الانقلاب النازى يقوم بأكبر عملية تغيير ديموغرافى الكنيسة تسعى لتكرار السيناريو النيجيرى فى مصر ثمة نقطة خطيرة يفجرها الانقلاب النازى الدموى، وهى محاولة التغيير الديموغرافى فى مصر ونقل السلطة والثروة، وما يتفرع عنهما إلى الأقلية المسيحية فى البلاد التى تشكل نحو 6% من تعداد الشعب المصرى الذى تدين أغلبيته الساحقة بالإسلام. بدأت أولى مراحل هذا التغيير منذ بيان الانقلاب ( 3 يوليو 2013 ) الذى شارك فيه تواضروس الثانى بطريرك النصارى الأرثوذكس، ليعرب عن سعادته وفرحه بعزل الرئيس المسلم الذى جاء لمنصبه بأول انتخابات نزيهة فى تاريخ مصر. توالت التصريحات المستفزة من قيادات الكنيسة، وبدأ إعلام ساويرس فى تبنى المطالب الطائفية التى تقسم البلد فعلا، وتعيد تكرار مأساة دولة جنوب السودان وتيمور الشرقية. لكن ثمة أمر آخر هو محاولة الانقلاب تكرار سيناريو نيجيريا فى مصر، وهو تسليم الأقلية المسيحية زمام الأمور فى البلاد والسيطرة على كل شىء، واضطهاد الأغلبية المسلمة، وهو ما يعانى منه المسلمون فى نيجيريا.. حيث تهدم مساجدهم ومحالهم ويضيق عليهم وتطبق عليهم قوانيين جائرة لا تتفق مع أدنى معايير حقوق الإنسان، كما تنشط الإرساليات التنصيرية التى تغسل عقول الأطفال، وتولى قيادة الجيش هناك مجموعة مسيحية متطرفة تمارس التعذيب بحق المسلمين حتى وصل الأمر إلى التطهير العرقى فى بعض المناطق. والمراقب للشأن المصرى -خاصة الطائفى- يلحظ أن الانقلاب النازى المجرم يكرر السيناريو النيجيرى على طريقة (القص واللصق)؛ فأطلق يد التنصير فى المناطق الفقيرة، ومنح امتيازات لرجال الأعمال النصارى، وجعل من الكنيسة دولة فوق الدولة يهرع إليها قادة الجيش والشرطة لينالوا البركة من تواضروس الثانى وحاشيته، ويرسل الرئيس المعين إلى الكاتدرائية فى سابقة أهانت منصب رئيس الدولة وتفضح ازدواجية الانقلاب الدموى؛ إذ مرت ذكرى مولد الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- دون أن يذهب عدلى منصور إلى مشيخة الأزهر ليهنئ شيخ الأزهر أو علماء الأزهر.. وهو ما يعنى أن الكنيسة هى التى تحكم مصر، ويسعى الجميع لينال رضا تواضروس وزبانيته. مشاركة الكنيسة فى الانقلاب دفعها للتنطع واعتبار شعب مصر هو شعب الكنيسة ساعدها على ذلك انصياع الانقلاب الدموى لأوامرها.. وهو ما تجلى فى الدستور الطائفى الذى كتبه رجال «الكيف» و المزاج حتى أطلقت عليه الكنيسة «دستور يسوع»! تصريحات لا لبس فيها: نظرة سريعة لتصريحات رجال الكنيسة توضح حقيقة دستور يسوع.. «يدك اللى تكتبه يا رب زى ما كتبت زمان الناموس.. إنت تكتب بأصبع الله هذا الدستور باسم يسوع.. انت تحل المواد المختلف عليها.. انت تحل مادة 219.. انت اللى تحدد الهوية بتاعة البلد دى.. انت اللى تحمى مصر.. انت اللى تضع قوانين جديدة حريات جديدة دستور جديد مكتوب من السما مملى بيه على هذه الأرض باسم يسوع المسيح»، هذه هى تصريحات كاهن الكنيسة الإنجيلية وسط قداس حضره العديد من رعايا الكنيسة الإنجيلية. وقال كاهن كنيسة الروم الأرثوذكس بدمياط فى الاستفتاء: كلنا نكون إيد واحدة كلنا ننزل، كلنا نقول نعم. أنا كل ما بقابل حد بقول له تنزل وتقول نعم، وعايز نقدم تحية كبيرة للفريق السيسى. على جمعة: «اذهبوا بأنفسكم ونساؤكم وشبابكم إلى صناديق الاستفتاء، كل صاحب عمل ينزل فى هذا اليوم، كل صاحب مزرعة وحقل يُخرج عماله فى هذا الوقت، كل واحد فى أسرته يذهب ويعلم أن الله سبحانه وتعالى أنه يؤيده لأنه يُعمر الأرض، ولأنه ضد الفساد وضد الإلحاد وضد النفاق والشقاق وسوء الأخلاق». بولا سكرتير المجمع المقدس: «بملء الفم هقول نعم، وفى أى مجال كنسى هقول نعم». الأنبا ديفيد أسقف نيويورك: «عندنا أمل فى ظل الدستور الجديد والتعب الكبير اللى قام بيه السيد عمرو موسى ولجنة الخمسين فى ظل هذا الدستور الأمور تتحسن». تواضروس الثانى: السيد عمرو موسى من وقت ترشيحه للرئاسة كان زارنا مرة قبل كده، وزارنا فى دمنهور لما كنت أنا فى خدمتى فى دمنهور، والمرة دى طلب هو الزيارة وكان كل الحديث.. أنا لم أطلب شيئا ولم أقترح شيئا، ولكن الحديث كله على كيف تكون بلادنا مصر بلاد عصرية حديثة تصلح للمستقبل والقرن الواحد والعشرين اللى احنا فيه. والرجل باعتباره رئيس لجنة الخمسين عنده الفكر نفسه وعنده التوجه نفسه، وأعتقد إنه حريص على كده، وإن الدستور لا يخرج بصبغة دينية كما فى الدستور السابق. الأنبا ديفيد: «نشكر ربنا أن الجيش المصرى -وطبعا مننساش دور الفريق السيسى- على قلب رجل واحد، ووقوف الجيش بجانب الشعب ورجع الشعب المصرى يحترم ويحب الجيش». نعم تُزيد النعم: وقال تواضروس الثانى فى مقاله ب«الأهرام» عدد 13 يناير 2014 بمقاله (قول نعم يُزيد النعم): «وبدأت الخطوات.. وجاءت خطوة الدستور وقد شاركت الكنيسة مثل كل فئات المجتمع وأعمدته فى اللجنة الموقرة التى قامت بإعداد مشروع الدستور وبعد مناقشات وحوارات رامية فيها التدقيق والفحص والبحث عن سلامة المجتمع أولا.. ولد مشروع للدستور مناسب ومتوازن إلى حد بعيد.. وبناء على هذه المشاركة والتوافق حوله، صار حريا بنا جميعا أن نشارك بإيجابية فى هذا الاستفتاء المزمع إجراؤه يومى 14 و15 يناير 2014، وفى أثناء قراءتى لمواد الدستور تذكرت ذلك المثل العربى القديم والقائل (قول نعم يزيد النعم) وفى اعتقادى أن هذه مشاركة وطنية خالصة وممارسة لأحد حقوق المواطنة الواجبة على كل مصرى. وفى الحقيقة فإن نجاح هذه الخطوة الحيوية فيها الانطلاقة الحقيقية لبناء مصر الحديثة ويعقبها انتخابات الرئاسة والبرلمان والمحليات مع النقابات والأندية ومؤسسات المجتمع المدنى، ليكون البنيان كله جديدا وحديثا وقويا ومصريا خالصا يحمل التاريخ والحضارة نحو مستقبل مشرق ومتقدم من أجل الحاضر والمستقبل وعاشت مصر للمصريين» ا.ه. الحشد عن طريق ساويرس والكنيسة كما توالت رسائل على شبكة موبينيل المملوكة لنجيب ساويرس لجميع المشتركين، نصها: «يسوع الرب يدعوك للتصويت بنعم على الدستور، قول نعم تجلب النعم». وعلى أرض الواقع سخرت الكنيسة كل إمكانياتها للحشد لدستور يسوع، حيث قام رجال الأعمال النصارى بدفع ملايين الجنيهات لتعليق ملصقات تدعو للدستور، و«رش» مئات الآلاف على العمد والمشايخ وكبار العائلات فى القرى والكفور والنجوع، وأصحاب المقاهى الذين يبرمجون التلفاز على قنوات «سى بى سى» و«أون تى فى» و«القاهرة والناس».. وتحرك بالتوازى إعلام ساويرس فى حملة غير مسبوقة مدججة بالأكاذيب والأباطيل للدعوة للدستور وتوزيع نسخ هدايا منه على الصحف والمجلات. وفى يومى الاستفتاء المزعوم خرج الرهبان والقساوسة عن بكرة أبيهم من الأديرة والكنائس لحشد النصارى وشوهدت أتوبيسات تعمل منذ الصباح الباكر لتنقلهم إلى لجان الاستفتاء، كما خرجت المسيحيات بكثافة فى استجابة للحشد الكنسى الرهيب الذى يأمل فى طرد المسلمين من مصر بتثبيت أول حجر فى الدولة القبطية المزعومة وهو الدستور. الانقلاب الدموى يصر على تفخيخ الوطن وتسليم الدولة للكنيسة بالمفتاح، ليرد الجميل لتواضروس الذى أخرج أتباعه فى مظاهرات 30 يونيو، وللقيام بأكبر عملية تغيير ديموغرافى فى الشرق الأوسط تسمح للأقلية بالتحكم فى الأغلبية الساحقة وتغيير هوية مصر الإسلامية وحضارتها.