انتهاء فرز الأصوات ب عمومية المحامين لزيادة المعاشات    مصدر ب«التعليم» يكشف خطة التوسع بالمدارس اليابانية في مصر    مصر تجذب 520 ألف سائح أمريكي خلال العام الجاري    مكتب إعلام الأسرى: 275 طفلًا في سجون الاحتلال حتى سبتمبر الماضي    ريال بيتيس ضد برشلونة.. هاتريك توريس يمنح البارسا التقدم 4-1 "فيديو"    بث مباشر لمشاهدة مباراة منتخب مصر ضد الإمارات في كأس العرب (لحظة بلحظة) | انطلاق المباراة    إغلاق ميناء نويبع البحرى بسبب سوء الأحوال الجوية    سرق أسلاك كهرباء المقابر.. السجن 3 سنوات لشاب بقنا    صور تجمع مصطفى قمر وزوجته فى كليب «مش هاشوفك» قبل طرحه    قطر تبحث مع نيجيريا والبوسنة والهرسك سبل تعزيز علاقات التعاون    مؤسسة أبو العينين عضو التحالف الوطني تحتفل باليوم العالمي لذوي الهمم    بايرن ميونخ يكتسح شتوتجارت بخماسية.. وجولة مثيرة في الدوري الألماني    الإصلاح مستمر في ماراثون الانتخابات.. وحماية الإرادة الشعبية "أولاً"    تقرير عن ندوة اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام حول وثيقة نوسترا إيتاتي    وزير خارجية ايران يدعو اليابان إلى لعب دور محوري في تأمين المنشآت النووية    أحفاد أم كلثوم يشيدون بفيلم الست عن كوكب الشرق.. دينا ونادين الدسوقي: عمل رائع وشكرًا لكل صناع العمل.. خالد الدسوقي: عمل مشرف وتخليد لذكراها خرج بأفضل مما كنت أتوقع.. وكنت أقرب حفيد لكوكب الشرق..    جيش الاحتلال الإسرائيلي يصيب فلسطينيين اثنين بالرصاص شمال القدس    بحضور قيادات المحافظة.. إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين ببني سويف صور    إسرائيل ترد على طلب ترامب بالعفو عن نتنياهو: الديمقراطية فوق كل اعتبار    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 9 مسلحين في عمليتين استخباراتيتين بولاية خيبر باختونخوا    سكرتير عام الجيزة يتابع جهود رفع الإشغالات وكفاءة النظاقة من داخل مركز السيطرة    خالد محمود يكتب: أفضل أفلام 2025    محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة    صحة المنوفية تتفقد 3 مستشفيات بمنوف لضمان انضباط الخدمة الطبية    بيطري الشرقية: استدعاء لجنة من إدارة المحميات الطبيعية بأسوان لاستخراج تماسيح قرية الزوامل    اسكواش – تأهل عسل ويوسف ونور لنهائي بطولة هونج كونج المفتوحة    الفريق أحمد خليفة يلتقى رئيس أركان القوات المسلحة القطرية    هيئة الكتاب تهدي 1000 نسخة من إصداراتها لقصر ثقافة العريش دعمًا للثقافة في شمال سيناء    الإعدام لمتهم والمؤبد ل2 آخرين بقضية جبهة النصرة الثانية    عمرو عابد يكشف سر عدم تعاونه مع أبطال «أوقات فراغ»    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    نظام «ACI».. آلية متطورة تُسهل التجارة ولا تُطبق على الطرود البريدية أقل من 50 كجم    ضبط عاطل اعتدى على شقيقته بالمرج    هذا هو موعد عرض فيلم الملحد في دور العرض السينمائي    خبير اقتصادى يوضح تأثير انخفاض سعر الدولار عالميا على الدين الخارجي المصرى    الدوري الإنجليزي.. موقف مرموش من تشكيل السيتي أمام سندرلاند    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    احذر.. الإفراط في فيتامين C قد يصيبك بحصى الكلى    15 ديسمبر.. آخر موعد للتقدم لمسابقة "فنون ضد العنف" بجامعة بنها    الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    الإعلان التشويقى لفيلم "القصص" قبل عرضه فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى    فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض    الزراعة توزع أكثر من 400 "فراطة ذرة" مُعاد تأهيلها كمنح لصغار المزارعين    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    وزير الأوقاف يعلن عن أسماء 72 دولة مشاركة في مسابقة القرآن الكريم    تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    حارس بتروجت: تتويج بيراميدز بإفريقيا "مفاجأة كبيرة".. ودوري الموسم الحالي "الأقوى" تاريخيا    اندلاع حريق ضخم يلتهم محتويات مصنع مراتب بقرية العزيزية في البدرشين    اسعار المكرونه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى أسواق ومحال المنيا    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة ريال بيتيس في الليجا    وزير الأوقاف: مصر قبلة التلاوة والمسابقة العالمية للقرآن تعكس ريادتها الدولية    الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف الأنيميا والسمنة والتقزم    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    لاعب بلجيكا السابق: صلاح يتقدم في السن.. وحصلنا على أسهل القرعات    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تشهد تطورات محزنة ومخزية على الصعيد الداخلي والخارجي:
نشر في الشعب يوم 26 - 05 - 2008

تشهد مصر حاليًا مجموعة من الأزمات والأحداث الجسام سببها الرئيسي وبكل اقتدار هو النظام المصري الذي تزداد كوارثه ومصائبه يومًا بعد الآخر، فلا زالت السلع الرئيسية والضرورية تشهد ارتفاعًا فاحشًا في الأسعار وسط نوايا حكومية بفرض مزيد من الضرائب والرسوم، وفي الوقت الذي يذهب فيه الغاز المصري إلى الصهاينة بأثمان بخسة، قفز سعر الحديد ليصل إلى 8000 جنيه للطن هذا اليوم!!!، هذا فضلاً عن استمرار تفريط النظام في سيادة مصر وأمنها ومابين الوضع الداخلي والخارجي تظل مصر بتاريخها وشعبها هي الخاسر الوحيد!!
فعلى صعيد المستوى الداخلي، واصلت السلع الرئيسية قفزاتها الجنونية في الأسعار بينما عجز المواطن تمامًا عن ملاحقة هذا الوضع، وقد أشارت تقارير سوق الحديد المصري إلى ارتفاع جنوني في سعر حديد التسليح حتى وصل إلى 8000 جنيه للطن وهو سعر – غير مسبوق وكارثي – كما يشير الخبراء والمراقبون!!
محاكمة برلمانية
و في ظل صمت حكومي تام عن ممارسات شركات الحديد وفي مقدمتها "حوت" لجنة السياسات أحمد عز، كشف نواب المعارضة والإخوان في البرلمان عن قيامَ شركة الحديد والصلب المصرية بتصدير منتجاتها إلى الخارج بأسعار أقل من السوق المحلية، ودعوا إلى مقاطعة شراء الحديد لمدة شهر، مشددين أن أزمة الحديد في مصر لن تنتهي إلا بانتهاء النظام الحاكم وسياسته الخاطئة التي فتحت الباب واسعًا أمام الممارسات الاحتكارية الفجة.
وأكد النواب أن هذه الارتفاعات الجنونية في أسعار الحديد تهدد صناعة البناء في مصر بالانهيار وتضر بالأمن والسلام الاجتماعي، خاصة في ظل عدم جدوى كل النداءات والطلبات والإجراءات التي قام بها نواب مجلس الشعب، وكذلك صيحات الخبراء والمتخصصين، وذلك كإجراء أخير وكتعبير صارخ عن بشاعة الجريمة التي تُرتكب في حق مصر وفي حق شعب مصر.
.. وبلاغ للنائب العام
وفي سياق متصل، تقدم النائب مصطفى بكري عضو مجلس الشعب ببلاغ إلى النائب العام ضد شركة حديد "عز" أشار فيه إلى أن تلك الشركة تستحوذ على أكثر من 50 % من أسهم شركة الدخيلة للحديد والسيطرة على إنتاج الحديد في مصر ورفع أسعاره دون مقتضى لذلك، وهو ما يتضمن مخالفات لأحكام قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية حسب بلاغ بكري.
