بالرغم من تزايد أوجاع الشعوب العربية، وتفشى أمراضهم، وتفاقم مشكلاتهم، وإخفاق الوعود الأمريكية المزعومة، وعجز الضغوط الدولية المحبوكة، بسبب تشتت العرب وفرقتهم، وبسبب تعنت السياسات الإسرائيلية وانفصام السياسات الأمريكية وانحيازها الكامل لإسرائيل. وبالرغم من المخاطر المحدقة والمصير المروع الذى يهدد كيان الأمة العربية والذى حتمًاً سيؤدى إلى انقسامها وانفصال بلدانها إلى أقاليم مختلفة التوجهات، ودويلات متباعدة الهويات. وهذا ما حدث ويحدث فى العراق وفلسطين وليبيا والسودان واليمن ولبنان. إلا أن الشاكى فى حقيقة الأمر هو المشكو منه، والمسئولية تقع برمتها على عاتق العرب أنفسهم بالدرجة الأولى حكامًاً وشعوبًاً قبل غيرهم من المتآمرين علي الأمة العربية، وأصحاب المصلحة فى تقسيمها والهيمنة علي ثرواتها. وبصيص الأمل باقٍ لايتبدد لأنه لايصح إلا الصحيح، فوحدة الأمة العربية حكامًاً وشعوبًاً تسحق إسرائيل، وتمحو الفشل العربى، وتكشف المزاعم الأمريكية ، وتحيى الجهود الدولية لحل القضايا العربية المعلقة. ولا أمل ولا جدوى بغير الوحدةٍ العربيةٍ المهدرةٍ، ووحدة الأمٌة العربية تعنى ما يلى: دستور عربى موحد – ديموقراطية حقيقية واعية- سوق عربي مشترك - توجهات استراتيجية عربية موحدة- حكومة عربية موحدة - جيوش عربية متناسقة متكاملة وموحدة- برامج وخطط تعليمية متناسقة ومتكاملة - أبحاث علمية عربية متكاملة- زعيم عربى قوى مخلص ومستنير. ولن تتحقق تلك الوحدة المزعومة بغير ارتقاء الأمة العربية حكامًاً وشعوبًاً فوق كل ما يعوق تشييدها وبقائها ، والاستعداد التام لتقديم التنازلات وأغلى التضحيات لنيلها والإصرارِ علي بقائِها، والتمسك بالقيم الأصيلة، والحفاظ على المُنجَزَات، وإنكار الذات. ولا أمل ولا خلاص ولا نجاة بغير الوحدةٍ العربيةٍ الشاملة ..والله على ما تفعلون رقيب.. وهو على ما أقول شهيد. د. بلال محمد على ماهر أستاذ متفرغ