أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مساء الجمعة (6/6)، توجيهات للمحيطين به، بعدم الإدلاء بتفسيرات حول دعوته للحوار الشامل من أجل تحقيق مصالحة فلسطينية، بعد أن ظهرت تباينات في مواقف مسؤولي "فتح" ومستشاري عباس في تفسير هذه الدعوة. وقالت وكالة "وفا" المرتبطة بحركة "فتح" والناطقة بلسان جناح السلطة الذي يقوده عباس، إنه وبناء على توجيهات الأخير؛ فإنّ "اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ مبادرة الحوار الوطني، وجّهت دعوة لأجهزة الإعلام وجميع المعنيين، إلى عدم إعطاء تفسيرات شخصية لهذه المبادرة". واعتبرت الوكالة الرسمية أنّ ذلك يأتي "حرصاً على توفير الأجواء المناسبة للحوار الوطني، بما يؤدي إلى إنجاحه وتحقيق أهداف المبادرة في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والشرعية"، كما ورد. وكان نمر حماد، مستشار عباس، وصائب عريقات، مسؤول ملف المفاوضات، أعلنا في تصريحات صحفية وصفها المراقبون بأنها متشددة، أنه لا تغيير في موقف رئيس السلطة من الحوار، وأنّ التراجع عما أسمياه "الانقلاب" لا يزال شرطاً واجب التنفيذ قبل الحوار، وهو ما أمر لم يتحدث عنه عباس في خطابه. ويأتي هذا التباين ليعزز خلافات عميقة تسود بين قيادات حركة "فتح" فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، ففي حين يوجد جزء من القيادات يريد طي صفحة الماضي واستئناف الحوار مع "حماس"؛ فإنّ بعضها الآخر يرهن مواقفه بالكامل للإدارة الأمريكية والصهيونية اللتين تصرّان على رفض أي حوار فلسطيني داخلي. وكان رئيس حكومة الاحتلال، قد وجّه تحذيراً مبطناً لمحمود عباس، من مغبة استئناف الحوار مع "حماس"، حينما قال بعد عودته من واشنطن إنّ عباس يعرف موقفنا من العودة للحوار مع "حماس".