أحمد عز.. شدوا الحزام!!
وبعد هذا كله يطلع علينا السيد "أحمد عز" ليطالب المصريين ب"شد الحزام"!!!
موضحًا أن الموازنة الجديدة تواجه تحديات خطيرة علي المستوي المحلي والعالمي وتفرض ضرورة شد الحزام.
وقال إن الحكومة مضطرة إلي تخفيض الاعتمادات المدرجة للموازنة الجديدة لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بنسبة 50% وتخفيض موازنات الشباب والرياضة والثقافة والصحة والإسكان وجميع الوزارات بنسب مختلفة.
وقال رداً علي مطالب اللجان النوعية بمجلس الشعب بزيادة الاعتمادات إن عجز الموازنة لا يجب أن يزيد علي 7% بأي حال من الأحوال حطي لا يزيد معدل التضخم ومن يطالب بزيادة الاعتمادات عليه أن يقترح مصدراً لزيادة الإيرادات، وتساءل هل تريدون أن نفرض ضرائب جديدة أم نفرض زيادة في الأسعار.
كان أحمد عز قد طالب الحكومة بالعمل فورا علي الحد من التفاوت بين أجور العاملين بالجهاز الإداري للدولة مؤكدا أن هذا التفاوت في الأجور لا يتماشي مع المعدلات العالمية المقبولة‏.‏
جاء ذلك في الاجتماع الذي عقدته اللجنة لمناقشة سياسة الأجور في مصر في ضوء البيان المالي للحكومة عن العام المالي‏2009/2008 حيث طالب بضرورة تبني نظام للإثابة يقرب بين دخول العاملين في الوحدات الإدارية للدولة‏.‏
وهدد عز بتعطيل مناقشة الموازنة العامة للدولة للعام المالي‏2009/2008‏ لمدة أسبوع حطي تقوم وزارة التنمية الإدارية بإرسال كشوف وبيانات تفصيلية توضح أعلي وأدني حافز إثابة يحصل عليه العامل في الوحدات الإدارية المختلفة.
وأوضح أهمية ذلك في أمكان تبني نظام للإثابة يحد من التفاوت في مستويات الأجور بين الوحدات الإدارية المختلفة وفي التقريب بين مستويات دخول العاملين في الجهاز الإداري للدولة التي وصلت إلي‏700‏ و‏800%‏ في بعض الوزارات‏.‏
غالي: ارتفاع الأسعار مستمر.. ويزداد
ومن جانب آخر، اعترف د. يوسف بطرس غالي وزير المالية أن الحكومة تخطط لرفع أسعار بعض السلع أو فرض ضرائب ورسوم جديدة زاعمًا أن ذلك يأتي بسبب عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي.
وأشار غالي في اجتماع مع بعض نواب الحزب الوطني الحاكم إلى إمكانية ارتفاع أسعار القطن عالميا، بسبب اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية إلي زراعة الذرة من أجل الوقود الحيوي، أبدى النواب غضبهم قائلين: "ياريتكم كنتم قولتولنا كنا زرعنا قطن"!!، وحذر النواب الوزير بشدة من فرض أي زيادات جديدة على السلع وخاصة الرئيسية منها تجنبًا للانفجار الشعبي المحتمل الذي سينتج عن هذا الأمر.
الفول في خطر
ولم تتوقف مافيا الاحتكار عند الحديد فقط، فغذاء الفقراء "الفول" يعاني هو الآخر من احتكار "الأجانب"!!، فقد حذر رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة تجارة القاهرة "الباشا إدريس" من احتمال حدوث أزمة كبيرة في أسواق الفول تكون مشابهة لازمة القمح الحالية.
وقال إدريس إن الشركات الأجنبية دخلت سوق الفول المصري وتحاول جمع اكبر كمية من محصول الفول واحتكاره لتتحكم في أسعاره وتبيعه بالسعر الذي تريده وسط غياب ضوابط حاكمة للأسعار في مصر.
وأضاف إدريس إن الشركات الجنية تقوم ببيع الفول بأرباح تتجاوز 200% مطالبا الحكومة بوقف تجاهلها لهزة المشكلة والتي تمس المواطن المصري البسيط.
