تنسيق المرحلة الثالثة علمي علوم ورياضة 2025.. كليات ومعاهد متاحة وتوقعات الحد الأدنى 2024    غدا.. انطلاق جولة الإعادة بانتخابات مجلس الشيوخ 2025 للمصريين في الخارج    وزير الدفاع يلتقي عدد من مقاتلي المنطقة الغربية العسكرية    الطماطم تبدأ ب7 جنيهات.. أسعار الخضروات اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 بأسواق الأقصر    بعد آخر انخفاض.. سعر الذهب اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 في الصاغة وعيار 21 بالمصنعية    رئيس «الرعاية الصحية» يلتقى رئيس «سلامة الغذاء» لمتابعة تنفيذ بروتوكول تعاون    بزعم «الاستخدام المزدوج».. الاحتلال يوقف مساعدات الأزهر وقطر عند كرم أبو سالم    وكيل عربية النواب: حملات الإخوان ضد السفارات المصرية محاولة بائسة للتغطية على جرائم الاحتلال    «مفيش يمضي على بياض».. شوبير يفجر مفاجأة عن تجديد ديانج وعاشور في الأهلي    تعرف على حالة الطقس اليوم الأحد 24 اغسطس 2025 بمحافظة بورسعيد    «كان راجع من الشغل».. مصرع شاب أسفل عجلات القطار في الغربية    الأرصاد تُحذر من حالة الطقس اليوم: ارتفاع «طارئ» في درجات الحرارة والقاهرة تُسجل 39 مئوية    ليلى علوي تشارك صورًا رفقة أحمد العوضي وإلهام شاهين من الساحل الشمالي    الاحتلال يقتحم مدينة قلقيلية بالضفة الغربية ويداهم منزلا    إعلام روسي: الدفاعات الروسية تدمر 95 طائرة مسيرة أوكرانية خلال هجوم ليلي    العمل تطلق مبادرة «سلامتك تهمنا» لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بالإسكندرية    صراع تصحيح المسار.. الاتحاد في مواجهة مثيرة أمام البنك الأهلي بالدوري    وسام أبوعلي يسجل ظهوره الأول مع كولومبوس كرو في الدوري الأمريكي    البنك المركزي يحسم أسعار الفائدة في مصر 28 أغسطس.. وسط توقعات بالتخفيض    أحمد داود وميرنا جميل يجتمعان في فيلم «الكراش» بإخراج محمود كريم    لدعم الدولة.. تفاصيل مبادرة «وطنك أمانة» من المصريين في الخارج    إنستجرام تسمح لمنتجي المحتوى بربط عدة فيديوهات قصيرة في سلسلة واحدة    وزير الدفاع الإسرائيلي: نعمل على تحرير المحتجزين وإنهاء الحرب وفق شروطنا    حسام داغر يودّع بهاء الخطيب بكلمات مؤثرة: «قلبي موجوع.. دموعي منشفتش من يوم تيمور»    «كايروكي وتوليت» يختتمان فعاليات مهرجان العلمين 2025.. الجمعة    محمود سعد يكشف حقيقة تعرض أنغام لخطأ طبي أثناء الجراحة    مدير القوافل الطبية ب«الصحة»: نستهدف الأماكن البعيدة عن المستشفيات والخدمات مجانية    جرائم الإخوان لا تسقط بالتقادم    بعد وفاة عامل دليفري.. القبض على صاحب مصحة لعلاج الإدمان بأبو النمرس    نسأل لماذا يا وزير التعليم الإصرار على وجود 3 أنظمة للثانوية العامة؟!    النشرة المرورية.. كثافات متحركة للسيارات بمحاور القاهرة والجيزة    الاستعلام و الشروط وآليات التقديم في مسابقات التوظيف الحكومية 2025    محافظة الجيزة تنفى انقطاع الكهرباء عن مناطق بالعمرانية..