تألمت أشد الألم وأنا أشاهد عبرالتلفاز شكوى وصراخ بعض الفقراء المستفيدين من مساعدات الجمعيات الأهلية التى سطتْ عليها حكومة الإنقلاب الظالمة وصادرتها بدعوى محاربة وتجفيف منابع الإرهاب ؛ وإستحلّت بذلك أكل أموال الفقراء سيراً على عهد من سبقها من حكومات النظام الذى تم إسقاط رأسه! فى 25يناير حينما إستباحو كل شىء بدءاً بإيرادات الدولة المصرية من بيع وتصديرالغازالطبيعى والثروة المعدنية مروراً بإيرادات قناة السويس والسياحة ثم الضرائب التى أثقلوا بها كاهل الأغلبية المطحونة من شعب مصر دون الإقتراب من حرم البكوات من المستثمرين والمصدّرين والمستفيدين من صفقات البيع والخصخصة وإرساء العطاءات والمناقصات بالأمر المباشر دونما منافسة أو شفافيةٍ تذكر؛ وحتى أموال التأمينات والمعاشات المفترض كونها ملكاً لأصحابها صادروها بدعوى دمجها فى برامج الإحتيال والسبوبة المعروفة بالإستثمار..بتنفيذٍ مباشر من اللص الهارب يوسف بطرس غالى وبمباركة من عديم البركة حسنى مبارك!؛ وقد كان حاله حيال ذلك كما وصفه القرضاوى الشاعر..وكمْ منحت لصوصاً يا قاسياً رحمتك!..ومع كل تلك المصادرالمتنوعة للإيرادات بخل النظام الحاكم على مدار العقود الطويلة بالحياة الكريمة على المصريين_وكأنه يقتطع من جلده!_حتى عمّ الفقرُ فى ربوع البلاد كلها وبلغت إحصائيته ما تزيد عن40% من الشعب المصرى يعيشون تحت خط الفقر؛ مع غياب تامٍ لكل صور الآدمية لهؤلاء المساكين..سواء فى المساكن الضيقة أو التعليم الفاشل أوالرعاية الصحية المتدنية أو البنية التحتية المتأكلة من طرق سيئة وشبكة مواصلات متهالكة تحصدُ أرواح هؤلاء شمالاً وجنوباً وما حوادث الطرق والقطارات منا ببعيد ؛ ناهيك عن مياه الشربٍ غير النظيفة "المخلوطة بالصرف الصحى أحيانا" أو الأغذية المهرمنة والمسرطنة ببركة يوسف والى أمين عام الحزب الوطنى الديمقراطى!..ومع إنعدام العدالة الإجتماعية فى توزيع الثروات والوظائف والإلتحاق بالدراسة والعمل ببعض الجهات الرسمية بالدولة مثل النيابة والسلك القضائى والكليات الجوية والبحرية والشرطة ووزارة الخارجية وغيرها الكثير مما هو مقصورٌعلى أبناء الصفوة وأصحاب الحظوة..هذا الظلم من الدولة تجاه هؤلاء الفقراء والمعدومين من تدنى الرعاية بكل أشكالها إجتماعيةً أوإقتصاديةً أو صحية.. دفع بعض المخلصين لتبنى إقامة عدد من الجمعيات الأهلية تقومُ على تبرعات أهل الخير؛ فقاموا وأكثرهم شهرة كانت الجمعية الشرعية ؛التى تكفل قرابة نصف مليون يتيم بالإضافة إلى المشاريع التى أقامتها الجمعية وغيرها من مدارس ومستشفيات وحضّانات رُضع فى محاولة لسد العجزالشديد الذى خلّفه إهمال نظام جشع قصّر فى واجبه وأهمل رعاية مواطنيه وتفرغ لملذاته وشهواته فى جمع المال وإحتكارالسلطة والتمتع بما لذ وطاب على موائد القصور وفنادق السبع نجوم التابعة لجنرالات الجيش وصفوتهم من دارالدفاع الجوى والمدرعات والحرس وغيرها التى تُقدم لهم ما يسيل له اللعاب من كافيار ودندى وخراف مشوية..والفقراء يمتنعون!!..هكذا حالهم وذلك قدرهم فى بلد لا يعرفُ حكامها الرحمة ولا يشعرون أبداً بما يعانى منه فقراء مصر المقيمون فى العشوائيات التى لا توصف بأقل من القبح درجة ؛حتى كان ما كان من إنقلاب السلطة وخيانة العسكر فبحثوا فى تثبيت سلطتهم والنجاةِ بفعلتهم ولو على حساب دماء وأرواح شعبٍ مكلومٌ بهم مُبتلى بفسادهم وشؤم طلعتهم فوسوس لهم إبليسُ الذى لم يفارقهم لحظة! فى مصادرة أموال الفقراء فى الوقت الذى سمحوا فيه بتهريب أموال مبارك وعصابته من أبناء العمومة!! وعادوا أدراجهم يمارسون هوايتهم القبيحة فى إذلال شعبٍ لطالما منحهم الفرصة!!حتى جاء اليوم الذى رأينا فيه عددٌ من الرجال يبكى وينتحب على شاشات التلفاز من شدةِ ما آلمّ به جراء ما قامت به حكومة الإنقلاب وآلمنى أشد الألم حينما سمعت أحدهم يقول..والله لأخرج أسرق علشان البنت ما تموتش!! ولا حياة لمن تنادى فى العصابة الحاكمة المُتخمة بثرواتنا فى بلدٍ كانت ولا زالت ظالمة للفقير دون سواه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.