وأوضح إدريس إن السياسة الزراعية العشوائية ستؤدى إلى حدوث مشكلة كبيرة في البقوليات بشكل عام والفول بشكل خاص حيث تنتج مصر 24 مليون طن من الفواكه في الوقت الذي تنتج فيه 21 مليون طن من البقوليات وهو ما يدعونا إلى ضرورة تبنى سياسة واضحة لزيادة مساحات المحاصيل الاستراتيجية.
المواطن.. أوضاع متردية
وقد أدت السياسات الحكومية العقيمة إلى تردى أوضاع الشعب المصري على مختلف الأصعدة، فقد أظهر تقرير أعده الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن جملة عدد الأميين من بين 3،57 مليون مواطن وصل إلي أكثر من 17 مليون مواطن أمي وهي الفئة العمرية التي تبدأ من سن التعليم 10 سنوات فأكثر.
وذكرالتقرير أن عدد الأميين في الفئة العمرية من 10 سنوات وحتي 35 سنة وصل إلي 8،5 مليون أمي تمثل 3،34% من إجمالي الأميين في حين وصل عدد الأميين في الفئة العمرية من 35 سنة وحتي 65 سنة إلي 2،9 مليون أمي بنسبة54% من إجمالي الأميين.
أما المجموعة الثالثة للفئة العمرية 65 سنة فأكثر فقد وصل بها عدد الأميين إلي 9،1 مليون مواطن وذكر التقرير أن نسبة الأمية بين الذكور وصلت إلي 6،6 مليون مواطن بنسبة تمثل 38% في حين بلغت نسبة الأمية بين الإناث5،10 مليون وهو ما يعادل 5،61%.
لكن في المقابل رصد التقرير الإحصائي أن عدد المتسربين من التعليم الأساسي (من سن 6 سنوات وحتي 18 سنة) وصل إلي 616 ألف متسرب منهم 424 ألفا من الذكور و173 ألفا من الإناث.
وأشار إلي أن عدد الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بلغ 475 ألف فرد منهم 305 آلاف من الذكور و170 ألفا من الإناث.
وحول الظروف السكنية كشف التقرير السنوي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد الأسر في المجتمع المصري طبقاً لتعداد 2006 وصل إلي 17 مليون أسرة تضم في عضويتها 72 مليون مواطن ، منهم 12 مليون أسرة تقيم في شقق و 188 ألف أسرة تقيم في أكثر من شقة في حين يوجد 927 ألف أسرة تقيم في فيلات ومنازل كاملة.
لكن تعيش 1،1 مليون أسرة في غرفة أو أكثر في وحدة سكنية وتقيم 2،357 ألف أسرة في غرفة مستقلة و2،32 ألف أسرة في عشش وخيم و7،2 ألف أسرة في المدافن.
أما بالنسبة لمعدلات البطالة ذكر التقرير أن إجمالي عدد الأفراد داخل قوة العمل وصل إلي 22 مليون فرد.. منهم 8،19 مليون فرد يعملون في حين أن هناك 2،2 مليون فرد معطلون عن العمل أي أن معدل البطالة قد ارتفع من 9،8% عام 96 إلي 7،9% عام 6..2.
وقال التقرير أن هناك 151 ألفا متعطل بنسبة 71% من إجمالي المتعطلين سبق لهم العمل في حين أن النسبة الباقية 9،1 مليون لم يسبق لهم العمل أي 92% من جملة المتعطلين.
الجنود الصهاينة.. وضحية مصرية جديدة
أما على المستوى الخارجي، فقد شهد اليومين الماضيين فضيحة جديدة لنظام مبارك الذي يدعي انه حامي حمى السيادة المصرية، تمثلت في قيام القوات الصهيونية بقتل مواطن بدوي مصري تحت زعم محاولته التسلل إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر الحدود.
وقد قام الصهاينة – مشكورين - بتسليم السلطات المصرية يوم الخميس جثمان القتيل الذي يدعى عايش سليمان موسى (32 عاما) عند معبر العوجة.
