أعلن وزير صهيوني بارز أن حكومته لن تحتمل بالمطلق أي مظهر من المظاهر التي تعكس التطلعات القومية والوطنية لفلسطينيي 48. ودعا وزير الاقتصاد ورئيس حزب "البيت اليهودي" ثالث أكبر الأحزاب في حكومة بنيامين نتنياهو، نفتالي بنيت، إلى إصدار قوانين تلزم "الدولة" بتهويد النقب والجليل، وهي المناطق التي يقطن فيها فلسطينيو 48. ونقلت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر أمس عن بنيت في مؤتمر نظم في القدسالمحتلة قوله إن تهويد الجليل والنقب "ينسجم مع القيم التي قام عليها الكيان الصهيوني، نافياً أن يكون هناك تناقض بين يهودية "إسرائيل" ونظامها الديموقراطي. وحذر بنيت مما أسماه "تعاظم الخطاب القومي لفلسطينيي 48"، مشدداً على أن هذه الظاهرة تلزم "إسرائيل" الإصرار على اعتراف الفلسطينيين بها كدولة "يهودية". وشدد على ضرورة سن قانون أساسي ينص على ضمان الهوية اليهودية للدولة، محذرا من "خطورة سن قوانين مدنية تنتقص من الطابع اليهودي للدولة". من ناحيتها اعتبرت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها أمس أن ما يخطط له بنيت هو جعل فلسطينيي 48 مواطنين من الدرجة الثانية في "إسرائيل". وشددت الصحيفة على أن بنيت يرى أن كل محاولة للمساواة بين مواطني الدولة بدون تمييز على أساس قومي أو ديني تهديد ليهودية "إسرائيل"، محذرة أن كل ما يسعى له بنيت والحكومة التي يشارك فيها هو "دحر المواطنين العرب والتعامل معهم بشكل تمييزي". ويذكر أن سكرتير الحكومة الإسرائيلي السابق تسفيكا هاوزر يعكف حالياً على صياغة قانون أساسي يهدف إلى تعريف إسرائيل ك "دولة قومية للشعب اليهودي"، ويتضمن ما يتوجب على الحكومة "الإسرائيلية" فعله لضمان تحقيق هذا التعريف. ورداً على تصريحات بنيت، قال توفيق محمد، رئيس التحرير لصحيفة "صوت الحق والحرية"، الناطقة باسم الحركة الإسلامية في الداخل إن علاقة الفلسطينيين بأرضهم تسبق قدوم بنيت وعائلته لهذه الأرض، مشدداً على أن فلسطينيي 48 لا تعنيهم هذه التصريحات من قريب ولا من بعيد. وفي تصريحات ل "عربي 21"، أشار محمد إلى أن المؤسسة الصهيونية قدمت إلى أرض فلسطين عام 1948 "فقتلت من قتلت وطردت من طردت، في حين أن من صمد من الفلسطينيين على أرضه لا يمكن أن ترعبه هذه التصريحات، فهؤلاء لا ينتظرون بنيت وغيره لكي يسمح لهم بالتعبير عن تطلعاتهم القومية". وفيما يتعلق بتشديد بنيت على ضرورة إصدار تشريعات تضمن تهويد الجليل والنقب، نوه محمد إلى أن "إسرائيل" توظف إمكانيتها الضخمة من أجل تهويد المنطقتين، مشيراً إلى تعاظم سياسة تدمير المنازل الفلسطينية في الجليل والنقب، علاوة على تقديم الإغراءات للمستوطنين اليهود للقدوم للإقامة في هذه المناطق. وأضاف محمد: "إسرائيل تقدم تسهيلات ضريبية لجذب اليهود للإقامة في النقب في محاولة لتهويد المناطق، ولا أحد بإمكانه الوقوف ضد إمكانيات الدولة الهائلة في هذا المجال"، مستدركاً أن هذه الإجراءات لن تسهم في المس بالهوية العربية لهذه المناطق. ونوه محمد إلى أن المسؤولين "الإسرائيليين" ليس بإمكانهم ممارسة الضغوط على فلسطينيي 48، عبر التلويح بمعاقبتهم اقتصادياً، مشيراً إلى أن خيرات هذه الأرض تعود لأهلها الأصليين.