قرر حوالي نصف سكان كيبوتس "مزرعة تعاونية" بمغتصبة "كفار عزة" الواقعة في النقب الغربي ضمن الأراضي المحتلة عام 1948، الرحيل عنه، في أعقاب سقوط عدد كبير من قذائف الهاون والصواريخ التي تطلقها المقاومة، وكان آخرها قد أصاب منزلا في المغتصبة بقذيفة إصابة مباشرة الأربعاء (28/5). واعتبر المغتصبون رحيلهم - طبقاً لإذاعة الجيش العبرية - بمثابة رسالة موجهة لوزير الحرب الصهيوني أيهود باراك، ولرئيس حكومة الاحتلال أيهود أولمرت اللذين لم يوفرا لهم الأمن، على حد تعبيرهم. وحسب أقوال عضو الكنيست الصهيوني حلميش الذي يسكن في الكيبوتس: "إن الوضع لا يطاق فصبرنا قد نفد (..) لا نهاية لصواريخ غزة، إننا نشعر باليأس من المستويين السياسي والعسكري". يذكر أن أربعين عائلة صهيونية من العائلات التي تقطن في مغتصبة (كفار عزه) قرروا مغادرتها منتصف شهر مايو الحالي بسبب ما وصفوه تواصل سقوط صواريخ الفصائل الفلسطينية عليها. وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية أن "الكيبوتس" والذي يبلغ عدد سكانه حوالي 800 شخص، يعيش سكانه في "خوف دائم بسبب تساقط الصواريخ وقذائف الهاون بشكل يومي عليهم"، ونقلت الصحيفة عن هذه العائلات قولها: "إننا لن نكون نحن وأبناؤنا رهائن لدولة إسرائيل، سنعود إلى هنا عندما يوجد حل لمواصلة الحياة". وعلى نحو متصل؛ كان الآلاف من مغتصبي "سديروت" الصهيونية الواقعة إلى الشمال من قطاع غزة، قد هددوا أيضا بالرحيل الجماعي منها مؤقتاً مطلع الشهر الحالي، احتجاجاً على استمرار تساقط الصواريخ الفلسطينية عليها، والسكن في خيام في ساحة رابين بمدينة تل الربيع (تل أبيب) أو القدسالمحتلة. ونقلت إذاعة الجيش الصهيوني عن يوسي تمستي، أحد القائمين على وثيقة بهذا الشأن في الأول من شهر مايو الحالي قوله: "إن سديروت انتهت، وإذا لم تكن الحكومة قادرة على توفير الحماية للسكان، فإننا سنتركها"، موضحاً أن (3000) شخص من سكان سديروت وقعوا على الوثيقة. وهدد تمستي، وهو أحد أعضاء لجنة التجار في "سديروت"، أنه في العاشر من شهر مايو الجاري سيتركون المغتصبة ويسكنون إما في القدس أو في ساحة رابين، قائلاً: "نحن لا نريد أموالاً وإنما نريد هدوءاً". وأصيبت زوجة تمستي قبل عام ونصف العام بجراح خطيرة نتيجة سقوط صاروخ بشكل مباشر على بيته. بدوره؛ كشف "إيلي مويال"، رئيس بلدية مغتصبة "سديروت"، إن 15 في المائة من سكانها رحلوا بلا عودة خلال العام الماضي، وقال: "إن كل الشواهد تدل على أن من يترك سديروت لأسباب أمنية بحتة، ولا يرجع إليها مرة أخرى".