خطة 25 يناير 2014 – الحلقة الثانية خامسا : لا أقصد إستبعاد إستهداف دخول التحرير يوم 2014 ولكن أركز على ضرورة عدم التمسك بذلك إذا كانت القوة العددية لاتسمح ، وتأجيل ذلك للحظة تالية . إن هدفنا الجوهرى هو تفكيك آلة القمع وعندما نتمكن من ذلك لن ندخل التحرير فحسب بل سندخل كل مؤسسات الدولة !! والحرب الشعبية الاستنزافية هى طريقنا الذى بدأناه من أسابيع قليلة فقط ، إرهاق أفراد الشرطة والجيش بدنيا ومعنويا هو طريقنا لتفكيك آلة القمع . هؤلاء لايفكرون ولايفعلون إلا القتل وانتهاك الحرمات ، ومن واجبنا أن نفرق هذا الجمع الشرير . سادسا : نحن حريصون إلى أبعد حد على حرمة الدم ( مايزال المؤمن فى فسحة من دينه مالم يصب دما حراما ) أخرجه البخارى . وعندما نقول إن الانقلابيين يضمنون مقاعدهم من النارفذلك لأنهم لايأبهون بالدم . ولكن ليس معنى ذلك أن الاسلام يحرم استخدام القوة للدفاع عن النفس . بل وأكثر من ذلك فإن الخروج المسلح على الحاكم له اشتراطاته الشرعية والتى تتضمن التقديرات السياسية الصائبة بأن يكون عملية جراحية سريعة لا استنزاف دموى مستمر وطويل ومقيم ، ونحن نقول إن إشتراطات الخروج المسلح غير متحققة حتى الآن فى ظروف مصر ، وحتى لانقع فى سيناريو سورى أو جزائرى ( نبحث ذلك فى رسالة قادمة ) . ولكن إسقاط الحاكم الكافر أو الظالم أو الفاسق بالقوة مسألة مقررة من حيث المبدأ فى القرآن والسنة ، وقام بها الأنبياء والرسل وبالأخص النبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم . أقول ذلك حتى لا يهددنا العسكر بحكاية الحرب الأهلية حتى يضمن عبوديتنا له . وأعتقد أننا لن نحتاج لذلك إن شاء الله ، والدليل أننا نتقدم فى تقويض الانقلاب بدون العنف المسلح . سابعا : السلطة الغاشمة تدرك أهمية مركز العاصمة وأهمية العاصمة ككل باعتبارها موطن القوة والنفوذ ، وبالتالى فإن قتالها حول التحرير ووزارتى الدفاع والداخلية مفهوم جدا ، لأن سقوط هذه المواقع فى يد الثورة يعنى سقوط النظام ولا شىء آخر. ولذلك فإن الثورات كثيرا ما تلتف حول ذلك بتجذير الحراك الثورى فى الأطراف . وقد بحثت ذلك بالتفصيل فى كتاب سنن التغيير. هذا مافعله الرسول الكريم ، عندما التف على سلطة قريش فى مكة ، من المدينة ( بعد فشل محاولة الطائف ) وجنوبا حتى اليمن وغربا حتى البحرين وشمالا حتى حدود الشام . أحاط بمكة من كل جانب حتى سقطت بدون قتال كثمرة ناضجة فى الفتح . وهذا كان قانون الثورة الصينية بقيادة ماوتسى تونج ( من الأطراف إلى القلب ) . ولقد كان من أهم أسباب نجاح هذه الموجة الثورية الحالية فى مصر أن الثوار، عندما تعرضوا للضغط فى العاصمة ومختلف عواصم المحافظات ، توجهوا إلى بعض المراكز ثم توجهوا لبعض القرى ، ثم معظم القرى وعادوا بصورة ارتدادية إلى المراكزثم إلى عواصم المحافظات حتى أكثرها عنادا : فى الغربية والمنوفية والدقهلية ، وعليهم الآن أن يضربوا ضربتهم الكبرى فى قلب الدولة الظالمة ، بالهجوم على العاصمة ومركزها الرئيسى فى ميدان التحرير وما حوله . ومعارك المظاهرات ليست كمعارك الجيوش المسلحة بمعنى أنه يصعب التنبؤ بموعد النصر . وهى أشبه بذلك العمود الحديدى الذى تضرب به باب القلعة الحصينة ، ولا تعرف أى ضربة هى التى ستحطم الباب ، أم أن هناك من سيفتح لك الباب من الداخل ! فلنستهدف التحرير وما حوله وبمنتهى الاصرار ، ولكن إذا وجدنا أن الأعداد غير كافية ، وأن قوات العدو ماتزال متماسكة رغم التوسع فى الجلاشة والفطائر ، فيمكن الالتفاف حولها ، لا التفرق . كما حدث فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير 2011 ، ولنذهب إلى الأحياء الشعبية ، ونضرب قوات القمع فى خصرها . ولا داعى للتفصيل أكثر من ذلك فهناك العشرات من القرارات الميدانية التى تتخذ فى التو واللحظة . المهم المتابعة اليومية إذا وجدنا الموجة عالية ومواتية ولا نعطى فرصة للعدو أن يستجمع قواه ، ولا نعطى فرصة لأجسامنا كى تبرد بلغة كرة القدم . ثامنا : إن إعادة تشكيل اللجان الشعبية فى الأحياء أصبح ضرورة لأن شرطة الانقلاب أصبحت هى والبلطجية نسيجا واحدا من زاوية عدم الالتزام بأى قانون . أصبحت ضرورة لحماية الشرف والعرض والمال والنفس والممتلكات . نحن أمام شرطة تحولت لمجموعة من الأوباش لا تقاوم أى جريمة ولكن تقود هى إرتكاب الجرائم . وطريقة تشكيل هذه اللجان تتوقف على ظروف كل حى أو قرية على حدة . تاسعا : إن معارك الشوارع ليست هى كل ميدان المنازلة ، فلا يقل عن ذلك أهمية توسيع دائرة العصيان المدنى التى بدأت بالامتناع عن دفع فواتير الكهرباء والمياه والغاز وعن شراء الصحف الحكومية والانقلابية ، ومقاطعة المحطات التلفزيونية الانقلابية والحكومية . ومقاطعة الشركات التى تعلن فى برامج التوك شو الموالية للانقلاب . ومقاطعة المنتجات الأمريكية والشركات الاماراتية ( وأشهرها كارفور ) و السعودية التى تمول الانقلاب . الامتناع عن دفع الضرائب . وتوسيع دائرة الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية وصولا إلى الاضراب العام فى المصالح الحكومية والمصانع والمؤسسات التعليمية، هذا سلاح ضرورى لإسقاط الانقلاب . عاشرا : كما قال كثيرون إن يوم 25 يناير 2014 سيكون بإذن الله يوما مشهودا ومؤثرا ، وليس بالضرورة يوم سقوط الانقلاب . كما ذكرت لا تنشغل بالموعد . نحن فى المحراب نتعبد الله عز وجل ونتقرب إليه وننفذ ما أمرنا به ( والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون ) .