في خطوة حاسمة لإنهاء حالة الفوضى وانتشار القتل في الصومال .. نفذت المحاكم الإسلامية لأول مرة منذ سيطرتها على العاصمة مقديشو وأجزاء واسعة من جنوب الصومال قبل أربعة أشهر حد القصاص على رجل ارتكب جريمة القتل العمد . ونفذت المحاكم الإسلامية الحكم بعد أن اتفقت عائلتي المقتول والقاتل على القصاص وذلك في ساحة عامة حضرها عشرات الآلاف من سكان العاصمة مقديشو لمشاهدة تنفيذ أول قصاص في الصومال التي تشهد منذ سنوات انتهاكات للدماء والأرواح دون أدني محاسبة ، مما أدى لانتشار القتل والفوضى في البلاد . كما حضر عدد من قادة المحاكم الإسلامية ولا سيما الأمنيين، فيما فرضت قوات المحاكم الإسلامية إجراءات أمنية مشددة على المكان حيث انتشرت عشرات من قوات المحاكم الإسلامية فى المناطق القريبة من مكان إقامة الحد . وكان القاتل قد ارتكب جريمة القتل عندما حاول الاستيلاء بالقوة على جوال للمجني عليه الذي رفض الانصياع لأوامره فدفعه إلى إطلاق عدة طلقات نارية عليه بدم بارد لقي إثرها حتفه، وقد حاول الانفلات من العدالة غير أن قوات المحاكم التي تجرى دوريات لحفظ الأمن تمكنت من إلقاء القبض عليه. وقد عبرت أسرة الجاني الذي أقيم عليه الحد صباح يوم الجمعة عن رضاها البالغ عن إقامة الحد على ابنها مؤكدة أنه رفض النصيحة والابتعاد عن هذا الطريق. وقال ديريه والد الجاني "لقد كنت في انتظار هذا اليوم وأنا راض عن إقامة الحد على ابني بسبب رفضه لنصائحنا وضربه بها عرض الحائط "مؤكدا أنه كان ينزعج من تصرفاته التي وصفها بغير الأخلاقية . وقد تعالت أصوات الحضور عند وصول السيارة التي كانت تقل عبد القادر محمود ديريه بالتكبير مطالبة بتنفيذ حكم الله على كل من تسول له نفسه الاعتداء على الآخرين. وقبل تنفيذ حكم القصاص على عبد القادر أمرته قوات المحاكم الإسلامية بأداء ركعتين وفور انتهائه من الصلاة والدعاء أطلق عليه عدة أعيرة نارية أردته قتيلا. وكان عدد من قادة المحاكم الإسلامية تحدثوا أمس عند النطق بحكم القصاص أكدوا فيه ضرورة إقامة الحدود تطبيقا للشريعة الإسلامية , كما أعلنوا أن الجميع يقوم على قدم المساواة أمام الشريعة الإسلامية مؤكدين أنه في حال إدانة أحد قادة المحاكم بجريمة ما سيتم تنفيذ حكم الله عليه كائنا من كان. وقال الدكتور عمر إيمان نائب رئيس مجلس الشورى للمحاكم الإسلامية في الصومال "إن الناس سواسية كأسنان المشط أمام شريعة الله كما أن القانون الإلهي فوق الجميع وسيتم تنفيذه على كل من يخالفه أيا كان, حتى مسؤولوا المحاكم الإسلامية" مضيفا انه يدعوا الشعب الصومالي المسلم إلى تطبيق شريعة الله لأنها الصالحة في كل زمان ومكان وهى الحل الأمثل والوحيد للمعضلة الصومالية. يذكر ان هذه ليست المرة الأولى التي تنفد حد القصاص غير انها كانت فى نطاق القبيلة الواحدة, وكانت المحاكم الإسلامية قد أقامت عددا من الأحكام التعزيرة على عدة أشخاص أدينوا بجرائم مختلفة في وقت سابق ، كما نفذ حكم الزنا على شاب أدين بالزنا خلال هذا الشهر حيث استحق 100 جلدة وتغريبه عن مقديشو مدة سنة وفق ما ورد في حكم الزنا في الشريعة الإسلامية .