وتؤكد: الوضع طبيعى    وزير الاتصالات ل"إكسترا": 60 دولة تشارك فى قمة الذكاء الاصطناعى بالقاهرة    لفترة تقترب من 24 ساعة.. قطع المياه غدا عن هذه المناطق    أحمد بهاء الدين مفكر الصحافة    مدير الفاو: سكان غزة استنفدوا كل سبل الحياة الممكنة    «100 يوم صحة» تقدم 59.4 مليون خدمة طبية مجانية خلال 39 يوما    حظك اليوم الأحد 24 أغسطس وتوقعات الأبراج    "سيد الثقلين".. سر اللقب الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده    في ذكرى المولد النبوي.. أفضل الأعمال للتقرب من الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم    45 دقيقة تأخرًا في حركة قطارات «طنطا - دمياط».. الأحد 24 أغسطس    فى حفل توزيع جوائز نقابة مديرى المواقع الدولية LMGI.. المديرة التنفيذية لرابطة مفوضي الأفلام الدولية AFCI: لجنة مصر للأفلام حققت المستحيل بتصوير Fountain of Youth بالهرم مستخدمة هيلوكوبتر وسط مطاردات بالأسلحة    "فشلت محاولته لكسر النحس".. هل تجربة النصر الأسوأ رقميًا لرونالدو؟    من روحانيات الشيخ ياسين إلى مفاجأة مدحت صالح، مشاهد خطفت الأنظار بحفلات مهرجان القلعة (فيديو وصور)    "لم يؤثر على الحركة".. توقف قطار بسبب عطل في الجرار بكفر الشيخ- صور    دعاء الفجر | اللهم يسّر أمورنا واشرح صدورنا وارزقنا القبول    لدعم صحتك وصحة الجنين.. أهم الأطعمة التي يُنصح بها خلال الحمل    شاب بريطاني لم يغمض له جفن منذ عامين- ما القصة؟    وزير الصحة: نضمن تقديم الخدمات الصحية لجميع المقيمين على رض مصر دون تمييز    كما كشف في الجول - القادسية الكويتي يعلن التعاقد مع كهربا    مستثمرون يابانيون: مصر جاذبة للاستثمار ولديها موارد تؤهلها للعالمية    جانتس يدعو لتشكيل حكومة وحدة في إسرائيل لمدة عام ونصف    برشلونة ينجو من فخ ليفانتي بفوز مثير في الدوري الإسباني    رمضان السيد: أتوقع مشاركة الشناوي أمام غزل المحلة    «قولتله نبيع زيزو».. شيكابالا يكشف تفاصيل جلسته مع حسين لبيب    هل يجوز قراءة القرآن أثناء النوم على السرير؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم التزوير للحصول على معاش؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثقافة الهزيمة .. ذئاب آدمية
نشر في الشعب يوم 18 - 03 - 2014

نشر موقع إسلام نت فى 20 ديسمبر 2011 "مظاهرة نسائية ل"العسكري": بينا وبينكم دم وعرض" انطقت مسيرة نسائية حاشدة من أمام مجمع التحرير بميدان التحرير بالقاهرة إلى دار القضاء العالي، و في لقاءات أجرتها قناة "الجزيرة مباشر- مصر" مع المتظاهرات وسبب مشاركتهن في المسيرة قالوا
- أشارك لأن إنجازات المجلس العسكري هي إنه عرى بنات مصر قدام العالم، لكن اللي اتعرت دي كشفتهم هما:
ومن ضمن المشاركين في المسيرة سيدة قالت إنها تعيش في أستراليا، وجاءت مخصوص إلى مصر للمشاركة في الاحتجاجات بعد أن رأت صور الفتيات المعتدى عليهن. وكان من المشاركات إيضا، الصحفية نوارة نجم التي قالت عن ضرورة مناصرة الفتيات المعتدى عليهن : "ما حدث ليس فيها سياسة ولا اختلاف وجهات النظر ، البلطجي اللي شغال مع الرقاصة فيه نخوة أكتر من الجنود اللي عروا البنات، لأنه بيحمي واحدة عرت نفسها بمزاجها، لكن الجنود دول عروا بنت رغمًا عنها". وبصوت متهدج بالبكاء قالت الإعلامية بثينة كامل: "بقى بينا وبين المجلس العسكري دم وعرض .. خلاص حسابهم تقل قوي" و نشرت وسائل الإعلام ومواقع على الإنترنت صورًا و"فيديوهات" لاعتداءت جنود على عدة فتيات وسيدات، منهم مسنات، بالضرب.
