تتواصل معاناة اللاجئين الفلسطينيين القابعين في مخيم اليرموك بسبب المعارك العنيفة بين المعارضة السورية والموالاة ليقعوا ضحايا العنف الطائفي في ذلك البلد. عامان من المعارك العنيفة مرت على المخيم دمر خلالها عشرات المنازل وقتل فيها المئات وصت صمت عربي وآخر دولي.
ولم يكتفي النظام الحاكم في سوريا بالقتل والترويع بل استمر في حصار المخيم وصولاً إلى تجويع سكانه ليموت الناس دون أن يتحرك الضمير العربي والعالمي.
وبسبب عدم توفر قوتهم يسعى السكان للأكل من خشاش الأرض، كما يروي المتحدث بإسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين"كريس غونيس"، الذي أوضح بأن أطفال المخيم باتوا يتناولون العلف المخصص للحيوانات.
واستعرض غونيس معاناة سكان المخيم الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، في ظل نقص التغذية، وعدم كفاية جهود الإغاثة الطبية للعناية بالجرحى والأمهات اللواتي يضعن مواليدهن، الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهن في بعض الحالات.
وذكر أن الأطفال يتناولون خضروات بائتة، ونباتات وتوابل تذوب في الماء، ما يؤدي إلى إصابتهم بفقر الدم، وأمراض العظام، حيث يعيشون في المخيم، الذي انقطعت عنه الكهرباء، منذ نحو عام، لافتا إلى أن الأهالي يشعلون أثاثا منزليا أمام خيم، من أجل التدفئة.
ولفت المتحدث باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن شبكة المياه في المخيم تعمل ثلاثة أيام في الأسبوع، بمعدل أربع ساعات يوميا، مشيراً إلى أنه سُمح لبعض الأشخاص بمغادرة المخيم، لكن عددهم مجهول.
وأردف أن فلسطينيين وسوريين، يعيشيون في المخيم، المغلق أمام المساعدات الإنسانية، داعيا إلى السماح بإدخال المساعدات إلى المخيم، وإغاثة المدنيين المحاصرين.
وحذر من ارتفاع حالات الوفيات بين سكان المخيم التي بلغت 49 حالة غالبيتهم من الاطفال والمسنيين.
ويبقى السؤال مطروحاً هل سيؤدي مشهد الاطفال الجوعى والشيوخ القتلى إلى تحريك المشاعر الصخرية للمجتمع الدولي أم أن المعاناة ستستمر دون مجيب؟