ين القناصة قتلة الشهداء يا عيسوى؟ كتاباتى ستستهل دائما بهذا السؤال حتى يكشف الله أمرا يريده البعض مستورا أو يمشى العيسوى. مصر الآن مثلها مثل راجل طيب (وفى قول آخر خايب) كان مقرش وله فلوس بره فى السوق، بالبلدى اتقلب واتنصب عليه من شقلة نصابين وضربوا عواف، شوية منهم طفشوا برة بالفلوس وشوية اتزنقوا بالداخل. هذا الرجل الطيب الخايب هو رجل عمليا فقير، ونظريا غنى لكنه رخو ما بيحصلش فلوسه، ودنى ومتردد وإرادته ضعيفة، فحين سنحت له فرصة، يقوم بدل ما يحط إيديه على كل ممتلكات هؤلاء النصابين ويبعها فى مزاد علنى ويرجع فلوسه بفايدتها ويرمى الباقى فى وشهم. بدل كدة يروح يدور على حد يشحت منه أو يقترض بالفايظ. الفكرة إنه حاليا عاطل مابيدخلش إيراد ومصاريفه كتيرة.. يعنى هايتعثر هايتعثر ومش هايعرف يدفع وهايغرق أكتر فى الديون لحد ما هايعلن إفلاسه. وقتها مايلومش إلا نفسه ولن يسامحه أولاده للمرمطة اللى هايشفوها فى المال العام، أيستوى من فرط فيه وساعد على لهطه فى عصر دولة النهب المنظم مع من يفرط الآن؟!! مع من يفرط الآن فى استعادة نفس هذا المال المنهوب بعد أن صرنا فى عصر دولة «الاستعادة» الاستعادة بمعناها الشامل الجامع العريض، لمقدرات الوطن وعقده الاجتماعى المسلوبين. سيبنا من العقد الاجتماعى الجديد فوراءه جيش يدافع عنه، حتى وإن بعثرت مقدمته نزق صغار الثوار الألتراس، فما زال له جند كثر يخوضون معركته بضراوة بميمنة من نخبة النشطاء الليبراليين والحقوقيين، وميسرة من الكتلة المستفيقة الواعية الجديدة. تعالوا بقى للجزء التانى وهو المقدرات المذهلة التى جرفت فأين جيشها؟! أين مقدمته وميمنته وميسرته؟ طب فين وشه من قفاه؟! والثروة التريليونية التى شلحت فأفقرت الوطن ورمت بشعبه فى هوان شحاتة الهبات والعطيات وتبرعات القادرين وحسنة إلهى يسترك. أين هو مشروع استعادتها وجدوله الزمنى؟! مالك المنهوب يا مصر من له؟ من هم رجاله؟ وأين مقاتلوه وأين أنيابهم ومخالبهم؟ يعنى كلنا متفقون إن كل اللى ساعد وسهل النهب فى عصر المشلوح حرامى، لكنه حرامى صريح، وتصدق كمان إنى ممكن أعذره شوية فى زمن مولد الفتة المحلولة التى فاقت كل خيال. لكن بقى لا أعذر ولن أسامح من هو نى وطرى وبطىء ومتخاذل فى إنه يرجع المال المنهوب. وفى عقيدتى يبقى إيه؟! أنا أقولك: حرامى برضه! مع كل احترامى، أيوة حرامى، حرامى بالتواطؤ بقى بالغباء بالتراخى ماعدش يعنينى ولا يعنى المصريين المعدمين فى كل العصور! الحقوق المسلوبة تبتعد وتتبخر كلما مضى الوقت. أين مشروع استعادة الثروات الجدى الصارم العنيف ولماذا مجهودات باردة متناثرة متخبطة ومرتعشة؟ لماذا كل التصريحات حولها يائسة أشبه بمن يرددون شائعات صحف صفراء؟ تصريحات لم تتعد نميمة العواجيز ودعاء العاجزين. الثورة قامت من أجل الحقوق الضائعة ألا تتذكرون؟ كيف تفكرون؟ ليه إيديكو فى الميه الساقعة؟! ما تصدروا قانون عسكرى شجاع محصن من بتاعكو يضع آلية للتسويات قاطعة ولموا الفلوس!! يا من صرتم الوكلاء الشركاء الجاثمين الجدد على أنفاس الوطن اللاهجة، الشعب قد يفهم أن الذين فرطوا من المسؤولين فى عصر دولة اللصوص فرطوا لأنها ببساطة كانت دولة لصوص مخطوفة ومكممة. قد يفهمون أن هؤلاء المسؤولين قد فرطوا فى دورهم الطبيعى الحائل بين الحرامية الكبار وبين مال الدولة لأنها ببساطة كانت دولة لصوص مخطوفة ومكممة. بأنهم تحالفوا أو انقلب دورهم إلى حائل بين الناهبين والمساءلة.. بأنهم كونوا ساترا منيعا من القوانين المعيبة والمفصلة تفصيلا سهلت للعصابة المباركية وعصبتها ابتلاع ثروات وجثة الوطن برضه لأنها ببساطة كانت دولة لصوص مخطوفة ومكممة.. أما من يفرط فى العهد الجديد، عهد الشعب.. عهد الاستعادة. من يفرط فى استعادة حقوق سالت من أجلها أطهر وأصبى دماء جرت على تراب الوطن داهيته أكبر وليس له عذر.. الشعب هيفهم إيه لو ضاعت ثرواته المنهوبة وأراضيه المسلوبة بعد ما مسك الحرامى وحطه فى السجن والثروات دى موجودة أمام عينه فى الراحة والجاية؟! هايقول ببساطة المجلس العسكرى ضيع فلوسنا وكانت تحت إيدينا!! أهكذا تريدون أن يذكركم التاريخ أيها الشريك الوكيل؟! أبدا لا يستوى من فرط بالأمس بمن يفرط اليوم، المفرط اليوم مثله مثل الحرامى مع كل احترامى. المصدر : جريده التحرير