و نشر موقع أخبار مصر فى 22 ديسمبر 2011 "فيديو.. طبيبة تروى وقائع الاعتداء على معتقلات "الوزراء": تحرشوا بنا وهددونا بالقتل.. ولعبوا علينا دور الشرطي الطيب والشرير ". "نزلت لإسعاف المصابين فاعتقلوني من أمام مجلس الشعب وسبوني وضربونى" بهذه الكلمات بدأت د. فريدة الحصى راوية شهادتها عن أحداث مجلس الوزراء، فى حديثها للاعلامى يسرى فودة على قناة أون تى فى ببرنامج " آخر كلام ".
وقالت " الحصى " إنها كانت تتابع الأخبار وقررت النزول لمجلس الوزراء عندما علمت أن هناك استغاثة وحاجة إلى أطباء لإسعاف المصابين أمام السفارة الأمريكية القريبة من المجلس، مضيفة أنها قررت النزول للمساعدة فى عملية اسعاف المصابين ، عندما وصلت إلى المستشفى الميدانى سمعت الناس تصرخ بأن الجيش يهاجم المستشفى، فجريت ولكن العساكر أمسكوا بى وبدءوا يضربونى .. ووقتها جاء نور أيمن نور عندما رآنى وقال لهم انها بنت فضربونا بالشلاليت وهم يسبونا بأقذر الألفاظ، ثم سحبوني بعد ذلك من شعري وتناوبوا على ضربي وسبى بأصوات عالية.
وأضافت د. فريدة الحصى أنهم هددوها بقول كلمات لها في أذنها بأنهم سيفعلون بها كذا وكذا.. مشيرة إلى أن " أحد الجنود تحرش بى وأنا أبعد يده وهو يضربنى بكل غل وحقد، وكان هناك رتب أعلى ومعظم الضباط يلبسون أقنعة سوداء، ولكنهم لم يتحركوا أو يكفوا عن الاعتداء علينا"، كانوا يلعبون معنا " لعبة الشرطى الطيب والشرطى السئ ، بمعنى أن الجنود كانوا يقسمون أنفسهم إلى فريقين أحدهما يهجم علينا والآخرين يدفعونهم بعيدا عنا"، كل هذا كان من أجل اللعب بأعصابنا وعندما دخلنا قابلنا رائد جيش طلبوا منا البطاقات وكانوا يصورونها وعندما علم أنى طبيبة قال انتى بقى الى جايه تعالجى الثوار يا كذا وكذا...
و واصلت شهاداتها قائلة: كانت غادة كمال معي ووقتها شتمت أحد الضباط عندما كانا يشير لها بإشارات بذيئة، فقال لها : "انتي بتشتمى طيب أنا هعرفك أنا هعمل فيكى إيه دا احنا هنعمل عليكى حفلة النهاردة، ولذلك كانت تجلس بجانبى، وهى مرعوبة". و "بعد ذلك دخل علينا رجل بزى مدنى يطمئننا وقال انتوا هتطلعوا متخافوش, فقامت غادة وقالت لهذا الرجل أنا عايزاك انت تطلعنى عشان هو مش عاوز يطلعنى، فقال لها لا تخافي كلكم هتطلعوا، ولما ذهب جاء هذا الضابط وصفعها على وجهها، وقال لها انتى عاوزة تطلعى يابنت كذا وكذا ولو طلعوكى أنا هضربك بالرصاص قدام باب مجلس الشعب. و " كان الضابط يسب البنات ويقول لهن أنهن جئن من بيوت دعارة".
