت ستخبر عن وفاة بن لادن لو كان الخبر حقيقيا, إذ من المستبعد أن تتجاهل تلك الوسائل خبرا من هذا القبيل.
وأضاف المحلل بيتر بيرغر أن عائلة بن لادن لم تؤكد الأنباء وأن جمال خليفة أخ بن لادن قال إنه لم يسمع أي شيء يؤكد هذا الخبر. بينما يشير مصدر سعودي إلى أن الأنباء تدفقت عن إصابة بن لادن بمرض ألم به بعد شربه مياها ملوثة دون وجود أنباء تؤكد وفاته.