انتهت في تركيا الجولة الثالثة من المفاوضات الإسرائيلية السورية غير المباشرة غداة تصويت البرلمان الإسرائيلي على مشروع يمنع تقديم تنازلات بخصوص هضبة الجولان المحتلة، فيما أعلنت فرنسا أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيعقد لقاء مع نظيره السوري في باريس الشهر الجاري. وبحسب المسؤول الإسرائيلي -الذي رفض الكشف عن اسمه- تأمل تل أبيب إمكانية البدء في مفاوضات مباشرة مع الجانب السوري خلال الأسابيع المقبلة على الرغم من التصويت الذي جرى الاثنين في الكنيست الإسرائيلي بخصوص هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. تصويت الكنيست واعتمد الكنيست في قراءة أولى مشروع قانون يفرض إجراء استفتاء أو الحصول على تأييد 80 نائبا من أصل 120 للمصادقة على أي تنازلات تتعلق بأراض ضمتها إسرائيل مثل هضبة الجولان أو القدسالشرقية. وحصل النص على تأييد 65 نائبا مقابل 18 علما بأنه يجب أن يخضع لقراءة ثانية وثالثة قبل أن تصبح له سلطة قانون. وخلال تصويت الاثنين، صوت نواب كاديما (حزب أولمرت) وحزب العمل وشاس، أبرز أحزاب الغالبية الحكومية، لصالح هذا النص الذي وصفه زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو بأنه جاء تصحيحا لوضع سابق كان يساعد الحكومات الإسرائيلية على التخلي عن أراض بسهولة، بحسب تعبيره. وفي المقابل نددت النائبة زيهافا غالون من حزب ميريتس اليساري المعارض بهذا النص معتبرة أن "الكنيست يحاول من خلال ذلك نسف أي احتمال لإجراء مفاوضات حول الجولان". واعتبر إيهودا هاريل ممثل نحو عشرين ألف مستوطن إسرائيلي يقيمون في الجولان أن هذا التصويت "يضع عمليا حدا لأي احتمال انسحاب"، مشيرا إلى أن المحادثات الجارية في تركيا أشبه بالمسرحية لأن السوريين "غير مستعدين لقطع تحالفهم مع إيران ووقف دعمهم للمنظمات الإرهابية، في حين أن إسرائيل لن تنسحب من الجولان". وكان مسؤولون إسرائيليون وأتراك وصفوا الجولة الثانية من المفاوضات السورية الإسرائيلية التي انتهت في 16 يونيو الماضي بالإيجابية. ساركوزي والأسد من جهة أخرى أعلنت الرئاسة الفرنسية أن مفاوضات السلام الإسرائيلية السورية ستكون في صلب المحادثات التي سيجريها الرئيس السوري بشار الأسد مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس في 12 يوليو الجاري، عشية انعقاد القمة التأسيسية للاتحاد من أجل المتوسط. وبرر المصدر الفرنسي دعوة الرئيس الأسد بالقول إن الأخير "لا يشكل نموذجا مثاليا على صعيد احترام حقوق الإنسان لكنه بذل جهودا لا بد من تشجيعه عليها"، في إشارة إلى انتخاب رئيس جديد في لبنان واستئناف محادثات السلام -ولو بطريقة غير مباشرة- مع إسرائيل.