و نشرت جريدة المصرى اليوم فى 23 ديسمبر 2011 "حكايات الأطفال المصابين فى قصر العينى: إسماعيل" جاء من سوهاج لحماية المتظاهرات فكسروا جمجمته.. و 13 غرزة فى رأس "كمال" لن تمنعه من "العودة للميدان.. و أصغر المتظاهرين فى غيبوبة يعتبرهم البعض بلطجية أو مندسين أو أطفال شوارع، بينما يرى آخرون أنهم أطفال أقحمهم واقعهم فى الحياة السياسية ليشكلوا جزءاً من الاعتصامات والمظاهرات، ويدخلوا فى صراعات تقترب من حروب الشوارع."المصرى اليوم" تزور الأطفال المصابين فى أحداث مجلس الوزراء لترصد حكاياتهم.
رغم سنوات عمره التى لا تتجاوز الثالثة عشرة، فإن إسماعيل يقول إنه لم يطق أن يظل يتابع أحداث مجلس الوزراء عبر شاشات التليفزيون، وتشاجر مع والدته التى رفضت أن يخرج من المنزل وحبسته فى غرفته، لكنه اتخذ قراراً منفرداً - حسب قوله - بأن يذهب إلى التحرير، غافل والدته واستقل القطار من مدينة سوهاج، حيث يسكن، متوجهاً إلى القاهرة من أجل الدفاع عن المتظاهرين الذين يتعرضون للضرب على يد قوات الجيش.
يضيف "إسماعيل": "لم أتحمل مشاهد الفتيات اللاتى يتعرضن للسحل والضرب فى الشوارع على أيادى قوات من الجيش وقررت أن أذهب للدفاع عنهن، وبمجرد وصولى إلى شارع مجلس الوزراء تلقيت بعض قطع الطوب والرخام على رأسى، ولم أفق إلا فى المستشفى الميدانى فى عمر مكرم، حينها وجدت إحدى المتطوعات تمسح عن وجهى نزيف الدم الذى لم يتوقف، وبعدها تم نقلى لأتلقى العلاج فى مستشفى قصر العينى".
جلس إسماعيل فى مستشفى قصر العينى مستنداً برأسه التى غلفها الشاش من كل جانب، بعد إصابته بكسر فى الجمجمة وارتجاج فى المخ ونزيف داخلى، ينظر إلى أخيه الأكبر الذى يحكى قصة إصابته ويومئ برأسه بين الحين والآخر دون أن يستطيع أن يتفوه بكلمه، سألته: "هتنزل التحرير تانى؟"، تردد قليلاً ثم حرك رأسه نافياً.
كمال عبدالحليم طفل آخر لا يتجاوز عمره الرابعة عشرة، كان يقف بين المتظاهرين حينما ألقيت عليه طوبة كبيرة على رأسه، ليسقط مغشياً عليه، فنقله المعتصمون إلى المستشفى الميدانى بقصر الدوبارة ومنه إلى مستشفى قصر العينى. يقول "كمال": "أنا مش مع الخراب والتكسير، أنا عاوز حق الثوار اللى ماتوا، أنا معتصم فى شارع مجلس الوزراء وقبلها كنت فى ميدان التحرير، وبعد ما أتعالج هارجع التحرير تانى لحد ما اللى قتلوا الثوار يتعدموا ".. "كمال" الذى يصر على العودة إلى الميدان يعانى كسراً فى ذراعه اليمنى و 13 غرزة فى رأسه، إضافة إلى شرخ فى الجمجمة.
فارس محمد الششتاوى، أصغر الأطفال المصابين فى أحداث مجلس الوزراء، سقطت قطعة كبيرة من الرخام على رأسه فأصابته بكسر فى الجمجمة وارتجاج فى المخ ولم ينطق بكلمة واحدة منذ دخوله إلى المستشفى، ولم تستطع أسرته الوصول إلى مكانه إلا بعد 5 أيام من دخوله المستشفى.