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولي التي يقتل فيها مصريين علي الحدود، ففي فبراير الماضي توفيت فتاة مصرية برصاص قوات صهيونية علي الحدود المصرية إثر إطلاق نار من الجانب الصهيوني.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الفتاة لقيت مصرعها إثر إصابتها بطلق نارى من برج مراقبة من الجانب الإسرائيلى، وأنها كانت تقف بين أفراد أسرتها حيث إنطلقت رصاصة من برج المراقبة الإسرائيلى إلى رأس الفتاة التى سقطت على الأرض وسط ذهول أفراد الأسرة، ونقلت الفتاة علي الفور إلي مستشفي العريش لتلقي الاسعافات اللازمة لكنها توفيت بعد وقت قصير.
ولقى مواطن مصرى آخر مصرعه بعد تعرضه لطلق نارى أيضًا من الجانب الصهيوني، وتبين أن المواطن هو مجند يدعى حماد سويلم عطية مواليد قرية المهدية القريبة من الحدود.
كما تبين أنه كان فى طريقة الى عمله فتعرض لطلق نارى مما تسبب فى إصابته بكسر فى الحوض ونزيف داخلى وتوفى داخل مستشفى رفح متأثرا بجراحه.
كامب ديفيد.. وآثارها الكارثية
وفي تلك الظروف دعا نواب ودبلوماسيون وباحثون أمريكيون الى "ضرورة إعادة الحيوية إلى العلاقات بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط خلال العقد القادم"، فيما أشاروا إلى أن تكاليف السلام بين مصر وإسرائيل حتى الآن لاتتجاوز نفقات عام وربع العام في الحرب الجارية في العراق.
واعتبر جارى آكرمان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن "اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل ربط أهم قوتين عسكريتين في الشرق الأوسط (مصر وإسرائيل) بالنوايا الحسنة الأمريكية وقلص حدوث صراعات عسكرية بين دول المنطقة وبين إسرائيل"
وقال آكرمان في جلسة خاصة عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأربعاء بمناسبة الذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، إن هذا الاتفاق نقل مركز الجاذبية في المنطقة نحو السلام مع إسرائيل بعد أن كان هناك إجماع على مواصلة الحرب ضد الدولة اليهودية.
ورأى آكرمان أن اتفاقيات كامب ديفيد عززت دور الولايات المتحدة كمهندس لأي اتفاق سلام مستقبلي بين العرب وإسرائيل وكضامن للأمن العالمي في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن مصر قادت العالم العربي في صنع السلام مع إسرائيل ومازالت مستمرة في هذا الدور حتى اليوم.
وقال آكرمان، وهو يهودي معروف بانحيازه الشديد لإسرائيل، إن إسرائيل أيضا استفادت ايضا من هذا الاتفاق حيث انخفضت احتياجاتها الدفاعية اليومية بقدر كبير كما أصبح جيشها، بفضل الدعم الأمريكي، من أقوى جيوش المنطقة إذا لم يكن أقواها على الإطلاق.
وقال آكرمان أن تكلفة ثلاثين عاما من السلام الذي ولد في كامب ديفيد بلغت 150 مليار دولار إلا أن ذلك لايزيد عن تكلفة عام وربع العام من الحرب الجارية في العراق.
ووصف آكرمان هذا الاتفاق بأنه واحد من أكبر انجازات الدبلوماسية الأمريكية في القرن العشرين "حتى ولو كان الوسيط فيه الرئيس السابق جيمي كارتر."
وعلى الرغم من انتماء آكرمان إلى الحزب الديمقراطي، مثل كارتر، إلا أنه يتخذ موقفا عدائيا من الرئيس الأسبق بسبب مواقفه الصريحة والشجاعة المنصفة للفلسطينيين.
لكنه أعرب عن أسفه لما أسماه "فقدان مصر والولايات المتحدة وإسرائيل لرؤية أهمية هذا الاتفاق" الذي قال إن الأطراف الثلاثة استفادت منه أيما استفادة .
وقال إن كل دولة من الدول الثلاث تحتاج لهذه العلاقة ، مشيرا إلى أن، الإقرار بذلك هو الخطوة الأولى التي ينبغي أن تتخذ حينما يتعلق الأمر بتعزيز أسس السلام الإقليمي.
