بدعوى العمل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ومكتب التحقيقات الفيدرالية (إف. بي. آي)؛ لحماية مشروعات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وتعقب فلول حركة طالبان وتنظيم القاعدة، تعمل شركة "بلاك ووتر" الأمريكية للخدمات الأمنية سرًا في باكستان منذ فترة. فعلى الشريط الحدودي المضطرب بين باكستانوأفغانستان ينتشر عملاء "بلاك ووتر"، التي ساءت سمعتها بشدة في الآونة الخيرة بعد تورطها في قتل مئات المدنيين في عدة حوادث بالعراق. وقال مسئول استخباراتي باكستاني لشبكة "إسلام أون لاين.نت"، طالبا عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع: "بعثنا بتقرير إلى الحكومة يتعلق بوجود بلاك ووتر في باكستان". وأردف موضحا: "يوجد ما بين 20 و25 عميلا تابعًا لبلاك ووتر يتخفون في صورة مسئولي استخبارات ودبلوماسيين، يعملون في المنطقة الحدودية في الشمال الغربي المتاخمة لأفغانستان". وأضاف المصدر ذاته أنهم "يحاولون تثبيت أقدامهم في المنطقة؛ لذا لجئوا للتنكر والتخفي بوسائل عدة.. إنهم يعملون هنا منذ عام على أقل تقدير"، مشيرًا إلى أن الشركة تقوم أيضًا ب"نشاط قوي في أفغانستان". سببان لحضورهم وعن طبيعة عمل عناصر الشركة، قال المسئول الاستخباراتي: "لقد استأجروا بعض الوكالات الأمنية المحلية.. نحن نراقب عن كثب أعمال الوكالات الأمنية التي تم استئجارها للعمل تحت إشراف عناصر بلاك ووتر". وحدد المسئول ذاته سببين لمجيء "بلاك ووتر" سيئة السمعة إلى المنطقة الحدودية المضطربة، وهما: "تعقب فلول القاعدة وطالبان، الذين تتوقع الإدارة الأمريكية وجودهم في تلك المناطق الجبلية، وحماية مشروعات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية". وأردف قائلا: "أخبرنا موظفون بارزون في بعض البنوك أنهم تعرضوا لاستجوابات من أشخاص قدّموا أنفسهم على أنهم مسئولون أمريكيون وباكستانيون، واقتصرت الأسئلة على أموال وحسابات المؤسسات التي تساند القاعدة وطالبان". وأوضح المصدر: "عرفنا من حديثنا مع السفارة الأمريكية بإسلام آباد أنهم ليسوا دبلوماسيين ولا رجال استخبارات، بل مجرد عملاء تابعين لشركة بلاك ووتر.. يبدو أن اهتمامهم منصب على معرفة مصادر تمويل المسلحين، ومعرفة المؤسسات التي تساندهم". تهديد لأمننا وجود "بلاك ووتر" في المنطقة الحدودية المضطربة مع أفغانستان، حذر منه بشدة عدد من الخبراء والمحللين، بينهم حميد مير المحلل الأمني في إسلام آباد. واعتبر مير أن هذا التواجد يمثل "تهديدا بالغا لأمن باكستان القومي، ويزيد الأمور تعقيدا"، مضيفا أن "نشاط بلاك ووتر لا يقتصر على مدينة بيشاور قرب الحدود مع أفغانستان (شمال غرب)، فهي موجودة أيضا في كراتشي بالجنوب". وأضاف المحلل الأمني: "استخبارات الولاياتالمتحدة تعتقد في اختباء عدد من قادة طالبان والقاعدة في كراتشي وبيشاور؛ لهذا السبب فشركة بلاك ووتر هنا". ويعتقد أن عمل أفراد "بلاك ووتر" في كل من العراق وأفغانستان يختلف عن عملهم في باكستان، موضحا أنه في البلدين المسلمين المحتلين "تعمل بلاك ووتر على توفير غطاء ودعم قوات الاحتلال، لكن في باكستان يختلف الوضع". أما في باكستان -بحسب مير- "فيعتمد عملاء بلاك ووتر على المزارعين المحليين، والذين يمكن القول إنه من سوء الحظ وحسنه في آن واحد، أنهم يعملون كعملاء مزدوجين.. وقد تم قتل بعضهم بمجرد افتضاح عملهم لحساب القوات الأمريكية". مجموعة العقارب وبجانب "بلاك ووتر"، ينتشر في مناطق مختلفة على مستوى باكستان منذ خمس سنوات عناصر "مجموعة العقارب" التي تعمل تحت إشراف "إف بي آي"، وتعتمد على رجال استخبارات باكستانيين وضباط جيش متقاعدين، وغالبيتهم العظمى تدين بالمسيحية. وتعمل "مجموعة العقارب" في التجسس؛ حيث تتركز مهام أفرادها في تعقب عناصر طالبان والقاعدة، وقد قُتل عدد منهم في المناطق القبلية على يد مسلحين. وأُنشئت "بلاك ووتر" عام 1996 من قبل المليونير المسيحي -أحد وجوه المحافظين الجدد- إيريك برينس، والذي عمل سابقًا في البحرية الأمريكية. ويعمل لدى الشركة حاليا مليونان و300 فرد ينتشرون في جميع أنحاء العالم، ولديها أسطول جويّ يُقدر ب 20 طائرة، بما فيها طائرات هليوكوبتر مقاتلة، فضلا عن جهاز خاص للاستخبارات، كما تقوم بتصنيع مناطيد المراقبة وتحديد الأهداف.