وفى إحدى غرف الاستقبال بقصر العينى، كان عبدالله عمر (18 سنة) مصراً على رواية ما حدث له خلال أحداث فض اعتصام مجلس الوزراء، رغم كل علامات الإنهاك التى كانت تبدو عليه، وملابسه الملطخة بالدماء كما لو كان أحد ضحايا معركة حربية.
روى "عبدالله" ما حدث له أثناء أحداث فض الاعتصام، قائلاً: "الجيش دخل علينا الساعة ستة الصبح وهدم الخيم وضربنا بالعصيان، وبعد صلاة الجمعة أخدت طلقة رصاص حى فى رجلى وحاول بعدها الضابط القبض علىّ لكن المتظاهرين أنقذونى ونقلونى إلى قصر العينى".
ويضيف "عبدالله": "لم تكن الرصاصة التى دخلت فى قدمى رادعا لى، بل زادتنى إصراراً على الذهاب مرة أخرى إلى شارع قصر العينى، ومحاولة قذف الطوب على قوات الجيش حتى استطاعت قوات الأمن القبض علىّ، وانهالوا على جسمى بالعصيان واستخدموا طفاية حريق لضربى على راسى وأصبت بشرخ فى الجمجمة".
و نشرت جريدة البديل فى 25 ديسمبر 2011 " أطباء يكشفون وقائع تعذيبهم وسحلهم علي أيدي عساكر الجيش في الهجوم على التحرير" كشف 6 من أطباء المستشفيات الميدانية بالتحرير وقائع اعتداء جنود الجيش عليهم وسحلهم أثناء مشاركتهم في إسعاف المصابين واعتقال مجموعة من بينهم. قال الأطباء في مؤتمر صحفي عقد اليوم بنقابتهم إنهم تعرضوا لانتهاكات من قبل قوات الجيش خلال الهجوم على التحرير ، رغم علمهم بأنهم أطباء بالمستشفى الميداني.
وقال د. أحمد حسين أنه تم القبض عليه فى الأسبوع الماضى من جوار فندق ""سميراميس"" من قبل نقطة عسكرية كانت متواجدة هناك ، أخبرت ضابط كان معهم أننى طبيب وعضو مجلس نقابة الأطباء لكنه تجاهلني، وقال للعساكر" هاتوه عشان نوديه لزمايله" ، وتم الإعتداء على في نفس المكان، وتم اقتيادي لشارع مجلس الشعب وكان فيه 6 مقبوض عليهم إيضا ، تم وضع عصابات على أعيننا نحن ال7 ودخلنا في غرفة، وفيها تم فك العصابة التي على أعيننا، وأجبرونا على خلع ملابسنا، وضربونا بالأحذية والعصي وتعرضنا للكي بأعقاب السجائر داخل مبنى يرجح أنه مجلس الوزراء، ومن كثرة الإجهاد تعرضت للإغماء، واستيقظت على "جردل" مياه يلقي علي وجهي ، وتم التناوب فى الاعتداء علي .
وقال د.كريم محمد عبد العليم أن قوات الجيش اعتدت عليه وسحلته واحتجزته لمدة 5 ساعات داخل مبنى مجلس الوزراء، وتم تعذيبه وضربه وكسر نظارته الطبية، وإجباره على شرب ماء بالطين ، الجنود صعقوه بالكهرباء واعتدوا عليه بالضرب، مما أدى إلى إصابته في يده اليمنى، مضيفا أنه أخبرهم كونه طبيب بالمستشفى الميداني، لكنهم لم يتركوه وواصلوا تعذيبه ، الجنود أجبروه عددا من المحتجزين معه على شرب مياه بالطين وربط أيديهم وراء ظهورهم ورشهم بالمياه، تعدوا بالضرب عليهم بالشوم لإجبارهم على شرب المياه.