وأوضح آكرمان أن كل واحد من الأطراف الثلاثة لديه شكاواه الحقيقية من الآخر وليست "المفبركة أو الخيالية".
ومما قاله بهذا الصدد انه حينما تطالب الولايات المتحدة ومصر بإنهاء المستوطنات فلايجب أن يؤخذ ذلك على أنه مجرد نمط من المطالب الروتينية وأيضا حينما يعرب قادة إسرائيل عن اهتمامهم بالتفاوض مع سوريا فلايجب أن يعتبروا أن أهم عقبة حقيقية أمامهم هي الرئيس الأمريكي.
وحذر آكرمان من أن "الوضع في الشرق الأوسط بالخطورة التي لايجب معها السماح باستمرار هذا النمط في العلاقة بين الدول الثلاث.
وأضاف أن أمن الدول الثلاث يتوقف على تذكرهم السبب الذي جعل السلام مهما منذ 30 عاما والإخفاق في ذلك والسقوط في شراك الغضب التي تتجلى في قضايا اليوم سيعيدهم إلى السباحة ضد التيار الذي قد يجرفهم مرة أخرى إلى الماضي.
وقال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية، الجمهوري مايك بنس، إن بلدا واحدا اعترف بإسرائيل خلال الثلاثين عاما الأولى من قيامها، هو مصر، وبلدا عربيا آخر اعترف بإسرائيل في الثلاثين عاما التالية هو الأردن بينما لايزال هناك 20 بلدا عربيا لم تتصالح بعد مع حق "هذه الديمقراطية الحيوية وأخلص حليف لأمريكا" في الوجود.
وزعم أن جهود التواصل بين مصر وإسرائيل تتم فقط من جانب واحد، وهي إسرائيل .
كما أعرب عن "انزعاجه الشديد" لاتفاق المصالحة اللبناني الذي تم التوصل إليه في الدوحة الاربعاء والذي اعتبره بمثابة اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله.
وانتقد تحدث فرنسا مع حماس وتحفظ على بدء إسرائيل لمحادثات سلام مع سوريا بوساطة تركية، وهي كلها تحديات رأى أنها ستؤرق السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة لفترة من الزمن.
ومن جانبه أشاد النائب الديمقراطي ديفيد سكوت باللقاء الذي عقد بين الرئيس حسنى مبارك ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أخيرا فى شرم الشيخ واعتبره خطوة مهمة وجيدة جديرة بالانتظار لما ستسفر عنه.
وقد استضافت اللجنة شاهدين للإدلاء بشهادتهما حول العلاقات بين الدول الثلاث وهما السفير الأمريكي السابق لدى مصر وإسرائيل دانييل كيرتز،وديفيد ماكوفسكي، مدير برنامج عملية السلام في الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
وقال كيرتزر أن الولايات المتحدة تمكنت بفضل اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل من استخدام هذه العلاقة الثلاثية لتحقيق ماتمكنت من تحقيقه في المنطقة خلال الثلاثين عاما الماضية.
وأكد كيرتزر على ضرورة إتمام العمل الذي بدأ بمعاهدة السلام حيث شهدت عملية السلام جمودا تقريبا منذ توقيع اتفاق السلام مع الأردن عام 1994 "إما بسبب فشل الدبلوماسية الأمريكية أو غيابها".
وقال كيرتز إن الولايات المتحدت ترتكب حماقات في العراق بما يعرض أمن حلفائها للخطر.
وقال أنه لايوجد سبب في العراق أو إيران يمنع الولايات المتحدة من تبني دبلوماسية المبادرة كجزء من ترسانة القوة التي تلوح بها دائما مع إيران لتمضي جنبا إلى جنب مع الخطاب العنيف، والعقوبات والتلويح باستخدام القوة.
ومن جانبه تحدث ديفيد ماكوفسكي عن العلاقات المصرية الإسرائيلية في غزة فقال أن المصالح المشتركة للبلدين تفوق خلافاتهما في التعامل مع القطاع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.