نظمت مجموعة من الحركات والقوى الثورية، فعالية بميدان طلعت حرب تحت شعار «لن تحكمنا أمريكا»، فى إطار الاستعداد والتمهيد لثورة 25 يناير. كانت حركة «أحرار» قد دعت فى بيان لها كافة القوى والأطراف السياسية الثورية للنزول إلى ميدان طلعت حرب لاستعادة ثورة يناير التى سرقها العسكر وأعوانه، ولاستكمال الثورة كما يرسمها الشباب وليس الخارج، تحت عنوان «الشعب يسقط نظامهم.. الشعب يصنع نظامه». وجاء فى البيان: «ثورتنا ضد الجوهر.. ضد الحقيقة.. ضد المركز.. ثورتنا فى الداخل ليصل مداها إلى الخارج.. فلتستمرى يا ثورة لسنة بل لسنتين بل لعشرة.. والله لن نسير فى مسار غيرك.. لن تحكمنا أمريكا.. فلتشهدى يا أرض ولتسمعى يا سماء: لن تحكمنا أمريكا.. يهتف بها اليوم ويموت من أجلها شباب حر النفس والعقل.. لن تحكمنا أمريكا كلمة تفصل بيننا وبين نظام العار ومن شابهه إلى يوم الدين، لا تدعون أنكم من أهلها فأنتم أكذب الخلق، ولتسألوا «المعونة» عن كذبكم، وليسأل غيركم مؤسسة الأممالمتحدة عن استغاثاته هل تجدى نفعا». شارك فى الوقفة حركة «ألتراس نهضاوى» وحركة «طلاب ضد الانقلاب»، و«شباب ضد الانقلاب» وحملة «مصريون ضد الفقر والتبعية» و«اتحاد شباب حزب الاستقلال»، و«شباب 18». وطافت الوقفة شوارع وسط البلد بدءا من ميدان طلعت حرب لتنطلق عبر شارع طلعت حرب إلى شارع عبدالخالق ثروت ثم شارع شمبيلون ثم شارع عبدالحميد سعيد لتعود مرة أخرى إلى ميدان طلعت حرب، وردد المشاركون فى الوقفة، هتافات مناهضة للانقلاب العسكرى، منها: «اسالوا كده عن المعونة.. ياخدوا رصاص ويقتلونا»، «اسالوا كده عن التبعية.. بلدى مسروقة من الحرامية»، «يسقط يسقط حكم الآلى.. كل الدم هيفضل غالى»، «اوعى يا ثورى تخون أفكارك.. حكم السيسى هو مبارك»، «يا أمريكا لمى كلابك.. بكره الثوار يكسروا بابك»، «التحرر القضية من الهيمنة الأمريكية»، «تسقط أمريكا وفلوس أمريكا وسلاح أمريكا وكلاب أمريكا»، «الشعب يريد إسقاط النظام»،«إيد واحدة»،«وحياة دمك يا شهيد.. ثورة تانى من جديد»، «اشهد يا محمد محمود.. كانوا ديابة وكنا أسود». كما حمل الثوار لافتات وأعلاما كتب عليها: «لن تحكمنا أمريكا.. استقلال تحرر حرية»، «يا راكعين لأمريكا أنا برىء منكم»، وفى ختام الفعالية قام الثوار بحرق العلم الأمريكى. وعقب الانتهاء من الفعالية، قامت ميليشيات الانقلاب باعتقال العديد من الشباب المشاركين فى الفاعلية، حيث ألقت القبض على 42 شخصا ممن شاركوا فى المظاهرات، وتبين أن من بينهم أعضاء من حركة «6 إبريل» وحركة «الاشتراكيين الثوريين»، لاتهامهم بإثارة الشغب وتنظيم مظاهرة بدون تصريح من الجهات الأمنية، وتم اقتيادهم إلى مديرية أمن القاهرة لفحصهم جنائيا وعرضهم على النيابة التى تتولى التحقيق. كما شنت حملة من الاعتقالات على مسئولى حركة أحرار، وألقت القبض على الدكتور «عبد المنعم بهاء الدين» والمهندس «محمد فوزى» المسئولَين فى حركة «أحرار» من بيتيهما. من جانبه، قال «ضياء الصاوى» أمين التنظيم المساعد بحزب «الاستقلال» والمتحدث الرسمى باسم حركة «شباب ضد الانقلاب»؛ إن الهتافات الغريبة التى صدرت أثناء فعالية «لن تحكمنا أمريكا» بميدان طلعت حرب ضد أحد فصائل الثورة، جاءت من عدد من الشباب غير المحسوب على أى من الأطراف المشاركة، والذى استهدف شق الصف وإفساد المشهد الثورى الجديد، وكسر المواجهة الجذرية لأمريكا وتابعيها من عصابة نظام كامب ديفيد. وأكد «الصاوى» أن تجمع «شباب ضد الانقلاب» مع حركات «أحرار» و«طلاب الانقلاب» و«ألتراس نهضاوى» و«شباب 18» فى مشهد واحد، برسالة واحدة، ضد أصل الانقلاب وهى أمريكا، يعنى أن ثورة مصر دخلت مرحلة جديدة لكسر الحكم العسكرى ومحاسبة قادة الانقلاب وإقرار الاستقلال الوطنى، وهو مفتاح تمكين ثورة 25 يناير. ودعا «الصاوى» كل الشباب إلى حسن الظن برفقاء الدرب فى الموجة الثورية الأولى لاستكمال ثورة 25 يناير، وعدم التسرع فى اتخاذ مواقف قبل استبيان الأمور، مؤكدا أن أعداء ثورة 25 يناير قد يفعلون المستحيل لإفساد المناخ الجديد المبشر، مذكرا الجميع بشعار المرحلة «ثورة واحدة.. دم واحد.. قاتل واحد».