و يقول د.عمرو صلاح أنه أصيب بعدة إصابات فى رأسه ، وأن أول اصابه كانت من خلال حجر ألقى عليه من فوق المجمع العلمي ، أثناء ذهابه لمستشفى عمر مكرم الميداني وجد عدد من المجندين الذين يريدون اقتحام المستشفى وأنه أخبرهم أن هذه مستشفى ولا يوجد بها سوى أطباء وبعض المصابين ، إلا أن 6 منهم انهالوا عليه بالضرب وتركوا اصابات واضحة في مناطق مختلفة من جسده ، الضرب الشديد خاصة على الرأس أدى إلى قطع أحد الشرايين، وأنه توجه بعد ذلك ناحية الكورنيش، حيث حملته سيارة أحد المتطوعين للمستشفى .
و نشر موقع هيئة الأذاعة البريطانية BBC فى 29 يناير 2012 "نساء في ميدان التحرير" أدت المرأة المصرية دورا كبيرا في الثورة التي أطاحت بالنظام السابق، وكانت في الصفوف الأمامية جنبا إلى جنب مع الرجل. و في ديسمبر نشرت صورة لفتاة تعرضت للضرب ومزقت ملابسها على يد جنود من الجيش أثناء تفريق الاحتجاجات المطالبة برحيل المجلس العسكري ، ولم تكن تلك المرة الأولى التي تتعامل فيها الشرطة بعنف مع النساء.
ففي شهر نوفمبر قبضت الشرطة على ندى زيتونة مخرجة الأفلام المستقلة حين حاولت تصوير الاشتباكات التي اندلعت بين المتظاهرين والشرطة بشارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير. و تقول ندى إنها تعرضت للضرب والمعاملة العنيفة من قبل قوات الشرطة. "فوجئت بطلقة رصاص مطاطي في الرجل اليسرى وقام أفراد الشرطة بضربي وصدمي بالعصا الكهربائية وقاموا بمصادرة الكاميرا".
كانت من بين هؤلاء النساء سالي ذهني -24 عاما- تعمل في هيئة الأمم المتحدة للمرأة ، كانت سالي إحدى المتطوعات لتأمين مداخل ميدان التحرير أثناء الثورة في يناير 2011، وكانت تتحقق من شخصية القادمين للميدان وتقوم بتفتيش حقائبهم . تقول سالي في اليوم التالي لأحداث 8 مارس، قررت الشرطة العسكرية فض اعتصام التحرير الذي كان ينادي باستقالة حكومة أحمد شفيق، واعتقلت مئات الاشخاص، من بينهم 17 امرأة أخذن إلى المتحف المصري للتحقيق. كان من بين هؤلاء النساء، سميرة إبراهيم محمد مديرة تسويق فى احدى الشركات الخاصة، فتاة تبلغ من العمر 25 عاما، كانت قد اتت من سوهاج للمشاركة في الثورة.
"كنت دائما أحلم بزيارة المتحف المصري، ولكن لم يخطر لي أنني عندما فعلت أخيرا، ستكون الزيارة مليئة بالضرب والصعقات الكهربائية"، قالت سميرة. بعد ذلك، تم نقل سميرة وغيرها من النساء إلى السجن الحربي وهناك طلب منهن قائد السجن الحربي الوقوف في صفين، أحدهما للنساء المتزوجات والآخر لغير المتزوجات، وقفت سميرة في صف الغير متزوجات.
"في الغرفة كانت هناك امرأة قالت لي أن أخلع ملابسي لأنهم يريدون معرفة ما اذا كنت عذراء أم لا، قلت لها إن هذا غير قانوني وليس لديهم الحق في أن يطلبوا مني التعري أمام الجميع "لكنني استسلمت بعدما صدموني بالعصا الكهربائية مرة أخرى، وقد قام رجل باجراء الكشف باستخدام يده واستمر الكشف لمدة خمس دقائق" .
