قامت السلطات اليمنية باعتقال العشرات من نشطاء المعارضة ومصادرة ملصقات حملتها الانتخابية، يأتي ذلك في حين، يختتم مرشحو الرئاسة في اليمن اليوم الاثنين حملاتهم الانتخابية، فيما أعلنت وزارة الداخلية نشر مائة ألف جندي لتأمين الانتخابات واستنفار عدد مماثل لمواجهة أي طارئ. وقال تكتل المعارضة إن أطقماً عسكرية مدججة بالسلاح قامت بقطع الطريق أمام سيارات تابعة لفرع تجمع الإصلاح بمحافظة الحديدة كانت تحمل دعاية انتخابية لمرشح اللقاء المشترك بن شملان.
وجاء في رسالة وجهتها اللجنة التنفيذية لأحزاب "اللقاء المشترك" أن "الأطقم العسكرية اعترضت السيارة عند مدخل المدينة وطاردتها حتى وسطها، وقام الجنود بالاعتداء على السائق ومرافقيه وعدد من المواطنين بالضرب بأعقاب البنادق وصادروا كل ما بحوزتهم من الدعاية الانتخابية وأودعوهم السجن"، بحسب تقرير لصحيفة الحياة "اللندنية" كتبه فيصل مكرم اليوم.
وينهي الرئيس علي عبد الله صالح في صنعاء جولته الانتخابية على محافظات البلاد والتي استمرت ثلاثة أسابيع لحشد الدعم في مواجهة منافسيه، ولا سيما بن شملان مرشح أحزاب المعارضة في "اللقاء المشترك" الذي اختار محافظة البيضاء لاختتام حملته.
وكان علي صالح دعا في مهرجان انتخابي أقامه في البيضاء أمس القوى السياسية إلى جعل يوم 20 سبتمبر "يوما خاليا من العنف والسلاح والتوتر". وطالب الناخبين بالاتجاه إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم بشكل سلمي، نافياً انباء المعارضة عن نية الحكومة تطبيق زيادة جديدة في اسعار المواد الغذائية بعد الانتخابات الرئاسية.
وقال: "لا صحة لأي إشاعة حول جرعات سعرية قادمة ولا إجراءات في هذا الجانب والتي يروج لها المغرضون وإنما هناك إصلاحات لدعم المزارعين والصيادين".
وفي تأكيد جديد على فاعلية الرقابة الدولية على الانتخابات، قال صالح هناك 150 صحافيا من مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة إضافة إلى 140 مراقباً دولياً ينتشرون في كل أنحاء اليمن لأخذ آراء الناس بحرية وتغطية ومراقبة العملية الديمقراطية.
وطلب من المواطنين الحذر واليقظة إزاء الإشاعات التي يروج لها "الموتورون" والانتباه لها والتحري عنها خصوصاً إشاعات وزيف «اللقاء المشترك».
من جانبه، أكد بن شملان في مهرجان أقامه في محافظة صنعاء وحضره الأمناء العاملون للأحزاب ونائب رئيس الهيئة العليا للإصلاح ياسين عبد العزيز أن "التغيير المنشود ليس تبديل شخص بآخر، وإنما سيحدث تبديل نظام فردي بنظام مؤسسي بهدف بناء مواطن يمني ليبني الوطن اليمني القومي".
وزاد: "هذا التغيير يتجه إلى المواطن اليمني اياً كان، حزبياً أو مستقلا، جندياً أو موظفاً مدنيا، رجلاً أو امرأة"، مضيفا: "هذا التغيير يهدف إلى المواطنة المتساوية والتكامل والتعاون ونبذ العنف والفتن وتصحيح أوضاع التعليم والخدمات الصحية وإنهاء سياسة الجرع وإنشاء اقتصاد متوازن إلى جانب الاقتصاد النفطي المهدد بالنضوب".
وكان نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية رشاد العليمي أعلن مؤخرا عن نشر مائة ألف من أفراد الجيش والأمن لضمان سلامة الانتخابات، وقال إن هناك عددا مماثلا على اهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ.
ومن المنتظر أن توقع أحزاب المعارضة والحزب الحاكم اليوم على إعلان بنبذ العنف يوم الاقتراع بعد تحفظ أطراف المعارضة على صيغته ومطالبتها بتحييد الجيش والأمن خلال العملية الانتخابية.