من ناحية أخرى، يعتبر التمثيل النسائي في البرلمان الجديد ضعيفا، فنسبة المقاعد التي فازت بها المرأة في برلمان ما بعد الثورة لم تتجاوز 3 بالمائة من إجمالي مقاعد البرلمان، تقول سارة محمد إنها تشعر بالإحباط من التمثيل النسائي وقالت إنه يجب تغيير الثقافة السائدة في المجتمع، وإن على المجتمع أن يعي أن للمرأة دورا أكبر لتقوم به في الحياة السياسية ، على الرغم من الشعور بخيبة الأمل الذي يخيم على النساء المصريات اللاتي شاركن في الثورة ، إلا أنهن مصممات على المطالبة بحقوقهن . في ديسمبر خرجت الالاف من النساء تضامنا مع الفتاة التي مزقت ملابسها وتعرضت للضرب من قبل الشرطة العسكرية وكن يرفعن شعار "سيدات مصر خط أحمر".
و نشرت جريدة البديل فى 16 نوفمبر 2011 " بالفيديو: صاحبة قضية كشف العذرية تستنجد بالشعب :"هاتلي حقي - اللى حصلي كان ممكن يحصل لأي بنت تانية" سميرة إبراهيم محمد ، والتي تم اعتقالها وتوقيع كشف العذرية لها في أحداث فض اعتصام 9 مارس، تلقت تهديدات بأن مصيرها سيكون مثل مصير خالد سعيد في محاولة لإثنائها عن المطالبة بالتحقيق فيما حدث معها بالسجن الحربي من قبل ضباط الجيش والتنازل عن البلاغات التي تقدمت بها والدعاوي القضائية التي أقامتها .
وقالت سميرة: خلال مقطع فيديو إنها قررت الاستمرار في قضيتها وعدم الصمت مثل من صمتوا لأن: " اللى حصلي كان ممكن يحصل لأي بنت تانيه ، كنت مشاركة في اعتصام 9 مارس لتحقيق باقي مطالب الثورة والتي رأينا أنها لم تتحقق وعند بداية فض الاعتصام تم القبض علي واحتجزت بالمتحف المصري ، و أحد ضباط الجيش قال لها لدى دخولها: "أهلا يا سميرة كنا مستنينك" وقام بكهربتها في بطنها، ثم أتهمها لواء يدعى "سعيد ع." هي ومن معها من فتيات بأنهن قد جيء بهن من "بيت دعارة" وليس من الميدان .
وكشفت خلال الفيديو عن قيام ضابط جيش بإدخال مجموعة من الفتيات ترتدي "عبايات" سوداء وشكلهم غريب ليتم دسهم وسط المتظاهرات ، وأضافت :"أن الفتيات أخذن في سب قوات الجيش بأفظع الألفاظ، تم تم نقلهن إلى س 28 حيث تم تصويرهن أمام زجاجات "مولوتوف" فارغة على أساس أنها تخصهن.. وأضافت :"لم يتم التحقيق معنا طوال الليل وتم وضعنا في اتوبيس للمبيت فيه وخلال ذلك الوقت كان يقول لنا أفراد من الجيش " إنتوا خربتو البلد .. إنتوا عايزين أيه" .
و تم نقلهن بعد ذلك إلى السجن الحربي، حيث أكدت أنها عندما دخلت للسجن الحربي وجدت صوره لمبارك فسألت أحد الضباط لماذا لازالت الصورة موجودة حتى الآن؟ فما كان ردة إلا أن سبها قائلا: "إحنا بنحبه .. انتو مش عاوزينه رئيس .. احنا عاوزينه رئيسنا إنتي مالك وماله"، ثم تم إدخالها إلى غرفة بها شباك مفتوح وطلبت منها السجانة أن تخلع ملابسها تماما .. فطلبت منها غلق الشباك والأبواب بسبب وجود عساكر من الجيش بالخارج فرفضت فقام أحد الأفراد بضربها حتى رضخت لها، مؤكدة أنها سمعت ضحكات العساكر عليها وتمنت في تلك اللحظة الموت، مشيرة إلى أنه بعد ذلك تم تقسيمهن لمجموعتين حيث تم إذلالهن حسب قولها،
بعد ذلك تم إدخالها غرفه أخرى وقالت لها سجانة " يلا نامي عشان البيه - ضابط جيش - هيكشف عليكي" حيث خلعت البنطلون لإجراء كشف عليها، موضحة إنه في ذلك الوقت طالبت بعدم وجود ومشاهدة العساكر لعملية الكشف فتم كهربتها وإخضاعها للكشف حيث أجرى لها الطبيب العسكري كشف العذرية، مؤكدة أن الطبيب العسكري " ملازم جيش " قام بفحصها لخمس دقائق مستنكرة كل هذا الوقت في عملية الكشف ومؤكدة أن تلك المدة كان هدفها كسرها وإذلالها حتى لا تنزل مظاهرات مرة أخرى.
وأكدت سميرة خلال الفيديو أن سبب صمت من كان معها هو هول ما شاهدنه، مشيرة إلى أن ضباط بالصاعقة كانوا يتدربون عليهن خلال تلك الفترة . و التهم التي وجهها لهن وكيل النيابة هي ( محاولة الاعتداء على ضباط الجيش أثناء الخدمة وحمل 10 زجاجات مولوتوف وكسر حظر التجوال وتعطيل حركة المرور وتكسير الأرصفة وتحطيم سيارات المواطنين )، وكيل النيابة قام بسبها وجعل أحد الأشخاص يقوم بكهربتها أمامه، وقال لها على التهم " إن الورقة دي جاية من القوت المسلحة .. وهي بتتهمكم بكده"، مشيرة إلى إنه كتب ما يريده هو في التحقيقات وأنها قامت بنفي جميع التهم .
و أثناء مثولها أمام المحكمة سألها القاضي "إنتو جايين من التحرير .. إنتو شكلكو متبهدل"، فقررت في ذلك الوقت أن تقول له إن ضباط الجيش هم من فعلوا بهن ذلك, ففوجئت بسحب ضباط الجيش لها للخلف أمام القاضي، ثم تم صدور حكم بسجنها عام مع إيقاف التنفيذ . وأوضحت سميرة أنه بعد تقدمها ببلاغات وإقامتها بعدد من القضايا تلقت تهديدات عدة على تليفونها المحمول بأن مصيريها سيكون نفس مصير خالد سعيد إذا استمرت في ذلك.
و نشرت جريدة المصرى اليوم فى 11 نوفمبر 2011 "هيومان رايتس": اختبارات كشف العذرية للمعتقلات المصريات ال7 "عار" وصفت منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية، إجراء القوات المسلحة اختبارات كشف عذرية، للفتيات اللاتى كانت أجهزة الأمن ألقت القبض عليهن فى مارس الماضى، بأنه "عار"، وقالت إن الحصانة الممنوحة للمسؤولين الذين أمروا بإجراء هذه الاختبارات، تلقى الضوء على"ضعف استقلال القضاء العسكرى ، الجيش المصرى لم يحقق مع المسؤولين عن الانتهاكات الجنسية التى تعرضت لها الفتيات ال7 المقبوض عليهن، على يد ضباط الجيش فى سجن "الهايكستب"، تحت ما يسمى اختبارات كشف العذرية"، و نقلت المنظمة عن سميرة إبراهيم، التى قالت إنها الوحيدة بين الفتيات السبع التى قدمت بلاغا رسميا بتعرضها لاختبارات كشف العذرية، قولها إنها "تلقت تهديدات هاتفية مجهولة المصدر خلال الشهور الماضية وأضافت أن "جهاز مباحث أمن الدولة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، كان يستخدم نفس الأسلوب للتأثير على الشهود والضحايا فى جرائم التعذيب والانتهاكات الأخرى
وقال نائب مدير المنظمة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جو ستورك: "حكام مصر العسكريون يحاولون إخفاء واحدة من أفظع الانتهاكات التى ارتكبها ضباطهم خلال العام، والفتيات اللاتى صدمن من هذه الانتهاكات الجنسية حرمن إيضا من حماية القانون. الحصانة فى جرائم انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كانت السبب فى ثورة 25 يناير، و لا يجب على "سميرة" أن تحارب الجيش لتحصل على حقها وتسترد كرامتها فى أعقاب هذا الانتهاك الفظيع الذى تعرضت له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.